شخصية عُنْصرية طبقية - معالم الشخصية اليهودية 4
كتب بواسطة بقلم: الأستاذ محمد علي دولة
التاريخ:
فى : المقالات العامة
602 مشاهدة
العنصرية هي الإعجاب الشديد بالأصل والجنس، والتعصب المقيت؛ واليهود هم أشدُّ خَلْق الله تعصباً لجنسهم، ولكلِّ ما يمتُّ إليهم بصِلَة. أُصيبوا بهذا الداء منذ القِدَم، ممّا جعلهم ينظرون إلى أنفسهم بإعجاب كبير، وزُهوٍّ خطير، وادِّعاءات فاجرة، وينظرون إلى غيرهم نظرة منحطَّة باحتقارٍ شديد، ويرَوْن في أنفسهم أنَّهم الخَلْق المختار، الذي يتمتع بمكانة كُبرى عند الله، أهّلته ليكون (الشعب المختار)، ويعتقد أنَّ غيره من الشعوب لا يساويهم بأيَّة حالٍ، بل لا يستحق أن يكون قريباً منهم، بل إنَّ جميع خلق الله ما وُجدوا إلاّ ليكونوا خَدَماً لهم
ولقد ادّعى العنصريَّة أقوامٌ كثيرون قديماً وحديثاً لعدَّة اعتبارات، منها اللون، والمواهب، والنَّسب، والمكان، والحالة الاجتماعية، وغير ذلك... لكن عُنْصرية أولئك قديماً وحديثاً كانت أخفَّ بكثير من عنصرية اليهود الطاغية، ثمّ إنَّ اليهود زادوا على أولئك جميعاً أن زعموا أنَّ الله جلّ جلاله هو الذي أعطاهم ما به قد أصبحوا الشَّعبَ الأول، صاحب المقام الرفيع عنده سبحانه وفي الحياة الدنيا... ادّعَوْا أنّ الله عزّ وجل هو الذي منحهم هذه المرتبة العليا، ويستشهدون لذلك بما جاء في سِفْر التثنية (14/1): «لأنّك شعب مُقدّس للربّ إلهك، قد اختارك الربُّ لكي تكون له شعباً خاصاً، فوق جميع الشعوب التي على وجه الأرض». لذلك يستشهدون بما جاء عنهم في القرآن الكريم في قوله تعالى: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)(البقرة: 47)، ويتناسى هؤلاء أنَّ هذا الفضل الذي ذُكر لهم في القرآن الكريم وفي سِفْر التثنية مشروطٌ بأن يكونوا أمّة إيمان وأمّة عمل صالح، وأن يحملوا التوراة، وأنّ تفضيلهم في القرآن كان على أمم زمانهم الوثنية!!
ويتناسى هؤلاء أيضاً أنّهم عبدوا مع الله آلهة أخرى قروناً، وأنهم قتلوا بعض أنبيائهم، وأنهم حاولوا قتلَ المسيح عيسى ابن مريم وخاتمِ النبيّين محمداً عليهما الصلاة والسلام، فكيف يبقى لهؤلاء أثارة من فَضْل مع هذه القبائح البالغة؟!
ولقد ردّ القرآن على زعمهم أنَّهم أبناء الله وأحبَّاؤه فقال لهم: (بل أنتم بَشَرٌ ممن خَلَق).
ولنا أن نسأل (الشعب المختار!): هل تجمَّع فيهم من الخصائص الممتازة، والمزايا الرفيعة، والأخلاق الحميدة ما جعلهم يباهون به غيرهم من الأمم، ويقدِّمون أنفسهم على أنهم السادة القُدْوة المختارون من الله؟ الجواب: لا، أبداً!! هل إنّ ما أُثر عن الله ورُسُله، وعن عُقلاء الناس وقادتهم وحكّامهم من كلام في هؤلاء الناس يؤهِّلهم لهذه المكانة الرفيعة؟ لا، أبداً.
إنَّ القرآن قد وضع قاعدة أساسية لتفاضل الناس: (إن أكرمَكم عند الله أتقاكم)، فأين (الشَّعب المختار) من تقوى الله وطاعته طيلة تاريخه؟!
***
ولقد غشَّ كثيرٌ من قادتهم وكُتّابهم أفرادَ «الشعب المختار» بأقوال في مديحهم بعيدة كل البعد عن الصدق؛ فقد ورد في التلمود هذا القول المُفتَرى في وصف القوم: (كما أن العالم لا يمكن أن يعيش بلا هواء، فإنه لا يمكن أن يعيش بدون إسرائيل)!! وأتساءل كيف عاش الناس إذن من قَبْلُ، حين لم يكن لبني إسرائيل ذِكْر في الوجود؟! وكيف عاش الناس بعدهم وكثير منهم يكرهونهم ويشتمونهم، بل وكثير منهم قد طردوهم وقتَّلوهم؟!
يقول الحاخام أيسدور أبستاين: (... الشعب اليهودي يتمتع بأفضل أنواع الرجال التي عرفها البشر... وكما يقول عقلاؤنا: إنّ غير الجديرين بينكم يتحلَّوْن بعددٍ من الفضائل تتساوى وعدد الحَبّ الموجود في الرُّمّانة)!! ويقول الحاخام العُنْصري مئير كاهانا مؤسِّس حزب كاخ في فلسطين المحتلة: (إنّنا شعب مختار، شعب خاص، شعب متفوّق، خُلقنا بعيدين عن الأشياء المَقيتة. نحن شعب يجب أن يعيش بعيداً عن الآخرين، وبشكل مختلف عنهم...). ومن الأقوال المأثورة عند علماء اليهود أنَّ قومهم قد امتازوا دون سواهم بثلاثة وعود ربّانيّة هي: (التوراة، وفلسطين، ثمّ الجنة في الآخرة).
وهكذا عوّض اليهود عمّا أصابهم في تاريخهم الطويل من قتل وسبْي وتشريد وطَرْد مستمر وإهانات بأوصافٍ مُفتراة، وقد تقوقعوا على عنصرهم، وانغلقوا على أنفسهم، ورأوا أنّهم فوق الجميع، وأفضل الجميع، وأحبّ إلى الله من الجميع!!
وقد دعتهم هذه العنصرية الطاغية المفرطة إلى أمور، منها:
1. احتقارهم للأمم التي أطلقوا عليها اسم (الغوييم)؛فشُتِم النَّصارى بكلمة (غاريل) أي قُلْف: لا يختَتِنون. وشُتِم المسلمون بكلمة (ممزير) أي أبناء زنى- في تفكيرهم العنصري المريض - لأنهم جاؤوا عن طريق هاجر الجارية - من ابنها إسماعيل، الذي كان من ذريته محمد رسول الله [ والعدد العظيم ممَّن آمن بدينه، كل ذلك لأنَّ أمَّهم هاجر جارية والمسلمون العرب من ذريّتها؛ وهي عندهم - حاشاها - زانية وأولادها أولاد زنى!! وشُتِمَتْ كلُّ الشعوب والأقوام بالدّونيّة والانحطاط، لأنَّ الحظّ لم يأتِ معهم، فيكونوا من أبناء سارّة من زوجها إبراهيم، ومن أبنائها: إسحاق، ويعقوب وأولاده!!
2. عيشهم منعزلين، منكمشين على أنفسهم، يخافون الاندماج مع الآخرين.
3. قيامهم بأعمال كثيرة تنمُّ عن كبرياء وتعالٍ؛ يقول الأديب الروسي (وستويفسكي) وهو يصف معاملتهم للإنسان الروسي: (لقد تحاشَوْه، وحَذِروه على الدوام، يرفضون أن يشاركوه في الطعام، ينظرون إليه من علٍ).
4. تحريمهم دراسة التوراة على الغير، ومَن فعل ذلك قُتل!!
5. اغتصابهم حقوق الآخرين، وقاعدتهم التي تمسّكوا بها: (... بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران:75]، والأميون: الأمميون.
لقد عاشوا زمناً طويلاً في مجتمع مُقْفل هو (الجيتو) - أي حارة اليهود - التي وُجدت في عدد من مدن أوروبا، وعانوا أشدَّ المعاناة في ذلك الجيتو، واليوم تجدهم يعيشون في دولة البَغْي والعدوان - إسرائيل - في جيتو كبير!!
لقد جرّت عليهم هذه العنصرية المقيتة إجماع الناس قديماً وحديثاً على بُغضهم؛ فهذا الفيلسوف اليهودي (سبينوزا) يقول: «لقد استجرّوا كراهية العالم بأسْره، بانفصالهم عن جميع الشعوب الأخرى».
لقد أقام اليهود بينهم وبين سائر الناس الذين سمّوهم (الغوييم) جداراً سميكاً بهذه العنصرية الغليظة، ولم يستطع إنسان حتى هذا التاريخ أن يكسر هذا الجدار، مما حَدَا باللاهوتي المسيحي (كراغ) أن يتمنّى على اليهود أن يزيلوا هم أنفسهم هذا الجدار؛ فيقول هذا في أمنيته: (يا ليتَ الجماعة اليهودية تستطيع بطريقة ما أن تضمَّ نفسها إلى البشريّة...).
معالم الشخصية اليهودية (4)
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن