المرأة المسلمة والمؤتمرات الدولية في حوار مع الدكتورة نهى قاطرجي
تعترف أنَّ اتفاقيات الأمم المتحدة تعلو على القوانين المحلية.. !!
د/ نهى قاطرجي "للألوكة":
• إنَّ الظُّلم لا يُرفَع بالقُوة ولا بفرض القوانين!!
• العَلاَقة بين الرَّجل والمرأة تقوم على التَّكامُل وليس على التَّماثُل، والأمرُ في الإسلام مبنيٌّ على العَدَالة وليس على المُسَاوَاة!
• الانفتاح الإعلامي والثَّقافي جعلا بعض النِّسوة يتبنين المبادئ والأفكار الغَربيَّة المُخالِفة للشَّريعة الإسلاميَّة!
• تعريف النَّاس بهذه المُخَطَّطات حتَّى يَكُفُّوا عنِ الانْجراف الأعمى وراءها.
• الجندر: مُصطَلَح أطلَقَتْه الأمم المُتَّحدة لتستبدله بمفهوم الجنس "الذَّكر والأنثى".
تهاني السالم - "الألوكة"
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
المرأة المُسلمة الهَدَف الرَّئيس لأعداء الإسلام للوُلُوج إلى بيضة الإسلام من خلالها؛ ولأَجل هذا عمد كثيرٌ مِن دُعاة التَّحرير والتَّحَرُّر إلى التَّنادي بحقوقها، والدَّعوة للمُؤتمرات الدَّوليَّة التي تضج بكلِّ قوتها إلى حقوق المرأة المسلمة التي لم يكن لها أساسٌ في الدِّين الإسلامي؛ بل هيَ دعوة صريحة للتَّحَرُّر والفساد الأخلاقي؛ ولأجل أهميَّة هذا الموضوع الذي يُطرق في السَّاحة العالميَّة باستمرار، استضافَتِ شبكة الألوكة د. نهى عدنان قاطرجي، "أستاذة مادة الأخلاق، في كليَّة الإمام "الأوزاعي" للدِّراسات الإسلاميَّة، والدَّاعية المعروفة والمُهتَمَّة بالمرأة والمُؤتَمَرات الدَّوليَّة".
وللضيفة عدد منَ المُؤَلَّفات منها على سبيل الإجمال:
كُتَيب بعنوان: "أهميَّة العلم الشَّرعي في حياة المرأة"، دار السنين، بيروت - لبنان، 1998.
وكتيب: "قراءة في اتِّفاقيَّة القضاء على جميع أشكال التَّمييز ضد المرأة"، من إصدار "المنتدى للتَّعريف بالإسلام"، بيروت.
وكتاب: "الاغتصاب: دارسة تاريخيَّة نفسيَّة اجتماعيَّة" من إصدارات المُؤَسَّسة الجامعيَّة للدِّراسات والنَّشر والتَّوزيع - بيروت.
وكتاب: تحت الطَّبع "المرأة في منظومة الأمم المُتَّحدة" من إصدارات المُؤَسسة الجامعيَّة للدِّراسات والنَّشر والتَّوزيع.
وفي هذا الحوار نُلقي الضَّوء على المرأة والمُؤتَمَرات الدَّوليَّة، هل ساعد بإزالة الظُّلم عن المرأة؟ وهل تَمَيَّزت المرأة المسلمة بحصانة ذاتيَّة ضد هذا الضَّجيج؟ والشِّعارات البَرَّاقة هل أصبحت مُستَهلكة فلا طعم لها ولا لون؟ وغيرها منَ الأسئلة في ثنايا هذا الحوار:
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
ضجيج المؤُتمرات الدَّولية!:
• المرأة والمُؤتَمَرات الدَّولية؛ هذا الضَّجيج الذي نسمعه كلّ فترة، هل سَاهَمَ بانتشال المرأة منَ الظُّلم وحفظ حقوقها؟ وكيف ذلك؟
إنَّ هذه الجَعجَعة التي بدأت منذ مُنتصف القرن الميلادي الماضي لا يمكن أن تساهمَ في رفع الظُّلم عن المرأة، وإن كان هناك احتمال أن تضاعفَه وتضيفَ إليه ظُلمًا جديدًا، لم تكن تعاني منه سابقًا، وذلكَ لأسباب عديدة منها: أنَّ الظُّلمَ لا يُرفَع بالقُوة ولا بفرض القوانين؛ بل إنَّ هذا الأمر يَتَطَلَّب دراسة حالة كلِّ مجتمع على حدَة، مع مراعاة تاريخ وثقافة وظروف المجتمعات التي تفرض عليها هذه القوانين.
حَصَانَة ذاتيَّة للمرأة المسلمة:
• هل أصبحت لدى المرأة العربيَّة حصانة ذاتيَّة ضد توصيات المُؤتَمَرات الدَّولية، أم برأيك ما زالت المرأة العربيَّة تجهَل الكثير خلف هذه المُؤتَمَرات؟
لا نستطيع أن نُنكرَ أنَّ معرفة المرأة بما يحاكُ لها ليس كما هو في السابق، ونحن إذا أجْرَينا بحثًا بسيطًا على شبكة الإنترنت لوجدنا مئات؛ بل ألوفَ المقالات التي تُحَذِّر منَ الاتِّفاقيَّات والمُؤتَمَرات الدَّوليَّة التي تُحَاكُ ضد المرأة، كما أنَّ هناكَ عددًا لا يُستَهان به منَ العلماء والباحثين والباحثات الذين تَخَصَّصُوا في هذا المجال، وهناك لجانٌ وهيئات إسلاميَّة تعمل جاهدةً على مُوَاجَهة المُخَطَّطات الدَّوليَّة؛ ولكن يبقى هذا الجهد قليلاً مقارنة بالهيئات والجَمعيَّات النِّسائيَّة منَ الجهة المُقَابلة التي تَتَلَقَّى الأموال والدَّعم المادي من أجل تحقيق أهداف المُؤتَمَرات والاتِّفاقيَّات الدَّوليَّة.
دور العادات!!
• هل برأيك للعادات والتَّقاليد دور في أغلب مشاكل المرأة المسلمة؟ وكيف ذلك؟
منَ المُؤَكَّد أنَّ للعادات والتَّقاليد دورًا بارزًا في تَقَهقُر وضع المرأة في المُجتَمَعات العَرَبيَّة والإسلاميَّة، وهي تُشَكِّل النُّقطة الأساسيَّة التي تعمل عليها الجهات النِّسائيَّة من أجل التَّأثير على النِّساء في العالم العربي والإسلامي، إلاَّ أنَّنا لا نستطيع أن نجزمَ بأنَّ كلَّ العادات والتَّقاليد هي عادات سَيِّئة ينبغي التَّخَلِّي عنها، فكثيرٌ من هذه العادات لها أصلٌ في الإسلام، وهي لا تأتي من فراغ؛ ولكن ما حَدَثَ أنَّ بعض هذه العادات داخلها بعض الشَّوائب التي تحتاج إلى التَّنقية والعودة إلى الأصول الإسلاميَّة، أمَّا الادِّعاء بأنَّ كلَّ مشاكل المرأة تعود إلى العادات والتَّقاليد فهذا أمرٌ فيه كثيرٌ منَ الإجحاف، إذ إنَّ هناكَ عدَّة عوامل أخرى لها أَثَرٌ في تراجُع وضع المرأة، ومنها العَولَمَة، والانفتاح الإعلامي، والوضع الاقتصادي، وخُرُوج المرأة إلى العمل، وما إلى ذلك من عوامل أخرى لا يَتَّسعُ لها الحديث الآن.
شعارات المؤتمرات الدَّوليَّة!
• المُسَاوَاة، الحُرِّيَّة، هيَ شعارات تطلقها مُؤتَمَرات المرأة، فكيف لنا أن نُحَقِّقها ونضبطها بإطار شرعي؟
إنَّ المرأة المسلمة لا تحتاج إلى تَبَنِّي هذه الشِّعارات؛ لأنَّها في الأصل تخالف الشَّريعة والمبادئ الإسلاميَّة، فالحُرِّيَّة لا يمكن أن تكونَ حُرِّيَّة مُطلَقة من دون ضوابط كما يُرَاد لها، والمُسَاواة في الإسلام لا يمكن أن تَتَحَقَّقَ لأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى خَلَقَ زوجين هما: الذَّكَر والأنثى، وجعل العَلاقة بينهما تقوم على التَّكَامُل ولَيسَ على التَّمَاثُل، والأمر في الإسلام مَبني على العَدَالة وليس على المُسَاواة.
انبهار وانجرار!!
• انبهار المرأة المسلمة ببعض المجالات التي تخوضها المرأة الغربيَّة، هل هو سبب انجرار كثير منَ المُسلمات للتَّنادي ببعض المُطَالَبات لتُحَقق ما ترنو له؟ وكيف ذلك؟
إنَّ انبهارَ المرأة المسلمة بالمرأة الغربيَّة أمر مؤكد، وهذا أمرٌ مُخَطَّط له أصلاً، فوسائل الإعلام التي تُعَظِّم من شأن المرأة الغَربيَّة، وتُصرُّ على إظهار الجانب المادي والغرائزي، وتُعَظِّم من وضع المرأة الغَربيَّة في مسلسلاتها وأفلامها. كل هذه الأمور تَجذبُ النِّساء خاصَّة ذوات العقول البسيطة، اللَّواتي يَرَونَ في ذلك بابًا للوصول إلى السَّعادة الدنيويَّة، وهذا الانبهار لا يقف عند هذا الحد؛ بل إنَّ الانفتاح الإعلامي والثقافي جعلا بعض النِّسوة يتبنين المبادئ والأفكار الغربيَّة المخالفة للشَّريعة الإسلاميَّة في كثير منَ الطروحات التي تطرحها.
المرأة المسلمة بوابة عبور!
• المُؤتَمَرات الدَّوليَّة تستغل قضيَّة المرأة من أجل العبور للعالم الإسلامي، كيف ذلك؟
تُشَكِّلُ المرأة بالنِّسبة للمؤتَمَرات الدَّوليَّة بوابة عبور إلى قضايا أخرى أكثر خطورة من مُجَرَّد إعطاء المرأة الحق في العلم أو في العمل أو في المُسَاوَاة بينها وبين الرَّجل في الإرث أو في الأجر، بل إنَّ القضيَّة أكبر من ذلك، إذ إنَّ ما تهدفُ إليه هذه المؤتَمَرات ذات وجوه عدَّة، منها: تدمير القيَم والأخلاق الإسلاميَّة التي هي الحصنُ الحصين الذي يحمي المجتمعات الإسلاميَّة من الانجراف وراء الرَّذائل التي تغرق فيها المجتمعات الأخرى. ومنها أيضًا إزالة أَثَر الدِّين في حياة الأفراد والمُجتَمَعات، وإلغاء تشريعاته السَّماويَّة واستبدالها بقوانين وضعيَّة، ومنها أيضًا التَّحديد من نسل المجتمعات الإسلاميَّة التي تشكل قنبلةً مَوقُوتةً في وجه المجتمعات الأخرى.
صلاحيَّات الأمم المتحدة
• ما هي حدود صلاحيَّات الأمم المتَّحدة؟ هل من شأنها التَّدَخُّل في شؤون المرأة المسلمة وهي شؤون داخليَّة؟ وكيف ذلك؟
إنَّ صلاحيَّات الاتِّفاقيَّات والمؤتَمَرات الدَّوليَّة كبيرة جدًّا، ويكفي أن نعرفَ أنَّ هذه الاتفاقيَّات تعلو على القوانين المحليَّة، ومنظمات الأمم المتَّحدة لا تكل وتمل من أجل تحقيق أهدافها؛ وهي تستخدم في ذلك كافَّة الوسائل، من بينها: الضُّغوط الاقتصاديَّة والسياسيَّة التي تستغلها من أجل فرض شروطها على الدول؛ حتى تُغَيِّر قوانينها بما يتناسب مع ما جاءت به الاتِّفاقيات الدَّوليَّة.
• كيف نتنادى نحن لنزيل الظُّلم عن المرأة ونعيق تحرُّكات المؤتَمَرات الدَّوليَّة وَفْق كينونتنا الإسلاميَّة؟
أول خطوة في هذا المجال هو العلم والمعرفة بهذه المُخَطَّطات، ومن ثَمَّ يأتي التَّعريف بها للنَّاس وخاصَّة النِّساء اللَّواتي قد ينبهرْنَ بعناوينها العريضة، وبعد ذلك لا بدَّ منَ العمل المضاد القائم على التَّصَدِّي للمُخَطَّطات الدَّوليَّة عبر استخدام كافَّة الوسائل المتوافرة.
مشاركات الدِّول الإسلاميَّة بالمؤتَمَرات
• كيف نُحَقِّق مبادئنا الإسلاميَّة وفق مشاركات الدول الإسلاميَّة بمؤتمرات المرأة؟ وما العمل ضد بعض التَّوصيات التي لا تتناسب مع الشَّريعة؟
إنَّ مشاركة الدول والأفراد والجمعيَّات الإسلاميَّة في المؤتمرات أمر مُهم جدًّا، إذ إنَّه قد يمنع صدور بعض التَّوصيات والقرارات المنافية للشَّريعة الإسلاميَّة. كما أنَّ الفائدة قد تأتي عبر تعاوُن الجهات الإسلاميَّة مع غيرها منَ الجهات العلمانيَّة التي قد تعترض على هذه المؤتَمَرات لأسباب أخلاقيَّة بالدَّرجة الأولى، ولَعَلَّ أهم فائدة تأتي منَ المُشَاركة هي معرفة المسلمينَ بما يُخَطَّط لهم، وتعريف الناس بهذه المُخَطَّطات حتى يكفُّوا عن الانجراف الأعمى وراءها.
الجندر!!
• الجندر مما تتنادى به مؤتَمَرات المرأة، فكيف ردَّة الفعل الإسلاميَّة منه؟
الجندر: مصطلح أطْلَقَته الأمم المتَّحدة لتستبدله بمفهوم الجنس "الذَّكر والأنثى"، وحتى تزرع في عقول الناس أنَّ الاختلاف بين المرأة والرَّجل ناتج عن التَّربية الاجتماعيَّة التي تربِّي الفتاة منذ الصغر على أنَّها فتاة، كما تربِّي الولد منذ نعومة أظافره على أنَّه ذَكَر، من هنا فإنَّه إذا تَغَيَّرَت هذه التَّربية (بنظرهم) تُلغَى الفُرُوق بين المرأة والرجل، ولا يعود هناك أي فرق بينهما، اللهُمَّ إلاَّ من النَّاحية البيولوجيَّة، وهذا أمر مخالف طبعًا للنَّظرة الإسلاميَّة لكلٍّ منَ المرأة والرَّجل، حيث يقول - عَزَّ وجَلَّ -: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾ [آل عمران: 36].
المصدر : الألوكة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة