المهر والزواج.. كيف يحول الأهل ابنتهم إلى سلعة؟
كتب بواسطة منة السماوي
التاريخ:
فى : شباب بنات
1516 مشاهدة
إن كنت ستتزوج فعليك أولاً أن تحصل على كنز أو تمتلك الفانوس السحري، إن كنت ستتزوج فعليك أن تركز جهدك في البحث عن مغارة على بابا، إن كنت ستتزوج يجب أن تحصل على مال قارون، إن كنت ستتزوج فعليك أولا أن تُكوِّن طائل هائل من النقود حتي تصبح من أهل الثروة والجاه حينئذ تستطيع أن تتزوج من تحب وقتما تحب.. دعك من المبادئ ذات القيمة دعك من الأخلاق القويمة قم بتنحية كل ذاك الهراء جانباً فالرجل لا يعيبه غير ما يملك فإذا كان ممتلئ الجيب فلا بأس فهو على الأرجح الشخص المطلوب بغض النظر عن الأخلاق أو المبادئ فكلها أشياء غير مثيرة للاهتمام أشياء ثانوية لا تؤخذ بعين الاعتبار المال ثم المال ثم المال سيكون هو جميع الخيارات قطعاً..
كثير منا ينظر إلى الزواج بمنظور مادي بحت لا أعمم ولكن الأغلب الآن يفكر بهذه الطريقة الفتيات يتم تسليمهن لمن يعطي من المال أكثره وكأنها سلعة معروضة في سوق تنتظر من يأتي ويأخذها بأغلي الأثمان.. الكثير نسي أن الزواج نعمة من نعم الله تعالى، وآية من آياته، قال الله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون".
جميع المفاسد الأخلاقية والاجتماعية في وقتنا هذا هو من عدم قدرة الشباب على توفير متطلبات الزواج.. لا تنظروا إلى المال ولكن انظروا إلى الأخلاق فوالله هي الغنيمة الكبرى
الكثير اليوم لم يدرك أن الأصل في الزواج هو التفاهم والمحبة كيف لأحد أن يختار شريكاً لعمره القادم بناءً على ماديات زائلة؟! كيف لأحد أن يضع معايير للرجل بناءً على ما يملك؟! أتعجب لهذه الفلسفة الغريبة التي يتبعها ذاك المجتمع! أصبحنا نعيش في مستنقع من البلادة الفكرية مستنقع يسوده الجمود ولم لا وقد أصبحت المادة هي الأساس الذي يبني لأفراد المجتمع حاجاتهم أصبحنا عبيداً لها وأصبحت هيا تأسرنا في سجنها الكبير الذي لا نهاية له.. أصبحت المادة كوحش ضارٍ يكاد يبتلعك أو يمزقك بين براثنه.. أصبح الاعتقاد المسيطر أن المال هو الضامن الوحيد للسعادة ويا ليتهم يعلمون أن المال لا يُسمن ولا يُغني من جوع خاصةً عندما يتعلق الأمر بالزواج.. فإن كان الزواج مبني على محبة ستجد كل طرف يضع من روحه في سرور الآخر وهذا هو سر اختيار من ترضاه نفسك ستجد في كل سرور لمحات روحانية تطير بها الروح إلى عنان السماء..
والمهر حق مفروض للمرأة، فرضته الشريعة الإسلامية، ليكون تعبيرا عن رغبة الرجل فيها، قال الله تعالى: "وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً" المهر هو تكريم وإعزاز للفتاة ولا يعني هذا اعتبار الفتاة سلعة تُباع ولكن لم يحدد الشرع مقدار معين من المهر الذى يجب أن يدفع للفتاة ولكنه نهي عن المغالاة في المهر والزواج، قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خير النكاح أيسره) وقال سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه "لا تُغَالُوا صَدَاقَ النساءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا أَوْ تَقْوًى عِنْدَ اللَّهِ كَانَ أَوْلاكُمْ وَأَحَقَّكُمْ بِهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَصْدَقَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ وَلا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُثَقِّلُ صَدَقَةَ امْرَأَتِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهَا عَدَاوَةٌ فِي نَفْسِهِ وَيَقُولُ قَدْ كَلِفْتُ إِلَيْكِ عَلَقَ الْقِرْبَةِ".
فالمغالاة في المهر تقلل من بركة الزواج وتزيد من عسره فأقلهن مهراً أكثرهن بركة، فما يفعلونه في الزواج الآن ليس من الشرع في شيء ولكنه تضييق على الشباب، فالتيسير واجب فجميع المفاسد الأخلاقية والاجتماعية في وقتنا هذا هو من عدم قدرة الشباب على توفير متطلبات الزواج.. لا تنظروا إلى المال ولكن انظروا إلى الأخلاق فوالله هي الغنيمة الكبرى، أما المال فهو أساس تلك المشاكل التي تملأ البيوت هنا وهناك وهو السبب في إنهاء معظم العلاقات وهو السبب في هدم معظم المنازل لو تعلمون!
المصدر : مدونة الجزيرة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن