وصف النبي صلى الله عليه وسلم
س/ أرجوكم صفوا لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما تيسر من اللغة وبما يفهمه العامة. بسطوا لنا وصفه (أي شكله) ولو بالعامية أرجوكم وبارك الله فيكم.
ج/ لله ما أشقّ هذا السّؤال وأصعبه!
يا ربّ يسّر وأعن ولا حول ولا قوّة إلّا بك.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وبارك على محمّد وآل محمّد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد.
- كان حبيبي صلّى الله عليه وسلّم :
أزهر اللّون (أي لونه في لون الزّهر الورديّ)
لا هو بالأبيض الأمهق (شديد البياض كأّه برض)
ولا هو بالآدم (الأسمر الأدهم).
- وكان حبيبي، صلّى الله عليه وسلّم :
ربعة من القوم (أي وسطا)
لا هو بالطّويل المفرط الطّول ولا بالقصير المفرط القصر، غير أنّه إلى الطّول أقرب منه للقصر، لكنّه إذا ماشى أحدا من النّاس ولو طويلا طاله (أي إذا مشى إلى جانبه رجل ولو كان طويل القامة فإنّه بأبي هو وأمّي يظهر أطول منه).
- وكان حبيبي صلّى الله عليه وسلّم :
متناسق الجسم معتدل الخلق منتظم الأعضاء حسن القوام.
- وكان حبيبي صلّى الله عليه وسلّم :
أسيل الوجه والخدّين ، لا هو بالمستدير المكتمل التّدوير ، ولا بالطّويل بل بين هذا وذاك، كأنّ وجهه الشّمس في نورها والقمر في ضيائه، مليح الوجه كأنّما وجهه الفضّة واللّجين، فإذا سرّه أمر استنار وجهه كأنّما يتلألأ منه الجوهر في ضوء القمر.
- يعرف رضاه وغضبه وسروره في وجهه:
وإذا غضب درّ عرق في منتصف جبهته من الغضب، واحمرّ وجهه كأنّما فقئ فيه حبّ الرّمّان.
وإذا سرّ وفرح تلألأ وجهه فكأنّما أشرقت الدّنيا بأسرها وأضاءت بأبي هو وأمّي.
- وجبينه مستوٍ عريض جليّ بيّن واسع الجبين، إذا رأيت جبينه بين الشّعر بارزا كأنّما ترى سراجا متوقّدا يتلألأ.
- أبيض الخدّين مليئهما.
- وحاجباه مقوّسان قويّان بيّنان، يتّصلان اتّصالا خفيفا لا يظهر للرّائي، كأنّهما مرسومان.
- وعيناه سودوان شديدتا سواد الحدقة :
أشكل (أي: بياضهما مشرب بحمرة خفيفة في عروقهما)،
أحور (شديد بياض بياضهما شديد سواد سوادهما)
طويل الأهداب، جميل العين، أدعج أكحل إذا نظرت إليه ظننته يكحّلهما وإن لم يمسّ الكحل.
- وأنفه إذا نظرت إليه ظننته أشمّ (أي عالي الأنف) وليس بأشمّ، بل هو مستقيم، أقنى (أي طويل في وسطه علوّ)، دقيق الأرنبة (أي طرف الأنف الرّقيق).
- ضليع الفم (أي واسعه في جمال) .
لطيف الشّفتين لا هما بالرّقيقتين ولا بالغليظتين، ومن احسن خلق الله ختم فم، أي إذا أطبق شفتيه بأبي هو وأمّي ما رأيت شيئا أحسن منهما على تلك الصّفة، فإذا تكلّم رئي كالنّور يخرج من بين ثناياه .
أشنب أي مفلّج الأسنان أبيضها، كلّ سنّ مفارق لما يليه في حسن، مع انتظامها.
وريقه شفاء ودواء وغذاء وقوّة وبركة ورواء كأنّما هو الشّهد .
ليس لفمه خلوف (أي لا تتغيّر رائحته) ولا لفم من ذاق ريقه، وقد دخلت عليه عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخواتها يبايعنه وهنّ خمس، فوجدنه يأكل قديدا، (لحم مجفَّف)، فمضغ لهنّ قديدة، ثمّ ناولهنّ فقسمنها بينهنّ، فمضغَت كلّ واحدة قطعة، قالت عميرة: فلقين الله تعالى وما وجد لأفواههنّ خلوف. صلّى الله عليه وسلّم.
- وكان عليه الصّلاة والسّلام حسن اللّحية كثّها، وعنفقته (الشعر الّذي تحت الشّفة السّفلى) بارزة مسترسلة متّصلة باللّحية، فيها شعرات قليلة بيضاء عدّتهنّ سبعة عشر شعرة، لم يخضبها قطّ ويحسّنها ويطيّبها ويسرّحها فلا يتركها تشعث.
- شعره أسود شديد السّواد، لا هو مسترسل سبط كشعور الرّوم ولا هو مجعّد قطط كشعور السّودان، بل وسط بينهما كهيئة المتمشّط لتوّه
.
يرسله إلى شحمتي أذنيه، وقد يصل لما بين أذنيه، وإلى عاتقه، وقد يبلغ منكبيه إذا أطاله .
ولم يحلقه (أي بالموسى) إلّا في النّسك، أي في الحديبية وفي عمرة القضاء وفي حجّة الوداع.
وكان كثير شعر الرّأس كثيفه، يدهنه ويرجّله، وكان يرسله ثمّ صار يفرقه، وقد يجمعه فيظفره ظفائر.
- وكان طويل العنق، صافيه كأنّما عنقه إبريق فضّة.
- عريض ما بين المنكبين، عريض أعلى الظّهر، عريض أعلى الصّدر، عظيم الكتفين والعظام .
لم تعبه ثلجة أي كان ضامر البطن لم يعبه كبر البطن، لا هو بالسّمين ولا بالنّحيل.
أشعر أعلى الصّدر (عليه شعر كثيف)،
عاري الثّديين والبطن (أي ليس عليهما شعر كثيف)
طويل المسربة أي الشّعر الدّقيق السترسل من الصّدر إلى البطن فهو دقيق ذلك الشّعر مسترسله كأنّه خيط يجري من صدره إلى سرّته صلّى الله عليه وسلّم.
- أبيض الإبطين ليس لونهما بمختلف عن لون بدنه.
- طويل الذّراعين قويّهما، واسع الكفّين ممتلئهما، ليّنهما كأنّهما من حرير بل ألين، ريحهما عطر كأنّه أخرجهما من جونة عطّار، إذا صافح الرّجل بقي ريح يده في يد الرّجل أيّاما، سائل الأطراف طويل الأصابع.
- ساقاه بيضاوان جميلتان معتدلتان لا كبيرتين ولا صغيرتين، خمصان الأخمصين أي يرتفع أخمصاه وهما وسط القدم الّذي يكون مرتفعا عن الأرض فلا يلمسها إذا وضعتها عليها، مسيحهما أملسهما ليس فيهما تكسّر ولا اعوجاج، تشبه قدمه قدم إبراهيم عليه السّلام المطبوع أثرها على الحجر في المقام عند الكعبة، وكان منهوس العقبين أي دقيقهما والعقبان مؤخّر القدم.
- وليس في الدّنيا أطيب من رائحة عرقه كأنّما هو المسك يتحدّر منه كاللّؤلؤ، نام في بيت أنس بن مالك رضي الله عنه مرّة فجاءت أمّ سليم فأخذت من عرقه فجعلته في قارورة عندها، فكانت تجعله في الطّيب فيتسابق نساء المدينة ليأخذوا من ذلك الطّيب الّذي ما شمّوا مثله قطّ وإنّما هو عرق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
- في صفته المؤلّفات الضّخام في الشّمائل صلّى الله عليه وسلّمن وإنّما كرهت أن لا أجيب في مثل هذا المطلوب الّذي هو أثقل من الجبال.
- وإنّما أجبنا عن صفة جسمه الشّريف، وتركنا الكثير من صفات هديه في كلامه وضحكه وتبسّمه ومزاحه ونومه وعطاسه وسعاله وحركته ومشيه وغير ذلك ...
اللهمّ صلّ وسلّم وبارك عليه وعلى آله وسلّم تسليما كثيرا.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة