من عزباء.. إلى صديقاتها المتزوّجات!
رسالة من صديقة لم تتزوّج بعد..
١- أنا لست متطلّبة، أنا لا أبحث عن مليونير، لا أبحث عن رياضيّ، ولا أبحث عن أمير. أنا لا أنتظر فارساً على خيلٍ أبيض لينقذني، أنا لا أبحث عن مدير شركة عالميّة، ولا عن رجل يسافر كلّ أسبوع مرّة. أنا لا أبحث عن رجل أسمر، أو رجل طويل، أو رجل وسيم، او رجل أقلّ وسامة منّي.
وبالطّبع لا أبحث عن رجل فقد شعره، أنا لا... أو أتعلمون أمراً؟ ما أبحث عنه ليس من شأنكم، فلا تصفونني بالـ "متطلّبة، باحثة عن الذّهب، مغرورة، متكبّرة..."، من أريد، ليس من شأن أحد سواي. ولا تجعلون "حالتي المستعصية" محور حديثكم.
٢- تحدّثو عن أطفالكم أمامي، لن أحسدهم ولن أحسدكم أعدكم بذلك.
٣- نعم، لو دعوتموني لجلستكم "النّسائية" في ذلك اليوم لأتيت، ولكن يبدو أنّ الخاتم على اليد اليسرى هو بطاقة الدّخول بالنّسبة لكم.
٤- عندما نذهب إلى عرسِ ما، وتدخل العروس، أرجوكم لا تنظروا إليّ بعين الشّفقة، دعوني أستمتع بالعُرس دون رمي مشاعركم الإنسانية في غير مكانها. وعندما يبدأ العروسان بالرّقص وتدمع عيناي، أرجوكم لا تشدّوا على يداي ولا تربّتوا على كتفي وكأنّني في عزاء، فبصراحة أنا أبكي على فيلم تايتانك ٢٥ مرّة في كلّ عام، فالبكاء عندي أمر طبيعيّ.
٦- الوِحدة صعبة في كلّ حالاتِها: وحدة الزّوج وزوجها يشاهد التّلفاز لوحده كلّ ليلة، وحدة الابن وهو مغترب للدّراسة، وحدة الأب بعد ان تغادره ابنته الوحيدة لبيت الزّوجية. ليست العزباء من تشعر بالوحدة فقط. الوحدة هي افتقاد انسانٍ شعرتَ سابِقاً بوجوده، فوحدة الفقد أشدّ من وحدة التّمنّي.
٧- حياتكم ليست أفضل من حياتي، وحياتي ليست أفضل من حياتكم، لا تراهنوا على أنّ استقراركم في عشّ الزّوجيّة سيجلب لكم السّعادة وأنّ العزباء ستموت من الوحدة والشّوق. ليست هناك مراهنة على المستقبل، كُن سعيداً حيث انت ودعك من الآخرين.
٨- لا تعاملونني كمن فقدت رجلها أو يدها أو عينها. ولدت كاملة، فلماذا تنتقصون من صفاتي فقط لأنّني عزباء؟ لماذا ترونني "ناقصة" وغير "مكتملة"؟ من أعطاكم الحقّ بالشّفقة عليّ؟
٩- لنقل أنّني وصلت لعمر الـ ٣٥ ولم أتزوّج، أرجوكم لا تخبرونني عن رجل مُطلّق كان يضرب زوجته الأولى ويبحث الآن عن زوجة جديدة. لا تخبرونني عن أرمل لا يعمل ويدخّن طوال يومه ويريد زوجة، لا تخبرونني عن رجل يكبرني ب٣٠ عاماً.
عمري لا يعني أنّني ساتزوّج أيّ كان فقط ليكون تحت سقفي رجل. لا زال في رأسي عقل، ولقلبي ميول لن أتجاوزه إرضاء لأيّ كان.
١٠- سيعتني بكِ زوجك عندما تكبرين، وستعتنين بِه، وكذلك هناك من تزوّج ٣ نساء توفاهنّ الله وبقي وحيداً. فأرجوكم، لا تسمّموا شبابي بأمور لن أختبرها قبل ٣٠ او ٤٠ عاماً.
١١- عندما أراكِ وزوجكِ في السّوق، لا تطلبي منه الاختباء، أولاً لن أحسدكم، ثانياً، لن أغريه ليتزوّجني، فلا تخافي نحن لا نعيش فيلماً أجنبيّاً.
١٣- نعم، المرأة الغير متزوّجة قد تكون حياتها مفعمة بالعلاقات الاجتماعية والمهنيّة، وقد تكون ناجحة في حياتها، لماذا نتخيّلها دائما في غرفة لونها بنيّ رائحة أثاثها عتيقة؟ "
مُحزن كيف ينظر مجتمعنا إلى المرأة العزباء، وخاصّة بعد تجاوزها عمر الـ٣٠، وكاّنها أصبحت عالة، أو مُحزنة، بينما قد تكون متفوّقة وسعيدة تماماً مثل أيّ انسان آخر، الفرق أنّها تعود لبيت والديها وليس لبيت زوجها. ليس هناك أي قاعدة موحّدة ولا وصفة سحريّة للسّعادة.
أنا اؤمن أنّ الانسان يستطيع أن يكون سعيداً دون زواج، أو بعد فقد زوجه، أو في حالة حدوث طلاق. السّبب وببساطة أنّه أيعقل أن يخلق الله أناساً ويرزقهم "نصف سعادة" فقط لأنّهم لم يجدوا شريك حياتهم؟ إنّ الله أعدل من أن يجعل فتاة تعيش طوال حياتها ..نصف حياة ونصف سعادة، فلا تظلموها أنتم.
المصدر : هافينغتون بوست
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن