التفكير خارج القيود 2/2
نحن بحاجة لمدارس ومناهج تَنهج نهجَ الحرية. إنَّ المنهج التعليمي يلازم الطالب طيلة حياته، فبعد أن يكون محكومًا بالقالب الأُسري الملزِم، ينتقل إلى المدرسة؛ حيث يتابع المعلِّم دوره في كبت حرياته الأربعة: حرية الحركة، وحرية الكلام، وحرية التفكير، وحرية الاختيار، ويبدأ في تدريبه على تسمير جسده في المقعد من دون تفكير، ويُنَصِّب المعلِّم أمامه آمرًا ناهيًا معصومًا من الخطأ. فينشأ الطفل على تقديم الإذعان والطاعة للغير، فلا يناقش أو يحاور أو يفنِّد؛ بل يسمع وينفِّذ، وتغدو هذه السِّمَة ملازمةً لشخصيته، طامسةً لكل مهارة قيادية لديه، وهذه بحقٍّ جريمةٌ كبرى تُرتكب في حق الطالب والمجتمع بأسره، ولا سيما أنه يفتقد القيادة المبدعة الواعية.
تعالوا لنفكر معًا في الطريقة التي ننقذ بها طلابَنا من هذا المنهج العقيم. تعالوا لنملأ هذه الفجوة بين التعليم والحياة. حان الوقت لنفكِّر بنوعٍ من التحرر، فالمشاعر الصادقة هي وَقود الإبداع. وهذا ما يستوجب تأمين بيئة تعليمية صحيحة بطرق عديدة سهلة يسيرة، وإن أردنا التيسير علينا بالتسهيل فـ:
1 - نطلق يد الطالب لاكتساب الخبرة بنفسه، فيتعلَّم من أخطائه وتجاربه، فيتعزَّز لديه إيمانه بذاته، ونحن بجانبه نحرك فوق رأسه العصا السحريَّة بقولنا " سوف تُبدع ".
2 - نساعده على التخيُّل الإيجابي، فبدل أن يفكر في البنايات المهدَّمة؛ نساعده للتفكير بكيفية إعادة البناء بطريقة هندسية جديدة.
3 - نُكثر من الأنشطة التي تساعد على حل المشكلات، ومنها يتعلم الطالب كيف يخرج من القيود.
4 - نحترم قدراته وميوله، وندرِّبه على عدم الخوف من الفشل، وذلك بالتحفيز المستمر، وعن طريق كسر بعض القيود؛ لنرى وإياهم ماذا يوجد خارجها.
إنَّ مجرد السير في مضمار التجديد التربوي _ ولو كان محدودًا _ يفتح تدريجيًا آفاقًا جديدةً، والأمر يحتاج إلى التفاؤل والإصرار والشجاعة، فأرواحنا تنتشي عندما يقوم شخص ما بعمل يجعل الحياة أفضل وأجمل للآخرين.
فكِّروا بإيجابية وبطريقة مختلفة وغريبة وشجاعة، فالحياة تحتضن مَن يحبها.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة