الدعاء
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((الدُّعاءُ هو العبادة))، ثمَّ تلا قوله تعالى: [وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ * إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ] (سورة غافر الاية 6) . وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يَرُدُّ القضاءَ إلاَّ الدُّعاءُ، ولا يزيد في العمر إلاَّ البرُّ))، وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً: ((لا يُغني حَذَرٌ من قَدَر، والدُّعاءُ ينفع مما نزل، ومما لم ينزل. وإنَّ البلاء لينزل فيتلقَّاه الدُّعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة)).
وقال أيضاً: ((من سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرَب فليُكثر الدُّعاءَ في الرخاء)).
وقال كذلك: ((ما من مسلم ينصبُ وجهه لله في مسأَلةٍ إلاَّأعطاه إيَّاها إمَّا أن يُعَجلها له، وإمَّا أن يدَّخرها له)) زاد الترمذي: وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا. ويُسْتَفْتح الدُّعاءُ بحمد الله والصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
أفضل هذه الأوقات هي: ليلة القدر، ويوم عرفة، وشهر رمضان، وليلة الجمعة، ويوم الجمعة، وساعة الجمعة وهي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة، والأقرب أنها عند قراءة الفاتحة حتى يؤَمِّن، وجوف الليل، ونصفه، وثلثه الأول، وثلثه الأخير، ووقت السَّحَر، وعند النداء بالصلاة، وبين الأذان والإقامة، وعند الإقامة، وعند الصف في سبيل الله، وعند التحام الحرب، ودبر الصلوات المكتوبات، وفي السجود، وعند تلاوة القرآن – لا سيَّما الختم -، وعند قول الإمام ولا الضالين، وعند شرب ماء زمزم، وعند اجتماع المسلمين، وفي مجالس الذكر، وعند نزول الغيث.
والدعاءُ مستجابٌ عند رؤية الكعبة. ولا بدَّ لمن يدعو أن يكون على طهارة.
المضطرُّ (المضطرُّ: هو الذي أحوجه قرضٌ أو فقرٌ أو نازلٌ من نوازل الدهر إلى اللجوءِ إلى الله والتضرُّع إليه)، والمظلوم مطلقاً، والوالد على ولده، والإمام العادل، والرجل الصالح، والولد البارُّ بوالديه والمسافر، والصائم حين يفطر، والمسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب، والمسلم ما لم يدعُ بظلمٍأو قطيعة رحم، أو يقول: دعوتُ فلم أُجَب، والتَّائب، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ لله عزّ وجل عُتَقاءَ في كلِّ يومٍ وليلة، لكلِّ عبدٍ منهم دعوة مستجابة)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم الإمام العادل، والصائم حتى يُفطر، ودعوة المظلوم)).
ومن دعا بالكلمات الخمس التالية لم يَسأَل الله شيئاً إلاَّ أعطاه: لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد وهو على كلِّ شيءٍ قدير، لا إله إلاَّ الله ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.
(لا إله إلاَّ أنت سبحانك إنيِّ كنت من الظالمين)، لم يدعُ بها رجلٌ مسلم في شيءٍ قطُّ إلاَّ استجاب الله له.
ومن قال حين ينادي المنادي: (اللهمَّ ربَّ هذه الدعوة القائمة والصلاة النافعة، صلى على سيدنا محمد، وارضَ عنِّي رضاً لا تسخط بعده، إلاَّ استجاب الله دعوته).
ومن استغفر الله للمؤمنين والمؤمنات كلَّ يومٍ سبعاً وعشرين أو خمساً وعشرين مرَّةً كان من الذين يُستجابُ دعاؤهم ويرزق بهم أهل الأرض. }إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{ (سورة المائدة، 27)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يتقبل توبة العبد ما لم يُغرغِر)).
الخشية، والبكاء، والقشعريرة، وربَّما تحصل الرعدة، والغشي، ويكون بعده سكون القلب، وظهور النشاط باطناً والخِفَّة ظاهراً حتى يظنّ الدَّاعي أنه كان على كتفيه حملٌ ثقيلٌ، فوضعه عنه، وحينئذ لا يغفل عن التوجُّه والإقبال والصدقة والإفضال والحمد والابتهال، وأن يقول: الحمد لله الذي بنعمته تَتِمُّ الصالحات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه فَشُفي من مرض أو قَدِم من سفر أن يقول: الحمد لله الذي بعزَّته وجلاله تَتِمُّ الصالحات)).
ويُسْتَحْسَن تكرار الحمد، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال.
ج. ((سلوا الله ببطون أكفِّكم ولا تسألوه بظهورها فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم)).
د. ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسْأَل فيها عطاءٌ، فيستجيبَ لكم)) رواه مسلم.
هـ . بَشَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمته بأن الله تعالى أنزل عليه في ما انزل: [ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ] (سورة البقرة: 186).
و. ((الدُّعاء مُسْتحابٌ بين النِّداء والإقامة)). رواه أنس.
ز. ((الدُّعاء مفتاحُ الرحمة، والوضوء مفتاح الصلاة، والصلاةُ مفتاح الجنَّة)). رواه ابن عباس.
اللهمَّ استجب لدعائنا، وارحمنا يا أرحم الراحمين، والحمد لله ربِّ العالمين.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن