من أمّ إلى ولدها المهاجر
ابني الحبيب...
للهجرة حسنات نعم، ولكن سيئاتها أكثر بكثير! أنا هنا في المدينة المنكوبة (حمص - المنشآت)... أهديكَ أرقّ وأحلى سلام، وبعد...
طه:
لقد دار في نفسي صراع، حيث أسأل نفسي كلّ يوم ألف سؤال:
هل أترك وأنسى ابني (طه) في بطن الوحش؟! أم أدَع دمي يغلي بنار الظلم؟ ابني لمن أتركه؟ وبلادي؟ والمساكين لمن أدعهم؟
حبيبي الغالي...
أنا في المستشفى ألفظ آخر أنفاسي بسبب شظية قنبلة دخلت صدري، فوصيتي لك أن تعود، ولو كان الأسد ظالماً لسكان الغابة! فقد درّبك أبوك لتدافع عن الوطن، وربّاكَ واهتم بك، أفلم يحين الأوان لموسم الحصاد؟! سمعتُ في إحدى الليالي صدى بلدي وهي تقول: «أين شبابي؟ أين مَن يحميني من حَفْرِ حُفَرٍ في أرضي، لتكون فيها الناس؟ كثرت عليّ الجراح، فهناك في غاباتي، يَحْرِم الأسدُ الأرنبَ من القفز، والدبَّ من النوم، والديكَ من الصياح، أما العصافير فتُقتل فقط لقولها: «سلمية ثورتنا»! وأين العصافير المهاجرة؟!! هل هي خائفة من الأسد ومخالبه؟ من يسألني هذا السؤال سأقول له: لا وألف لا؛ بل هي مشغولة». جَرَح هذا الصدى عواطفي؛ فما إن خرجتُ من عشّي وسجني حتى أُصبتُ بهذه الشظية العمياء، فهي لم ترني!
وأخيراً، أختم كلامي بجملتين: عد يا ولدي (العصفور) إلى الغابة لتنشد أحلى الأناشيد...
ولك مني أحلى سلام
أمُّكَ التي لن تنساك
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة