فكُن إيجابيًّا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنْ قامَت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألَّا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" رواه البخاري.
نواجه في حياتنا أشخاصًا إيجابيّين وسلبيّين، واختيار رفاقنا يؤثّر على مشاعرنا ونجاحنا. الوجود مع شخص سلبي يصعّب علينا أن نكون إيجابيّين، لذا يُنصح بتقليل الوقت معهم.
فكُن إيجابيًّا...
نصائح:
ابتعد عن التوقّعات، ولا تتذمّر ممّا فات، ولا تشكّ بما تملك من قدرات، ولا تتفوّه بالادّعاءات، ولا تقل لا يوجد خيارات، وتجنّب سموم العلاقات، ولا تطوّق نفسك بكثرة المهمّات، واصرف عنك من يختلق المشكلات، وقل لكلّ عسر نهايات...
وهنا لا بدّ من نصائح وإرشادات نتّبعها تحول بيننا وبين أشخاص يحملون سلوكيّات سلبيّة، التي بدورها تحول بيننا وبين سُبُل النجاح، ونذكر منها:
• إنّ التوقّعات ـ غالبًاـ هي الأفكار التي يعاني منها الشخص السلبي وهي وسواس قهري، حيث يتأثّر بالتفكير الإيحائي الذي يجعله يعتقد أنّ أفكاره ستتحقّق ممّا يؤدّي إلى مشكلة لا يطيق لها هذا الشخص دفعًا، لأن الإنسان لا يعلم الغيب، وعلاج هذه المشكلة لا يكون إلّا بتجاهل الوساوس والتخلّص من فكرة التأثير الإيحائي، بالإضافة إلى إقناع المرء نفسه بأنّها غير صحيحة.
• كما أنّ التذمّر هو بداية العمليّات السلبيّة، ويؤدّي إلى خمسة أشياء سيّئة: المماطلة، واللوم، والنقد، والمقارنة، والشكوى. هذه الأمور تجذب الخوف وتزيد من التأجيل، مما يؤدّي إلى لوم الآخرين وانتقادهم، والشعور بالاكتئاب، وكلّ ذلك يبدأ بكلمة تذمّر واحدة.
والمتذمّر سهل السيطرة عليه، ممّا يُسهِّل غسل دماغه وإبعاده عن الحقّ، وهذا يقود إلى اتّباع الهوى، والكبر، وكره الحق، فينتج عنه الظلم وقسوة القلب.
• إنّ الدراسات تظهر أنّ التفاؤل والتشاؤم يؤثرّان على الصحّة والعافية، والتفكير الإيجابي جزء أساسي من التحكّم في التوتّر، ويمكن تعلّم مهارات التفكير الإيجابي حتّى لو كنت متشائمًا.
يبدأ التفكير الإيجابي بالحديث مع النفس، الذي يتضمّن أفكارًا تلقائيّة قد تكون إيجابيّة أو سلبيّة. إذا كانت الأفكار سلبيّة، ستكون النظرة للحياة متشائمة، بينما إذا كانت إيجابيّة، سيكون الشخص متفائلًا، فلا تشكّ في قدراتك .
• والجدير بالذكر أنّ الادّعاءات تمنع الشخص من معرفة نفسه وتُعمِّق لديه عدم الاعتماد على هذه النفس، بالتالي فقدان الثقة بها، وهو كذلك يتّسم بالتظاهر والاحتيال، ويظهر عليه علامات القلق والتناقض؛ فالادّعاءات تسبّب فجوة في العلاقات وتؤثّر سلبًا على الجوّ الأخلاقي، الذي يقود إلى سوء الظنّ وانتشار الفساد. يجب معالجة هذه الصفة من خلال التشريع، حيث إنّها إذا أصبحت عادة ستقضي على الخير ويصعب الإصلاح.
• قد تملأ الأفكار السلبيّة عقول الكثيرين، ممّا يعيقهم عن تحقيق المستحيل. هذه الأفكار تأتي من التقاليد والتكرار اليومي. لكن يمكن التخلّي عنها والنظر إلى المستقبل بشكل إيجابي، حيث إنّ العديد من الأشخاص حول العالم طبّقوا أفكارًا واقعيّة وحقّقوا ما كان يبدو مستحيلًا.
•هناك فنّ لتجنّب الأشخاص السلبيّين الذين يحاولون إحباط طموحاتنا وأحلامنا، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميّة التفريق بين من يشاركنا همومه بثقة ومن يستمّر في الشكوى والسلبيّة. فلمثل هؤلاء السلبيّين تأثير كبير على طاقتنا الإيجابيّة، وعليه يجب الابتعاد عنهم للحفاظ على الحماس والدافع لتحقيق الأهداف. كما يجب علينا التمييز بين من يحبّنا ويثق بنا ويشاركنا همومه، ومن يشكو باستمرار صعوبات الحياة ويعبّر عن كراهيّته للعالم.
• ولا يفوتنا تعدّد المهام الذي يقلّل من كفاءة العمل، ويؤثّر سلبًا على الجودة والتركيز، ممّا، يؤدي إلى تشتّت الانتباه ومشاكل في الصحّة العقليّة. كما أنّه يسبّب تسويفًا بسبب عدم إعطاء الأولويّة للمهام المهمّة.
كما أنّ تعدّد المهام يؤدّي إلى فقدان بعضهم مهارات التواصل، ممّا يجعلهم يشعرون بالعزلة رغم وجودهم مع الآخرين.
الخلاصة إنّ ممارسة التفكير الإيجابي تحتاج إلى إلى أن تنأى بنفسك عن كلّ مصدر للسلبيّة، كي تُصبح أيضًا أقلّ انتقادًا للعالم من حولك، وتأكّد عندما تكون حالتك الذهنيّة متفائلة بشكل عام، ستَزيد قدرتَك على التعامل مع التوتّر اليومي بطريقة بنّاءة أكثر. وقد تُساهم هذه القدرة بالتفكير الإيجابي على نطاق واسع.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
عامٌ مَرّ..
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب! الجزء الثاني
كشف الثقوب.. في أدعياء علم الغيوب!
ضَوْءٌ لَمَعَ وَسَطَ المَدِينَة
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء العاشر