داعية، مسؤول فرع جمعية الاتحاد الإسلامي في البقاع وعضو هيئة علماء المسلمين في لبنان
(كفى يا طنطاوي – الأخيرة) نصيحتي للطنطاوي!
كتب بواسطة يوسف القادري
التاريخ:
فى : المقالات العامة
688 مشاهدة
هل "العصمة لله" كما يقول الشيخ الطنطاوي؟
هذه العبارة مَنع العلماء من إطلاقها فالله منه العصمة، فهو "العاصم" الذي يطهّر الأنبياءَ "المعصومين" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والمعصوم من عصَمَ اللهُ" رواه مسلم. وإلا فلو قلت: "الله معصوم" فمن عَصَمه؟ ومِن معصية مَن عُصم؟
"التأمين بكل صوره حلال":
هذه فتوى الشيخ الطنطاوي وأظنها بعيدة عن الموضوعية، فهو حكم عامّ، والحكم على الشيء فَرع عن تصوّره. وهنا أسأل: هل الشيخ الطنطاوي اطلع على كل صور التأمين المعمول بها في مصر فضلاً عن العالم الإسلامي وغيره؟ ثم إنّ هذا الاستدلال السطحي على أن التأمين حلال بكل صوره؛ استنادًا إلى دليل غريب عن "عَقلية" و"مَنهجية" الأصوليين والفقهاء: بكل بساطة: "المَعَاش تأمين" يقصد أن راتب التقاعد تأمين، وبالتالي فالتأمين بكل صوره حلال!
إن هذا الاستدلال:
- خال عن آية أو حديث أو حتى أقوال الفقهاء.
- اعتمادٌ على أن تصرفات المجتمعات وأعرافها: تشريع، وكأن مجرد قبول الناس بأخذ معاش التقاعد يدل على مشروعيته!
- قياس مع الفارق فإن التأمين التعاوني الذي لا يقصد منه الربح تسامَحَ فيه جمهور العلماء إذا توفرت فيه بعض الشروط؛ منها أن يكون خاليًا من المخالفات الشرعية، مثل البعد عن استثماره بالربا. أما التأمين التجاري فتشدد جمهور العلماء فيه بناء على الأدلة فإنه "يُغتفر ويُتسامح ويُتوسع في التبرعات (كالهدايا والمساعدات والتكافل) أكثر مما يُتسامح في المعاوضات المالية التي يقصد منها الربح. هذا ما قرره العلماء في قواعدهم الفقهية.
أَسْتَمع الأغنيات -يقول الطنطاوي-:
لَدَيَّ نصيحة للشيخ طنطاوي بأن يخفف بعض الشيء من سماع "الأغنيات" ليتسنى له مزيد من الوقت، وهو في هذا المنصب الكبير الخطير، للتعرف إلى أخبار المسلمين وأحوال المسلمات في سجون الأعداء ولمراجعة محفوظاته من القرآن ومعلوماته الشرعية. وأن يبذل الجهد ليعود لمنصب شيخ الأزهر الإمام الأكبر هيبته وثقله وفعاليته.
وختامًا:ليس هدفي إيذاءَ شخصِك والاقتصارَ على تعكير صَفْوِك، ولكني أحببتُ تذكيرَ نفسي وإياك بالأمانات التي في أعناقنا؛ بتقوى الله، وبيومِ (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ)، وبأمانة الكلمة فالرائدُ لا يَكْذِب أهلَه، وبقول الله تعالى: (إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ) [الحجرات: 6] (وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) [التوبة: 119] (حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ) [الأعراف: 105] (وَإِذَ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران: 187] (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [هود: 113]. إن تقصيراتك و"إنجازاتك" ضد المسلمين قد كثرت وتدل على أنك إن لم تكن تنفذ مؤامرات "تكلَّف" بها، فلا أقل من أنك لا تصلح لمثل هذا المنصب الخطير. وبِصِدْقٍ أقول لك: إذا لم تَرجع إلى الله وتُراجع حساباتك لدعم الحق فإن السعي لعزلك واستبدال مَن تتوفر فيه صفات تناسب مَقام شيخ الأزهر بك، هو أحد أهم خطوات الإصلاح وأولاها.
ملحوظة:كُتِبَت هذه السلسلة عام 2005م، وظهرت بعدها للطنطاوي طامّات ومخازي كبيرة ومتعددة وفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان، تُظهر انحراف الرجل وتضييعه لأمانة العلم والمؤسسة العظيمة التي هو على رأسها.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة