لا تحكي لهم قصة بل اقرأها معهم.. 5 طرق مثبتة علميًا لتحسين ذكاء أطفالك
كتب بواسطة أحمد عمارة
التاريخ:
فى : زينة الحياة
1605 مشاهدة
أن تحكي قصة لطفلك لينام قبل أن توقظه بعد ساعات نوم غير كافية من أجل الذهاب للمدرسة، وأن تنبهه دائمًا بعدم التعاون مع زملائه ويحتفظ بمعلوماته لنفسه، وأن تعتبر الرياضة الترفيهية مضيعة لوقت المذاكرة، كل هذه السبل التربوية قد تكون مألوفة للبعض تجاه التعامل مع أطفالهم، ولكنها ليست الأمثل في تطوير مهاراتهم وذكائهم بحسب دراسات علمية كشف وسائل تجعل أطفالك أكثر ذكاًء.
1- النوم الجيد للأطفال
لا تتهاون في إعطاء أطفالك القسط المناسب من النوم والراحة؛ لأن عدم الالتزام بذلك يؤدي إلى نتائج سلبية على مستواهم التعليمي، وتحصيلهم الدراسي، ومستوى درجاتهم، فبحسب كتاب «صدمة التربية: فكر جديد عن الأطفال (NurtureShock: New Thinking About Children)» المتخصص في تطوير طرق تربية الأطفال وتنمية ذكائهم وقدراتهم الذهنية، فإن خسارة الطفل لساعة من نومه باستمرار، تُعادل خسارته سنتين من النضج المعرفي والتنمية المعرفية.
وبحسب الكتاب الذي ألفه كل من برو روبنسون وأشلي ميرمان، والذي يعد واحدًا من أكثر الكتب المرتبطة بالأطفال تأثيرًا، فإن الأمر له أساس من التجربة العلمي بهذا الشأن، فوفقًا لدراسة علمية تبين أن الطلاب المراهقين الذين حصلوا على تقدير «A» كانوا ينامون في المتوسط 15 دقيقة أكثر من أقرانهم الذين حصلوا على تقدير «B»، فيما نام الحاصلون على تقدير «B»، ربع ساعة في المتوسط أكثر من الحاصلين على تقدير «C» وهكذا، وتُظهر الدراسة أن ربع ساعة فقط من النوم يُمكنها حقًا أن تصنع الفارق.
ولتوضيح عدد الساعات المناسبة التي يجب أن ينامها الفرد يوميًا، في مختلف مراحله العمرية، كشفت مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، عدد الساعات المثالية في مختلف الفئات العمرية، وأفادت المؤسسة بأن الفرد في سن الطفولة ما دون 18 سنة، وخلال الفترة العمرية التي تتراوح من سن ثلاث سنوات وحتى 17 سنة، تتراوح ساعات النوم المناسبة له إجمالًا من ثماني ساعات وحتى 13 ساعة، وفي فترة المدرسة تحديدًا تتراوح ساعات النوم المناسبة من تسع ساعات إلى 11 ساعة، وهذا رسم توضيحي يوضح عدد ساعات النوم المناسبة لكل فئة عمرية:
2- تطوير مهارات الطفل الاجتماعية والعاطفية
يُعد تطوير المهارات الاجتماعية للأطفال من أهم الوسائل لنجاحهم وتميزهم في المستقبل؛ الأمر قد يبدو غير مألوف، ولكن قد كشفته دراسة علمية موسعة استمرت لـ20 عام، وتضمنت مئات المبحوثين، ففي عام 2015 خرجت للنور دراسة أجرتها جامعتا بنسلفانيا وديوك الأمريكيتان، ورصدت الدراسة حياة 700 شخص من سن الروضة (خمس سنوات) وحتى سن 25 عام، وكشفت الدراسة وجود علاقة قوية بين المهارات الاجتماعية للمبحوثين عندما كانوا أطفالًا، ونجاحهم عندما بلغوا.
وأظهرت الدراسة أن الأطفال المؤهلين اجتماعيًا الذين يمكنهم التعاون بعفوية مع أقرانهم، وفهم مشاعر الآخرين، وتقديم المساعدة لهم، ويحلون المشاكل بأنفسهم، كان لديهم احتمالية أكبر بكثير في الحصول على شهادة جامعية أو العمل بوظيفة ذات دوام كامل في سن 25 سنة من أولئك الذي لديهم مهارات اجتماعية محدودة.
فعلى العكس، كان أصحاب المهارات الاجتماعية محدودة، لديهم احتمالية أكبر في القبض عليهم ودخول السجن، وشرب الكحوليات، وتقديم طلبات الحصول على سكن عام.، وتعليقًا على نتائج الدراسة تقول كريستين شوبرت، مديرة البرامج في مؤسسة روبرت وود جونسون ، التي مولت البحث، مُلخصةً أهم التوصيات:
«توضح هذه الدراسة أن مساعدة الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية هي واحدة من أهم الأشياء التي يمكننا الاهتمام بها لإعداد أطفالنا لمستقبل صحي؛ فمنذ سن مبكرة يمكن لهذه المهارات تحديد ما إذا كان الطفل سيذهب إلى الكلية أم السجن، وما إذا كان سينتهي بهم المطاف إلى العمل أو الإدمان».
3- لا تحكي لأطفالك قصة بل اقرأها معم
عادة ما يميل الآباء لقراءة قصة لأطفالهم مساءً قبل النوم، و إن كانت هذه الطريقة معتادة ومألوفة، فإن طريقة أخرى أكثر فاعلية في تطوير مهارة الأطفال، تتمثل في فتح المجال للطفل بأن يقرأ معك الكتاب، بمعنى أوضح: أن تقرأ مع طفلك الكتاب، بدلًا عن أن تقرأه له.
فلا تجعلهم فقط ينظرون إلى بعض الصور من الكتاب الذي تقرأه لهم، بل الفت انتباههم لبعض الكلمات، وحاول أن تقرأها معهم؛ فهذا يطور مهارة القراءة لديه، وفق ما أفادت به دراسة علمية، كشفت أن قراءة كتاب مشترك مع طفلك تعد وسيلة هامة لتطوير مهارة القراءة المبكرة لدى الأطفال.
4- ممارسة الرياضة والتمارين
يتعامل البعض خطًا مع الأنشطة الترفيهية التي تتضمن ألعاب رياضية وتمارين بدنية، على أنها مضيعة للوقت، وأنه أمر لابد من تقليصه لإعطاء الوقت للمذاكرة، ولكن التمارين الرياضية في الحقيقة يمكن استثمارها لتطوير مهاراة الطفل التعليمية، وبالأخص مثلًا تعلم الكلمات التي يمكن أن تتطور بنسبة 20%، إذا ما كان التعلم بعد ممارسة الرياضة.
الأمر ليس ضربًا من الخيال؛ إذ أفادت دراسة ألمانية تعود لعام 2007، إلى أن المبحوثين الذين تعلموا الكلمات بعد أداء التمارين كانوا أكثر سرعة بنسبة 20%، من أولئك الذين تعلموها قبل ممارسة الرياضة وأداء التمارين، وأظهرت دراسة بحثية أكبر أن التمرين المنتظم لمدة ثلاثة أشهر ساعد على تدفق الدم على جزء الدماغ المرتبط بالذاكرة والتعلم بنسبة 30%؛ مما يُساعد على تطوير التعلم، ويؤكد دور الرياضة والتمارين في ذلك.
5- ثق بأطفالك
منح الثقة لأطفال يصنع الفارق، فعندما تقول لطفلك إنه مميز وأذكى من المتوسط، وأنك تثق فيه، فإن ذلك يدفعه حقًا لاستحقاق تلك الثقة؛ فخلال تجربة علمية أخبر مجموعة أطفال بشكل عشوائي أنهم مميزون، وكانت النتيجة هي تحسن في أدائهم ومعدل ذكائهم.
فخلال دراسة علمية جرت في فصول لتلاميذ في المرحلة الابتدائية، اختار المدرسون مجموعة عشوائية من التلاميذ، وأخبروهم بأنهم متميزون أكاديمًيا، ومع أن المعلمين لم يقدموا أي مجهود إضافي تجاه هؤلاء التلاميذ؛ إلا أنه بحلول نهاية العام الدراسي، اكتسب 30% من التلاميذ الذين أخبروا بأنهم مميزون أكاديميًا 22 نقطة في «معدل الذكاء (IQ)»، واكتسب جميعهم في المتوسط ما لا يقل عن 10 نقاط في معدل الذكاء.
المصدر : ساسة بوست
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة