داعية، مسؤول فرع جمعية الاتحاد الإسلامي في البقاع وعضو هيئة علماء المسلمين في لبنان
أول فدائي للحرية
...كَانَ مَلِكٌ مِن الْمُلُوكِ، وَكَانَ لِذَلِكَ الْمَلِكِ سَاحِرٌ كَاهِنٌ. فَقَالَ الْكَاهِنُ: قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَحَضَرَ أَجَلِي فانْظُرُوا لِي غُلامًا فَهِمًا فَطِنًا لَقِنًا فَأُعَلِّمَهُ عِلْمِي هَذَا؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ أَمُوتَ فَيَنْقَطِعَ مِنْكُمْ هَذَا الْعِلْمُ وَلا يَكُونَ فِيكُمْ مَنْ يَعْلَمُهُ. فَنَظَرُوا لَهُ عَلَى مَا وَصَفَ، فَأَمَرُوهُ أَنْ يَحْضُرَ ذَلِكَ الْكَاهِنَ وَأَنْ يَخْتَلِفَ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ.
وَكَانَ عَلَى طَرِيقِ الْغُلامِ رَاهِبٌ فِي صَوْمَعَةٍ. [وأَصْحَابُ الصَّوَامِعِ كَانُوا يَوْمَئِذٍ مؤمنين مُسْلِمِينَ] فَجَعَلَ الْغُلامُ يَسْأَلُ ذَلِكَ الرَّاهِبَ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ. فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى أَخْبَرَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا أَعْبُدُ اللَّهَ! فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ [سلوكُه ومَنْهَجُه] وَكَلامُهُ. فَجَعَلَ الْغُلامُ يَمْكُثُ عِنْدَ الرَّاهِبِ، وَيُبْطِئُ عَنْ الْكَاهِنِ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ. فَأَرْسَلَ الْكَاهِنُ إِلَى أَهْلِ الْغُلامِ: "إِنَّهُ لا يَكَادُ يَحْضُرُنِي!" فَأَخْبَرَ الْغُلامُ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: إِذَا قَالَ لَكَ الْكَاهِنُ: "أَيْنَ كُنْتَ؟" فَقُلْ: "عِنْدَ أَهْلِي". وَإِذَا قَالَ لَكَ أَهْلُكَ: "أَيْنَ كُنْتَ؟" فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ كُنْتَ عِنْدَ الْكَاهِنِ.
فَبَيْنَمَا الْغُلامُ عَلَى ذَلِكَ إِذْ مَرَّ بِجَمَاعَةٍ مِنْ النَّاسِ كَثِيرٍ قَدْ حَبَسَتْهُمْ دَابَّةٌ [قيل: كَانَتْ أَسَدًا] فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوْزُوا. فَأَخَذَ الْغُلامُ حَجَرًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ الرَّاهِبُ حَقًّا فَأَسْأَلُكَ أَنْ أَقْتُلَهَا. ثُمَّ رَمَى: فَقَتَلَ الدَّابَّةَ! فَقَالَ النَّاسُ: مَنْ قَتَلَهَا؟! قَالُوا: الْغُلامُ. فَفَزِعَ النَّاسُ وَقَالُوا: لَقَدْ عَلِمَ هَذَا الْغُلامُ عِلْمًا لَمْ يَعْلَمْهُ أَحَدٌ! فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ: أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي؛ قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنِ ابْتُلِيْتَ فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ.
وَكَانَ الْغُلامُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ... فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ [أي كلُّه] إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي. فَقَالَ: إِنِّي لا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ!
فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟! قَالَ: رَبِّي. قَالَ: أَنَا؟! قَالَ: لا. قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟! قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ!! فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلامِ.
فَجِيْءَ بِالْغُلامِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ. قَالَ: أَنَا؟! قَالَ: لا. قَالَ: أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟! قَالَ: نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ.
فَجِيْءَ بِالرَّاهِبِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى. فَقَالَ: لأَقْتُلَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قِتْلَةً لا أَقْتُلُ بِهَا صَاحِبَهُ. فَأَمَرَ بِالرَّاهِبِ وَالرَّجُلِ الَّذِي كَانَ أَعْمَى فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ عَلَى مَفْرِقِ أَحَدِهِمَا فَقَتَلَهُ. وَقَتَلَ الآخَرَ بِقِتْلَةٍ أُخْرَى. ثُمَّ أَمَرَ بِالْغُلامِ فَقِيلَ لَهُ: ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَاطْرَحُوهُ مِنْ رَأْسِهِ. فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَلَمَّا انْتَهَوْا بِهِ إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ الَّذِي أَرَادُوا أَنْ يُلْقُوهُ مِنْهُ رَجَفَ بِهِمْ الْجَبَلُ فَجَعَلُوا يَتَهَافَتُونَ مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ وَيَتَرَدَّوْنَ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلا الْغُلامُ. ثُمَّ رَجَعَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟! قَالَ: كَفَانِيْهِمُ اللَّهُ. فَأَمَرَ بِهِ الْمَلِكُ أَنْ يَنْطَلِقُوا بِهِ إِلَى الْبَحْرِ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَاقْذِفُوهُ فِيهِ. فَانْطُلِقَ بِهِ إِلَى الْبَحْرِ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيْهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَانْكَفَأَتْ بِهِمْ السَّفِينَةُ فَغَرَّقَ اللَّهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَأَنْجَاهُ. وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟! قَالَ: كَفَانِيْهِمُ اللَّهُ.
فَقَالَ الْغُلامُ لِلْمَلِكِ: إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ: وَمَا هُوَ؟! قَالَ: تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ ضَعْ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلامِ، ثُمَّ ارْمِنِي. فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي.
فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلامِ. ثُمَّ رَمَاهُ، فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ [ما بين عَينِه وأُذنِه] فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ.
فَقَالَ أُنَاسٌ: لَقَدْ عَلِمَ هَذَا الْغُلامُ عِلْمًا مَا عَلِمَهُ أَحَدٌ، فَإِنَّا نُؤْمِنُ بِرَبِّ هَذَا الْغُلامِ. فَقَالَ النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ. فَقِيلَ لِلْمَلِكِ: "أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ؟ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ؛ أَجَزِعْتَ أَنْ خَالَفَكَ ثَلاثَةٌ؟ فَهَذَا الْعَالَمُ كُلُّهُمْ قَدْ خَالَفُوكَ!" فَخَدَّ أُخْدُودًا [شِقًّا مستطيلاً في الأرض كالخندق]، ثُمَّ أَلْقَى فِيهَا الْحَطَبَ وَالنَّارَ، ثُمَّ جَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ: مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ تَرَكْنَاهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْجِعْ أَلْقَيْنَاهُ فِي هَذِهِ النَّارِ.
فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ فِيهَا وَيَتَدَافَعُونَ! فَجَعَلَ يُلْقِيهِمْ فِي تِلْكَ الأُخْدُودِ، حَتَّى جَاءَتْ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا تُرْضِعُهُ فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الْغُلامُ: يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ.
قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِيهِ: قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ حَتَّى بَلَغَ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ.
قَالَ: فَأَمَّا الْغُلامُ فَإِنَّهُ دُفِنَ. فَيُذْكَرُ أَنَّهُ أُخْرِجَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأُصْبُعُهُ عَلَى صُدْغِهِ كَمَا وَضَعَهَا حِينَ قُتِلَ! هذا حديث نبوي صحيح، جُمعت ألفاظه من رواية مسلم والترمذي وأحمد عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرويه إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ. اهـ.
وهذه أهم العِبَر المستفادة من قصة الغلام المؤمن:
1. إذا كان قادةُ الشَّرِّ والإفساد (كالسَّاحر) يحرصون على استمرار مناهجهم ومدارسهم، فقادة الإصلاح أَوْلَى بتهيئة الشخصيات النموذجية الشابة التي تحمل الرسالة من بعدها (التوريث الدعوي).
2. قد يكون الخير فيما ظاهرة الشرّ (فالغلام تعرّف إلى الإيمان في طريقه إلى السِّحر). والموفَّق مَن استَغلّ الفُرَص.
3. الإسلام دِين الفِطرة، وأفضل أسلوب للدعوة هو 1.قناعةُ الداعية بمبادئه 2.والدعوةُ إليها 3.مع تطبيقها؛ (فأعجَبَه نَحْوُه وكلامُه).
4. قد يوفِّق اللهُ سبحانه بعض الباحثين عن الحقيقة للاطّلاع على براهين مادّية وأحياناً خارقة ( مثل قَتْل الدّابّة) تزيد الحق وضوحاً. والسعيدُ مَن اتّبع الحق حين يَعْلَمه. كما أن الله قد ينصر المؤمنين ببعض الخوارق (الكرامات).
5. الابتلاء سُنة يتعرض لها الدعاة المُصْلِحون، وهو يأخذ أكثرَ مِن شَكْل: (ضغوط الأهل، المَدْرسة، الوظيفة، المجتمع، الدول)، وبأكثر مِنْ قَصْد وخَلْفِية: (الخطأ في التصرف رُغم حُبّ الخير، الكراهية، العداوة...). والمحفوظُ مَن حفظه الله.
6. الناس عادة يُحبون الصالح المصلِح الذي يعطيهم مِن وقته وخيره، فعليه أن يذكّرهم دائماً بأن الاجتماع على العبادة والإصلاح وراء مُرْشد: خير، ولكن لا بد أيضاً للمسلم من الصلة المباشرة بالله تعالى.
7. الداعية إلى الله والمبادئ الحقة لا ينسى خدمةَ الناس وقضاء حوائجهم الحياتية (كان الغلام يداوي الناس)، ولكنه أحرصُ على هدايتهم، ويجعل خدمتَهم وسيلةً لذلك.
8. صاحب الرسالة لا ينبغي أن يَزْهد في دعوة أيّ إنسان؛ فإنه لا يدري فيمن الخير، وقد يصير قائدُ المفسدين: رائداً للمصلحين، وداعيةً ثابتاً على الحق المُبِيْن (كجليس المَلِك).
9. مواجهة المجرمين لدعواتِ الحق: مِن العادات الاجتماعية؛ قال الله تعالى: وكذلك جَعَلْنا لكلِّ نبيٍّ عدوًّا من المجرمين [الفرقان:31].
10. قد يبتلي اللهُ سبحانه المؤمنين بأن يتسلط عليهم المفسدون (كما حصل للراهب وجليس المَلِكِ) فيشرِّفهم بالشهادة. وقد يحفظهم من المؤامرات بالكرامات وخوارق العادات (كما حصل للغلام). فالله فعّال لما يريد.
11. "الدعاء سلاح المؤمن" كما قال صلى الله عليه وسلم، والله هو الذي يُجيب المضْطَرَّ إذا دعاه؛ والإجابة تكون: في الدنيا (عاجلاً أو آجلاً)، أو بادخار الأجر إلى يوم القيامة. والدعاء صلة بالله وإقرار بقوّته فـ"الدعاء هو العبادة" كما في الحديث.
12. الكرامات وخوارق العادات ليست مَدْعاةً للتواكل والإهمال، بل هي عادة تكون بعد الجهود والتضحيات، ومكافأةً على الأخذ بالأسباب؛ (استخفاء الراهب، وقوله: "فلا تَدُلّ عليّ").
13. الدعوة إلى الله (وتحرير الناس من عبادةِ غير الله والذلِّ والعقائدِ الفاسدة الخرافية): قيمةٌ عُليا تُفدَى بالأرواح. والغلام المؤمن في قصة أصحاب الأخدود أول استشهادي فدائي للتوحيد والحرية.
14. على الداعية أن يكون قُدوة في الثبات والتضحية، والله يبارك في الجهود المخلِصة فتنعكس عادة هدايةً في قلوب الناس، وصلاحاً في سلوكهم، ويكتب الله للمصلحين مثل أجور المهتدين.
15. الإعلام سلاح مؤثّر يجب على الدعاة إنشاء مؤسسات له واستغلال القائمة منها لنشر الخير والحق (تَجْمَعُ الناس في صعيد واحد... ثم قُل: بِاسم الله...).
16. الكُفر والكِبر قد يصل بصاحبه إلى العَمى والجنون والغَباء؛ (قَبول المَلِك المدَّعِي للألوهية بالإقرار بالله رب الغلام ليقتله!)، وإلى وحشيةٍ لا تكاد تُصدَّق؛ (التعذيب، والتفنن بالقتل، والإحراق الجماعي).
17. إذا كان لا بد من الموت فلْيَكن بشرف، وبشكل يُغيظ العدّوَّ ويُخِيْفُه (فكانوا يتدافعون فيها ويتسابقون إليها).
18. الانتصار الماديّ والغَلَبة هدف تميل إليه النفوس، ولكن الأهم والنصر الأعظم هو حَمْل مبادئ الحق والثبات عليها. وقد أنطق الله الرضيع بقول: (اصبري؛ فإنك على الحق).
19. ارتكاب المحرَّمات والتخلي عن الدِّين بِاسم مصلحة الأولاد و"تأمين مستقبلهم": أَمْرٌ لا يحبه الله، ولو أنطق الله فِطَر أولادنا النقية لأَنكرَتْ على الآباء ذلك.
20. هذه القصة نموذج من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لبعض آيات القرآن (سورة البُرُوج) بحديثه الشريف، ومن باب التربية بالقصة. ليعلِّمنا كيف نعيش القرآن في مختلف الظروف وأصعبها، فهل نَعِي دروسَها ونحملُ الحق ونصبرُ عليه؟
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن