الأمين العام لحزب الأمة - الكويت
الاستعمار... وتشويه تاريخ الأحرار
كتب بواسطة سيف الهاجري
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1128 مشاهدة
هناك عامل مشترك وراء تشويه تاريخ الحركات والدعوات الإصلاحية كدعوة الإمام محمدبن عبدالوهاب في جزيرة العرب ودعوة الإمام السنوسي في المغرب العربي وحركةالإمام المهدي في السودان وهو جهادها للقوى الاستعمارية التي تسعى لاحتلال العالمالعربي وإسقاط الخلافة.
فهذه الحركات الإصلاحية ظهرت في القرنين 18 و 19 في الوقت الذي وصلت فيهالدولة العثمانية إلى مرحلة من الضعف والعجز في مواجهة تغلغل القوى الاستعماريةإلى العالم العربي، فالحركة الوهابية واجهت بريطانيا في أواخر القرن 18 عندما بدأتبريطانيا بدخول الخليج العربي فواجههم القواسم الوهابيين وبدعم من الحركة الوهابيةمن الدرعية لسنوات حتى أسقطت بريطانيا القواسم واحتلت سواحل الخليج بضفتيهبعد قضاء محمد علي باشا والي مصر على الحركة الوهابية في الجزيرة العربية،والحركة المهدية في السودان واجهت بريطانيا في وادي النيل ودارت حرب انتصرتبريطانيا فيها بالنهاية وأخضعت وادي النيل لسيطرتها، والحركة السنوسية واجهتالاستعمار الإيطالي في ليبيا، وفي النهاية سقط الجميع تحت النفوذ الاستعماري معسقوط الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى.
وهنا ظهر لنا السر الخفي وراء تشويه تاريخ وحقيقة جهاد الحركات الإصلاحيةومقاومتها، فالقوى الاستعمارية التي حكمت المنطقة لم تنشئ أنظمة سياسية حاكمةفقط وإنما أنشأت منظومة فكرية وثقافية تعزز من نفوذها وهيمنتها برجال من بنيجلدتنا ممن صنعتهم القوى الاستعمارية وتربوا في جامعاتها ومراكزها الاستشراقيةكأبناء المستشرق دنلوب البريطاني الذي تولى التعليم والثقافة في مصر ليتولوا بعد ذلكإعادة صياغة تاريخ وثقافة شعوب المنطقة بما يخدم الأهداف الاستعمارية، وأهمهاتشويه تاريخ الحركات الإصلاحية التي قاومتها وهذه هي طريقة القوى الاستعمارية معكل من قاومها من حركات وجماعات، وحتى الأفراد لم يسلموا من سياسة التشويه هذهكالشيخ جمال الدين الأفغاني رحمه الله الذي أشاعت عنه بريطانيا بأنه رجل الاستعمارفي كل الأقطار في حين أن الحقيقة عكس ذلك تماما فهو أينما حل سعى لإحياء روحالجهاد في نفوس الشعوب الإسلامية الخاضعة للاستعمار كما في الهند ومصر والتيطردته منها بريطانيا باسم حكامها الصوريين.
فهذه حقيقة الحرب الإعلامية على كل من يقاوم القوى الاستعمارية من حركات وجماعاتوأفراد بتشويه التاريخي وتزييف تاريخنا المعاصر فكما يقال فالتاريخ يكتبه المنتصركما يريد.
لذا علينا الحذر من هذه الحرب الخفية الخطيرة والتي تهدف بالأساس إلي تدميرسمعة من يقاوم القوى الاستعمارية حتى لا يصبح لدى شعوبنا رموزا مجاهدة ولا ثقافةمقاومة فهي أشد على نفوذ وهيمنة المستعمر من ضرب الرصاص وهدير المدافع،فالتشويه سنة فرعونية لكل محتل وطاغية.
﴿إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة