درس نبوي مهم في التعامل مع ظاهرة النفاق في معركة الخندق
في معركة الخندق، تكلم المنافقون بكلام فيه كفر. قال الله تعالى: ((وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا)).
و كان هؤلاء خطرا على المجتمع الإسلامي يخذلون الناس عن الصمود مع النبي عند الخندق: ((وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا)).
وكانوا يكذبون على النبي للفرار من المواجهة: ((ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا))
هؤلاء كانوا مشاريع ردة علنية: ((ولو دُخلت عليهم من أقطارها ثم سؤلوا الفتنة لآتوها ما تلبثوا بها إلا يسيرا)) أي لو دخل عليهم الكفار من كل حدب وطلبوا منهم أن يكفروا لكفروا لأدنى خوف لا يمنعهم من ذلك إيمان ولا مروءة.
هؤلاء هم المنافقون. ومع ذلك هل انشغل النبي بهم وحاول إثبات قولهم (ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) إثباتا شرعيا يستوجب حد الردة إن لم يتوبوا؟ هل واجههم وترك العدو الأخطر المحدق بالمدينة؟ هل اختبرهم في عقيدتهم؟
لا، بل تصدى للخطر الأكبر، وحمى ديار المسلمين وأعراضهم، وظهر ذلك الدور العظيم للنبي أمام الناس فالتفوا حوله ورضوا بقيادته بينما تساقط هؤلاء المنافقون من العيون وماتت ظاهرتهم موتا بطيئا دون حاجة إلى مواجهة عسكرية.
تصوروا معي إخوتي لو أن المشركين على الطرف الآخر من الخندق رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يواجه المنافقين ويقاتلهم (لئلا يستفحل شرهم) و(ليتخلص من أذاهم على المجتمع) و(لينقي الصف المسلم منهم) و(لأنهم مشروع ردة)...
هل كان شيء أحب إلى المشركين حينئذ من أن يمدوا المنافقين بالسلاح ليقوموا بالمهمة نيابة عنهم؟
وهل كان الصف الإسلامي سيبقى متوحدا حول النبي صلى الله عليه وسلم أم أن البعض سيُفتن وينحاز لقرابته من المنافقين عصبية وحمية؟
رسول الله يعلمنا أن الشر يـُجتنب ولا يمتحن، وأن تشتيت الجهد عن واجب الوقت (دفع العدو الصائل) ليس من نقاء المنهج وتطبيق الشريعة في شيء.
ولنتذكر أنه في هذه السورة ذاتها قال الله تعالى:
((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة