بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
نواجه في مجتمعاتنا آفة إنسانيَّة خطيرة، تسيطر علينا وتتحكم في تصرُّفاتنا، بل تكبِّل تفكيرنا بأحكام مسبَقة نصدِرها دون أن ندرك؛ هل تمتُّ إلى الحقيقة بصِلة؟ أم هي وليدة تقاليد وأحكام سيطرت على نمط حياتنا لنصدِرها تعاميماً على الآخرين؟
هي آفة الظلم والتمييز والاستعلاء، هي آفة تلوث حياة البشر وعلاقاتهم الإنسانيَّة، هي آفة تعكس الحقد والنظر بطريقة دونية للآخرين؛ دون مراعاة الشُّعور بالإنسانيَّة وبالآثار السلبية التي تعكسها على المجتمع.
إنها آفة العنصريَّة. فتارة تظهر في نظرة الاستخفاف تجاه مَن هم مِن عروق سوداء أو صفراء، وتارة ننظر نظرة الحقد واللامبالاة لمن هم مِن وطن آخر اضطرتهم أسباب الحياة لمغادرته. وطوراً ترانا نتخذ موقفاً متحيزاً ممن هُم أقل منا بعلمهم أو مالهم أو بمركزهم؛ فهم ليسوا من "طبقتنا". أو عدم إعطائهم حقّاً من حقوقهم؛ لأنهم لا ينتمون إلى الوطن ولا يحملون جنسيته.
فضلاً عن التعصب الطَّائفي الذي يولِّد حروباً انبثقت جذورها من العنصريَّة، فيضاف إلى العنصرية مساوئ جديدة تقود إلى التشرذم وتفكك الأوطان.
إنَّ استمرار هذه العنصريَّة ستزيد من حالة الجهل والتخلف الذي نعاني منه؛ إذ يجب علينا النظر إلى بعضنا البعض على أننا متساوون في الحقوق والواجبات، وبأننا جنس بشري واحد، والفرق الحقيقي الذي يميِّز شخصاً عن الآخر هو الأخلاق الحميدة. وهو مقياس رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى» [مسند أحمد]. ومَن أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم للاقتداء به والعمل بتوصياته، لنمحو وصمة التمييز والعنصرية، ليحلَّ مكانها نظرة التآخي والانسجام؛ التي تولد التسامح والمحبة لا البغض والكره.
وفي الحقيقة إن العنصريَّة تصرُّف مُهين للإنسانيَّة، ويعبِّر عن عدم تقدير الآخرين والبعد عن الثقافة الإنسانية التي تحكم البشريَّة.
وللقضاء على العنصريَّة نحتاج إلى توجه ثقافي تربوي يبدأ غرسه بالتربية والتثقيف منذ الصِّغر لدى أطفالنا في البيت، وفي المدارس، وفي البيئة التي تحيط بنا، لتغدو قيماً نعمل بها للقضاء على هذه الآفة القاتلة؛ بل المدمرة، والتي إذا وجدت في مجتمع فتكت به ودمَّرت الإنسانيَّة الموجودة عند شعبه.
فلتكن أفكارنا، وأحكامنا، ونظراتنا، نابعة من أخلاقنا ومن أُسس وتوصيات ديننا الإسلامي الذي يشهد ويبرر ضرورة التحلي بذلك.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة