يهودي سويدي... ينصر غزة!
كتب بواسطة بقلم: الشيخ حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
571 مشاهدة
«الكاتب اليهودي درور فايلر الذي كان يحمل جنسية الدولة الصهيونية وكان في فلسطين المحتلة قرر أن يعود إلى السويد بعد أن مزّق جوازَ سفره (الإسرائيلي) رافضاً الظلم الذي يمارسه الكيان الصهيوني وجيشُه المجرم ضد أبناء الشعب الفلسطيني!
كما قرر أن يشارك في رحلة (أسطول الحرية) إلى شواطئ غزة، وحضر إلى تركيا ليكون على متن إحدى سفن الأسطول الضخمة ويذهب إلى غزة، وقد علّق على مبادرته قائلاً: لا يجوز أن نصمُتَ فحكوماتنا والاتحاد الأوروبي وأمريكا والمجتمع الدولي يصمت أمام هذا الحصار الفظيع الوحشي! نريد أن نساعد أهل غزة».
هذا الخبر الذي ورد في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية والمقابلات التي أُجريت مع (فايلر) ضمن نشرات الأخبار على الفضائيات لا بد من أن يثير عدة انطباعات:
- أنّ الإسلام بلغ الذِّروة في عدله وإنصافه إذ على الرغم من شدة عداوة أهل الكتاب - اليهود والنصارى - للإسلام والمسلمين إلا أنهم ليسوا كلُّهم كذلك، لذا قال الله عز وجل: (ليسوا سواءً). وهذا الرجل فيه من الإنصاف ما جعله يثور على ظلم حكومته ويأخذ القرار الجريء في المشاركة في رحلة مُتعبة ومحفوفة بالمخاطر لأن الحكومة الصهيونية أعلنت أنها ستتصدّى لسفن الأسطول القادمة لإمداد أهل غزة بالمساعدات، وستمنعها ولو بالقوّة من اختراق الحصار.
- وأننا نرجو أن تكون صُحبتُه - هو والعديد من الأوروبيين المنصفين من سياسيين وفنّانين وكُتّاب ومفكّرين - للمسلمين المتديِّنين المشاركين في هذه الرحلة سبباً للتعرُّف على حقيقة الإسلام وخُلُق المسلمين وباباً لهدايتهم: كما حصل من سنوات للصحفية البريطانية (إيفون ريدلي) في أفغانستان فتحوّلت إلى مسلمة متحجّبة داعية إلى الإسلام ومن أنشط المدافعين عن حقوق المسلمين والكاشفين عن عوار وبؤس الحياة الغربية، وكما حصل للسياسي البريطاني (جورج غالاوي) على إثر حرب غزة الفظيعة، ويُتداول أنه يُسِرّ إسلامه وهو من أنشط وأشجع الناشطين لمناصرة أهل غزة.
- مدى فظاعة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني إلى الحدّ الذي يوقظ المشاعر الإنسانية لدى مَنْ عنده ذرّةٌ من هذه المشاعر مع استعداد فكري ونفسي لأخذ موقف الإنصاف والمناصرة مع ضرورة أن يكون عنده قسطٌ كبير من إرادة أخذ المواقف الجريئة.
- التحسُّر على قطاعات نائمة من الشعوب الإسلامية - على الرغم من خير كثير في الأمة - لا تهتم بإخوانها وتسحب نفسها طلباً لراحة البال من مسؤوليتها الشرعية تجاه إخوانهم المسلمين وقضايا أمتهم، بل الأنكى أن تُساق كقطيع الغنم في مشايعة الطغاة بليدي الحس ممن وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم «هم مِنْ بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» كثير منهم من دون وعي مسايرةً للملأ كما في المصطلح القرآني وبعضهم عن وعي وإدراك حفاظاً على وظائفهم ومصدر رزقهم أو حبّاً بالوجاهة وتعلّقاً بالمناصب! ثم تبلغ الحسرة مداها عندما يكون من هؤلاء من يتزيّا بزِيّ أهل العلم! مما يدُل على خُفُوت نور القرآن في بصائرهم وهدايته وشفائه في قلوبهم!
وصدق الله حيث يقول عن القرآن الـمَجيد: (قل هو للذين آمنوا هُدىً وشفاء).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة