أعظم أيام الدنيا
كتب بواسطة الشيخ بلال الزعتري
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
480 مشاهدة
{وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (٥)} [الفجر:١-٥].
قَسَمٌ قرآنيٌّ عظيم شرَّف الله به تلك الليالي العشر بشفعها ووترها، تتبعها أيامٌ عشر تهوي بها أفئدة الناس إلى البيت العتيق، يعيشون لحظاتٍ سار بها أبو الأنبياء ابراهيم عليه السلام في فِجاج مِنى مصطحبًا فِلْذَة كبده وقرَّة عينه النبيَّ الصابر إسماعيل عليه السلام؛ أبٌ وابنٌ أسلما واستسلما محبَّيْن طائعَيْن {قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات:١٠٢].
كان ذلك في #العشر_الأُول من ذي الحجَّة، فدى اللهُ عبدَه ابراهيمَ بكَبشٍ أنزله من السماء، وكان قد أضجع ولده وحطَّ السِّكِّين يَحُزُّ بها عُنقَه! كذلك الإسلام حقًّا يا ابراهيم!
عشرٌ مباركةٌ أحيا الله بها قلوب المؤمنين إلى يوم القيامة: حجٌّ على خطى الخليل، وأخذٌ للمناسك عن رسول الإسلام؛ محيي مِلَّة ابراهيم عليهما الصلاة والسَّلام، وصيامٌ لليوم الأعظم - شبيه يوم الحشر - عرفةَ، بل الأكثار من الصيام في الأيام التسع، وصلاةٌ جامعةٌ للحجَّاج في شتَّى المناسك، وهدايا في يوم النَّحر من أزكى الأنعام لفقراء الحرم، والمسلمون -في العالَم- يرجون لحاقًا بالحجَّاج؛ يقدِّمون أُضحياتِهم صدقاتٍ، علَّه لا يُحرَم بذلك فقيرٌ من إطعام، وألسنةٌ تلهجُ بالذِّكر ليل نهار، وأكفٌّ مرفوعة بالدعاء، وقلوبٌ ضارعةٌ ترجو القَبول.
أُمَّهات العبادة كلُّها في أيام #العشر، فكيف تكون أيامٌ أعظمَ منها ؟! «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه العَشَرة، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ» [البخاري]، «ما مِن أيَّامٍ أَعظَمَ عِندَ اللهِ، ولا أَحَبَّ إلَيهِ مِنَ العملِ فيهِنَّ مِن هذِه الأَيَّامِ العَشرِ؛ فأَكثِرُوا فيهِنَّ مِنَ التَّهليلِ، والتَّكبيرِ، والتَّحميدِ» [أحمد].
(الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله، الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد)
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة