إجازة في الإعلام من جامعة بيروت العربية...دبلوم في الإدارة... مديرة تحرير مجلة منبر الداعيات... مشرفة على قسم الطالبات في جمعية المنتدى الطلابي المنبثقة عن جمعية الاتحاد الإسلامي... عضو إدارة القسم النسائي في جمعية الاتحاد الإسلامي... المسؤولة الإعلامية لتجمع اللجان والجمعيات النسائية اللبنانية للدفاع عن الأسرة ممثلة جمعية الاتحاد الإسلامي.
هنيئاً... لأهل السُّنَّة في لبنان «هيئة علمائهم»
وأخيراً...
أصبح لأهل السُّنة في لبنان «هيئة» من علمائهم تمثّلهم وتكون صوتهم المسموع بعدما بُحّ واختفى حيناً من الزمن.
هيئة تعبّر عن آمالهم وطموحاتهم...
هيئة تملأ الفراغ «بالفعل المناسب»...
هيئة تأخذ لهم حقوقهم المهدورة والمتقاسَمة بين خَلق الله...
هيئة تمثّل قوّة أهل السُّنة الحقيقية، المستندة إلى شريعة ربّ السماء؛ فإنّ مَن انتسب إليها قَوِي وعَز، ومَن نبذها هان وذَل...
هيئة تحفظ هيبتهم ومكانتهم، وتكون لهم مرجعية حقّة «معتَبَرة»...
فلطالما تمنَّوا، ولطالما حَلُموا بأن يكون لهم ظَهرٌ وسند...
عقودٌ خلت والمسلمون في لبنان يعانون من ضعفٍ مركّب في مختلف المجالات؛ فقد أنهكتهم الحروب والمؤامرات الداخلية وكسرت شوكتهم، وجعلتهم ممزَّقي التوجُّهات، تائهين بين المرجعيات، تعصف بهم رياح الشرق والغرب لا يدرون في أيِّ اتجاهٍ يسيرون.
مرجعيتهم الدينية أثقل كاهلَها الارتهانُ السياسي، وأضعفها ودمّر هيبتها وموقعها... حتى بتنا نترحم على أيام كانت فيه للعلماء هيبتهم ومكانتهم، وكان القضاء صاحب الكلمة الفصل في مختلف قضايا المجتمع... وكان القاضي يأبى أن ينطرح عند أعتاب السلطان كما يفعل اليوم الكثير من المشايخ حتى أراقوا مياه وجوههم.
الإعلام «السُّني» حافل بكل ما لا يعبّر عن «أهل السُّنة والجماعة» ولا يمتّ بصِلة لرسالتهم الراقية ومنهجهم الأصيل وتاريخهم المشرّف وحضارتهم الرائعة...
أما الذي يتصدر «المشهد السُّني» فأناسٌ قد أقحموا أنفسهم تطفُّلاً للتحدث باسم «أهل السنة»؛ وهم أبعد ما يكونون عن التمثيل الحقيقي لهم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنواتٌ خدّاعات: يُصَدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتَمَنُ فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُّوَيْبضة!»، قالوا: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» رواه الإمام أحمد في المُسند وغيره بسند صحيح.
لم يفهموا من «سُنِّيتهم» إلا المعنى الطائفي الحزبي المَقيت؛ حيث استأصل الكثيرون منهم الدين من واقع حياتهم وتبنَّوا مبادئ العلمانية التي تقضي بفصل الدين عن السياسة وعن الحياة العامة، وجعلوا منه شعائر تمارس فردياً خلف الأبواب المغلقة... وقد كان جديراً بهم أن يتمثلوا بحقيقة انتمائهم لأهل السُّنة والجماعة بما هم عليه من إعلاءٍ لشرع الله، ورفع لشأن العلم والعلماء.
فهل ستكون هيئة علماء المسلمين في لبنان على مستوى الآمال والطموحات؟
يقول الرئيس الدوري لهيئة علماء المسلمين الشيخ حسن قاطرجي في كلمته التي ألقاها في المؤتمر: «يجب علينا أن نُعبّر للجماهير عن خطٍّ أصيل مستقلّ بموقفٍ سياسي حكيم ولكنه جريء يصوغُهُ إسلامُنا: لا يغطي الظلمَ والاستبدادَ وامتهانَ الإنسان، ولا يسكت عن قهر الناس وإشاعة الفساد، ولا ينساق وراء من يؤمِّن الغِطاء للمشروع الأمريكي في المنطقة، كما لا نرضى أن تكون صلتُنا بـ(السُّنَّة) انتماءً طائفياً يَتيه بالمسلمين في ضلالات فكرية ويلوّثهم بالأوحالِ الدُّنيوية ويُبعِدُهم عن زعامة الرسول صلى الله عليه وسلم ».
في حين تؤكد أهداف الهيئة التي أُعلن عنها في بيانها التأسيسي بأننا مُقْبلون على مرحلة جديدة نشهد فيها تبدلاً جلياً متدرجاً بواقع المسلمين في لبنان، إن عَمِل المؤتمرون فعلياً على إخراجها إلى حيّز التنفيذ الفوري، فمما جاء في البيان:
(قرر العلماء المجتمعون إطلاق هيئة علماء المسلمين في لبنان، هادفين إلى:
1- إيجاد إطار جامع للعلماء المسلمين في لبنان يوحّد صفوفهم...
2- أداء الأمانة التي يحملها العلماء بتفعيل حضورهم في القضايا التي تهم أمتنا...
3- بيان الأحكام الشرعية في القضايا العامة، بما يحقّق مقاصد التشريع، ويجمع بين الأصالة والمعاصرة.
4- ترشيد الخطاب الدينيّ على الساحة الإسلاميّة.
5- الحفاظ على هويّة أهل السنّة والجماعة في لبنان، وخدمة قضاياهم، والدفاع عن حقوقهم...
6- تفعيل مؤسّسات المسلمين في لبنان وتطويرها، وعلى رأسها دار الفتوى والمجلس الشرعيّ، والعمل على تصويب مسارها، وإحياء دور العلماء فيها، والتصدّي للتدخّل السياسي في هذه المؤسّسات...
7- رفض الاستغلال السياسيّ للمسلمين، عبر تأجيج العصبيّة الطائفيّة عندهم...
8- المحافظة على القيم الأخلاقيّة، وتعزيز دور الأسرة، والعمل على حماية القوانين التي تدفع في هذا الاتجاه وتطويرها...
9- نصرة المظلومين... والتصدّي للتوقيف السياسيّ، والتعذيب والتنكيل، وتعطيل المحاكمات.
10- ترسيخ قيم الإسلام في التعايش...
11- نصرة قضايا المسلمين المحقّة والعادلة في العالم، وعلى رأسها قضيّة فلسطين، وثورات الربيع العربيّ.
أهداف رائعة ومطالب انتظرناها طويلاً... ومما يبعث برسائلَ أمل تضمينُ البيان عبارة «قرر العلماء»... فلَكَم تاقت نفوسنا لأن نشهد اليوم الذي يستعيد فيه علماؤنا «مكانتهم» ويأخذون زمام المبادرة «مجتمعين» غير متفرِّقين، و«يقرروا» ويكونوا «أصحاب مواقف»!
هذا وإنّ تحقُّقَ ما وعد به العلماء مرهونٌ في قابل الأيام بتلك المواقف التي ستُترجِم تلك الوعود عملياً، وبتلك الإنجازات التي تُنتجها برامجُ عملٍ جادّة مخطَّطٌ لها بعد دراسة مستفيضة لواقعنا.
فنبارك لأهل السُّنة والجماعة هذه الخطوة النوعية التي ستكون إن شاء الله علامة فارقة في تاريخنا الحديث، سائلين الله تعالى أن يجعلها بداية النهوض الحقيقي لهم، متوجِّهين إلى المحاضن التربوية في لبنان وعلى رأسها الأسرة بالاهتمام بتنشئة شبابها ذوي الشخصيات القوية والمواهب المتميّزة على معالي الأمور وتوجيههم لتحصيل العلوم الشرعية إلى جانب مختلف العلوم التي يحتاجها مجتمعنا راهناً.
وهنا يبرز دور النساء الداعيات المثقفات والمتخصصات في جهد توعية بنات جنسهنّ بضرورة الانتهاء من عقلية الأنانية والاستئثار التي تَنشُد السلامة القاصرة ولا تهتم بشؤون سائر المسلمين ومصالحهم، التي درَجت على الخنوع واستمراء الذل وسياسة النَّأي بالنفس، ويبرز أيضاً في جهد تربية أبنائهن على قِيم الحرية ومعاني الكرامة والعزّة والإباء، وحثّ شبابهنّ على الارتباط بالعلماء الأحرار؛ فإنّ بتمازج حكمة العلماء وعلمهم وخبرتهم مع ديناميكية الشباب وإبداعاتهم وفاعليتهم ومواكَبتهم لمتطلّبات العصر قوّةً ومَنَعةً وسيراً فيما الإعداد في الاتجاه الصحيح.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة