الفساد الإعلامي في شهر رمضان
سباق محموم يجري في شهر رمضان الكريم، تتنافس فيه القنوات الفضائية بعرض البرامج الأكثر تنوّعاً وجاذبية التي تُبدَّد بسببها الأوقات أو يتمّ فيها دس السُّم في الدسم.
وحول هذا الموضوع أجرت مجلة «إشراقات» حواراً مع الدكتور أنور الشلتوني من الأردن (دكتوراه في الفقه وأصوله من الجامعة الأردنية - خطيب ومحاضر( للتعليق على الموضوع:
1. «إشراقات»: ما تقويمك للرسائل التي تستهدف شريحة الصائمين من خلال المواد المعروضة؟ وهل يُنقص ذلك من أجر الصائم؟
· إن الله جل وعلا قد اختار شهر رمضان فبارك في ساعاته ودقائقه وثوانيه، فهو سوق يقوم وسرعان ما ينفضّ.. يربح فيه من يربح.. ويخسر فيه - والعياذ بالله - من يخسر؛ فكيف يليق بالمؤمن الذي علم ببركة أوقات رمضان وسرعة مرورها أن يضيعها بلهو عابث وتقليب لأزرار التلفاز على ما يضرّ وقليلاً ما ينفع?
ولا شكّ أن الرسالة عند هؤلاء واضحة وهي: إشغال الصائمين عن هدف رمضان التربوي الأسمى، وإبعادهم عن التأثّر بروحانيات رمضان لئلا يحصِّلوا ثمرة التقوى التي ذكرها المولى سبحانه بقوله: (لعلكم تتقون).
فتجد المسلسل يتعارض مع صلاة التراويح... وقد يسهر المشاهد فيضيع عليه السحور المبارك وصلاة الفجر.. فضلاً عن ركعات رمضانية في جوف الليل يتقوّى بها على قسوة قلبه طيلة أيام السنة...!!
والعجيب أن كثيراً من الناس لا يُقبل على كتاب الله حتى في هذه الأيام بحجة الانشغال، وتراه يقضي على الفضائيات ما يقضيه؛ فلله دره كم ظلم نفسه...!!
ولا أقول إن المشاهدة المباحة تُنقص من أجر الصيام لكنها تُفقده روحه وثمرته وتُنقص من بركته.
أمّا المشاهدة المحرّمة فلا شك أنها تُنقص من أجر الصيام؛ فلا بد أن تصوم العين ويصوم اللسان وتصوم الجوارح عن الحرام، ورُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش..
المسلسلات الرمضانية والقيم النبيلة
2. «إشراقات»: ماذا تقولون لمتتبعي بعض البرامج والمسلسلات «الرمضانية» بحُجة أنها تعكس قيماً نبيلة أو تعرض لمشكلات اجتماعية مفيدة، رغم ما يكتنفها من مخالفات ومغالطات شرعية ظاهرة وخَفِية؟
· مهما كانت هذه المسلسلات ذات فائدة، فيكفي أنها مضيِّعة لوقت رمضان الثمين الذي لا يعود؛ فكيف إذا حوَتْ صوراً ومشاهد لا يرضاها الله من تكشّفٍ للعورات وحبٍّ محرّم ووقوع في الشهوات بينما الملائكة باسطة أيديها للتائبين المسبِّحين التالين الداعين؟!!
فإن كان من نصيحة أهديها لإخواني وأخواتي فهي أن لا نتابع المسلسلات بأنواعها؛ ففي تلاوة القرآن وصلة الأرحام وتفقّد الجيران وموائد الإطعام واعتكاف الليالي الفاضلة ما يشغل وقت المؤمن الحق عن مثل هذه الترهات.
دور الفضائيات في متابعة هموم الأمة
3. «إشراقات»: هل ينبغي أن يقتصر دور الفضائيات الإسلامية في رمضان على التوجيه الإيماني؟
· لا ريب أنّ القنوات الفضائية الإسلامية تبذل جهداً في رمضان مشكوراً.. لكن المطلوب من هذه القنوات أن تجمع شمل الأمة في رمضان وتناقش قضاياها، ففي رمضان معانٍ من الوحدة الإسلامية التي ينبغي أن تسود لا سيما أن كثيراً من الناس يعودون إلى الله في رمضان ويكون بداية توبتهم...
فلا بدّ من استثمار هذا الشهر إعلامياً بما يتناسب مع هموم الأمة وحاجاتها وعلى رأسها: فلسطين والأقصى والعراق وسوريا, ونهضة الأمة وتميز أفرادها: الشباب والفتيات خاصة.
ولنذكر دائماً أن رمضان عنوان انطلاق الأمة وعزتها في غزوة بدر، وفتح مكة وحطين وعين جالوت.. وأكبر أمجاد المسلمين.
نسأل الله أن ينفعنا ويرفعنا في رمضان.. بفضله وإحسانه... آمين.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن