إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم
سألني أحد المثقّفين الأفاضل عن الحديث التالي: هل هو صحيح؟
الحديث «إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم».
هذا الحديث صحيح، فقد رواه الإمام الترمذي في سُننه: في الفتن، باب ما جاء في الشام433:6(2287) – طبعة تُحفة الأحوذي- عن الصحابي قُرّة بن أياس رضي الله عنه، ثم قال: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه الإمام أحمد في مسنده عنه أيضاً مكرّراً له أربع مرات: 15596و15597و20361و20367 (من طبعة مؤسسة الرسالة). وعندهما (الإمامين أحمد والترمذي) للحديث تتمة هي إحدى روايات حديث (الطائفة المنصورة) المتواتر. وروى اللفظ المذكور فقط الإمام ابن حبان في صحيحه مرتين (7303 و7303 من طبعة "الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان" لابن بلْبان بتحقيق الشيخ المحدّث شعيب الأرناؤوط.
فوائد
الأولى: أن الصحابي أبا معاوية قرّة بن أياس هو جدّ قاضي البصرة المشهور إياس بن معاوية الذي كان آية في الدهاء ويُضرب به المثل في ذكائه وزكنه.
الثانية: عنْوَنَ الإمام ابن حبان للحديث قبل كل روايةٍ من الروايتين، فقد عنون له في مرة بقوله: ذِكر ابتغاءِ الفضل والصلاح لمستوطن الشام، وفي المرة الثانية بقوله: ذِكر الإخبارعلى أن الفساد إذا عمّ في الشام يعمّ ذلك في سائر المدن.
الثالثة: اهتم كثير من أهل العلم بإفراد كتب في فضائل الشام أو أهل الشام، من أشهرها: "فضائل الشام ودمشق" للربعي، "فضل الشام وأهله" للإمام ابن تيميّة، و"فضائل الشام" للحافظ ابن عبد الهادي.
وللإمام المجاهد سلطان العلماء ابن عبد السلام: "ترغيب أهل الإسلام في سُكنى الشام"، وللإمام برهان الدين البقاعي –نسبة إلى بقاع لبنان- تلميذ الحافظ ابن حجر: "الإعلام بسنّ الهجرة إلى الشام". وكلها مطبوعة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة