أسرار العائلة السعيدة
للعائلة السعيدة أسرار وأمور من المهم الاطلاع عليها لتنفيذها وتطبيقها لما لها كبير الأثر في الوصول إلى إسعاد كل أفراد الأسرة.
أولاً:اشتراك الوالدين في العناية بالأولاد له تأثير عميق جداً على الجو المنزلي نعني بذلك العناية خلال اللحظات الحميمة في حياة الطفل، مثل فترة ما قبل النوم، أو عندما يكون الولد مريضاً لأنه في مثل هذه اللحظات، ينمو التعلُق بالأهل بشكل قوي جداً.
فمن الخطأ أن يزداد الاتكال على الأم بشكل مبالغ فيه ممَا يجعلها هي محور احتياجات الولد ومحور سعادته ومحور غضبه، وكل هذا من شأنه إيجاد مسافة كبيرة بين الزوجين وبالتالي بين الأب والولد.
وننصح بأن يقوم الأب بهذه الوظائف مرتين في الأسبوع بالغم من ردة فعل الطفل، والأم هنا تلعب دوراً رئيسياً في جعل الأب يشعر أكثر بالمسؤولية تجاه هذه الأمور وبالتالي في خلق هذا التوازن في الرعاية والعناية من خلال إعادة تقييمها لأدوار الأمومة والأبوة ضمن الأسرة، وتوزيع المهام بشكل متجانس بهدف إيجاد التناسق بين الطفل وكلا والديه.
ثانياً: التواصل القويّ: من أهم العوامل التي يرتكز عليها نمو الطفل السليم هو التواصل القوي مع الوالدين، إذ أن هذا التواصل يشكِل وقاية ضد العديد من السلوكيات السلبية. ويتكوّن هذا التواصل من العناصر التالية:
1- إعطاء الانتباه للولد وجعله يشعر بأننا مستعدون للاستماع إليه ولتفهُم مشاعره والإصغاء إلى رغباته وأحلامه لأن تجاهل مشاعر الطفل تؤدي إلى العنف عنده أي التعبير الجسدي بدلاً من التعبير الكلامي.
توفير الدعم العاطفي للولد، بمعنى أنه يحب التأكيد له، بأسلوب أو بآخر، أننا نتفهم حالته (غضبه، حزنه، شعوره بالإحباط...) ونحبه ونتقبَله مهما فعل، فلا يصح أن نقول للطفل "أنا لا أحبك" بل يستحسن القول:"إن هذا السلوك يزعجني". أما إذا احتاجك طفلك لشيء ما، اجعليه يشعر بأن احتياجه هذا أهم من أي شيء آخر بالنسبة لك.
2- القدرة على التعبير عن حبِنا لهم: فعندما يعلم الطفل أن والديه يحبّانه كما هو بالرغم من مشاغباته ومشاكله، عندئذ لا يشعر بالقلق من فقدان حبهما إذا غضبا منه أو أرادا معاقبته لشيء ما، بل يدرك بوضوح أن عقابهما هذا هو درس مهم له لكي لا يتصرف بنفس الطريقة في المرة المقبلة ولا يعتبره عملية تهديد أو تحدٍ بينه وبين والديه.
ثالثاً: البحث عن الشيء المميز في كل ولد:ضمن العائلة الواحدة يختلف كل ولد عن الآخر ومن الأخطاء الفادحة مقارنة الأخوة بعضهم ببعض والواجب علينا أن نحترم طبع وميزات كل ولد ونتقبَلها فالأولاد يختلفون باهتماماتهم وتطلعاتهم.
ولكنهم بالرغم من هذه الاختلافات، كلُهم يحتاجون لحبِنا وتقبُلنا، لذلك من المهم أن يعدِل الوالدين أسلوب تعاطيهما مع كل ولد وهذا يشمل طريقة التواصل الشفهي ونظام العقاب والمكافأة.
رابعاً: النظام والقوانين البيتية.إن الولد يحتاج لمن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية، فهو يحتاج إلى أن يعرف متى سوف يأكل ومتى سوف يستحم ومتى سوف يذهب إلى السرير... هذه الحدود التي يضعها الوالدان تعطي شيئاً من الانضباط داخل العائلة، وهذا الانضباط يعطي الولد شعوراً بأن هناك من يحميه ويهتم به ويرعاه بانتظام. بالإضافة إلى القوانين اليومية هناك سلوكيات وقوانين يجب أن تترسَخ في ذهن الأطفال منذ الصغر. وطبعاً لكي تكون هذه القوانين فعّالة واضحة للولد يجب على الأهل أن يطبِقوها على أنفسهم وأن يحترموها فيما بينهم.
ومن أمثال ذلك العادات والآداب الإسلامية كآداب الاستئذان والطعام واللباس الذي لا يكشف العورات، ووقت الخروج من المنزل مع الأصدقاء... وعلى الوالدين الاتفاق على نفس القوانين فلا تتسامح الأم بموضوع معيّن ثم يأتي الأب ويعاكسها كلياً في نفس الموضوع. لأن مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت الواحد يؤدي إلى البلبلة والحيرة والضَياع عند الولد، وهذه المشاعر غالباً ما تكون هي المسؤولة عن المشاكل السلوكية الشائعة عند أولادنا.
خامساً: المعرفة والاطلاع: يجب على الأهل أن يمتلكوا المعلومات الكافية حول تطوُر أولادهم وطرق تربيتهم وأن يكونوا على دراية بالخصائص لبتي تميّز كل مرحلة من مراحل التطوُر عند الأولاد لأن هذه المعرفة تساعدهم على تفهُم أولادهم بصورة أفضل وبالتالي تجنُب المشاكل العديدة الناتجة عن سوء فهم وعدم تقبُل لهذا الولد.
سادساً: الوقت المميز مع الأولاد: في السنوات الأولى من حياتهم، ما يريده فعلاً الأولاد هو وقت أكثر مع أهلهم، فبالنسبة للولد قضاء ساعة بمفرده مع أمِه في هدوء وقراءة كتاب قد يعطيه السعادة الحقيقية.. إن مثل هذه اللحظات المميزة مع الأم أو الأب توطِد العلاقة الحميمة بين الطفل ووالديه، يشعر من خلالها أنه مهم جداً بالنسبة لهما، وأنهما يستمتعان بحضوره معهما، فالطفل الذي ينمو في مثل هذا الجو يتعلَم أن يحب نفسه.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة