الجمال المستور
﴿ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [البقرة: 187].
في اللباس جمالٌ وبهاء ورونق، وفيه سترٌ لجمال بهي، أو أماكن يُستحيا من إظهارها، وفيه ستر لما أمر الله به أن يستر ويغطى، وفيه إحاطة بالبدن من كل ناحية، ووقاية من الحر والبرد وتقلبات الجو.
وله بطانة، قد تكون جميلة أو غير ذلك، وعليه كماليات من رسوم وزركشات، تعكس الأوضاع والأحوال، وعليه فالزواج كاللباس؛ إذ فيه سعادة ورضا، وسكونٌ وطمأنينة، لا يعرفها العزاب.
وفيه ما يجب أن يستر فلا يعلن، وفيه تماسك وتلاصق زوجين وقلبين، فلا يوجد فجوات؛ بل يفصِّل كلاهما نفسيته مع ما يلائم نفسيةَ شطره، ويطبع كل منهما طابعًا خاصًّا، لا يفهمه سوى نصفه، وبذلك ينشأ ما يمكن أن يدعى بالشيفرة، فيفهما بعضهما أدقَّ الفهم، كما يغطي اللباس أدق التفاصيل.
والزوج الراقي الذي اتَّخذ التقوى له لباسًا، يستر الزلات والهنات وبعض الأخطاء؛ فالزوجان يتصارحان ويتكاشفان فيما بينهما، ولا ينكشف لهما حال في خارج بيتهما، فلحياتهما قدسية وسرية.
لباس التَّقوى يدفع مرتديه للعمل الصالح، وكذا لباس المؤمنة الساتر السابغ، يدفعها للعمل الصالح، واللباس يحيط بالجسد، كما الزوج الحصيف الذي يحيط بأمور زوجه، فتراهما صديقين متحابين، ودودين متسارين، باحثين عما يرضي الله، وكما يحصن اللباس صاحبَه ضد الحر والقر، كذا يفعل الزواج؛ فالزوجان محصنان شرعًا وعرفًا، وهما نواة المجتمع المسلم، فلا مكان فيه لعابثٍ بأعراض الآخرين، أو باحث في الأزقة والطرقات عن ضحية.
فالأمة المسلمة ترفض المرجفين فكرًا، وتدفئ المرتجفين بردًا.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة