رمضانُ حياة

يبادر المسلم بصلاة التراويح (ولو منفردًا) في الليلة الأولى من ليالي رمضان، ولَمَّا يَطْلُعُ عليه نهارٌ يصوم فيه!
إنه لَأمر مُلْفِتٌ يستحقُّ التأمُّل؛ فإن رؤية الهلال أمر يُعاود في مطلع كلِّ شهر، لكنَّه - في حقِّ رمضان - علامةٌ ظاهرة وحسب، فإنَّ لهذا الشهر العظيم علامة باطنة لا يشهدها إلا مَن بادر إلى طاعة ربِّه؛ مسلم يهرع إلى الصلاة مستقبِلًا رمضانَ بها، يتلو القرآن في شهر أُنزل فيه، فحُقَّ لعبدٍ هذا شأنُه أن يكرمه ربُّه؛ عبدٌ تغشاه الرحمة، وتُفتح له أبواب الجنة، وتُغلق عنه أبواب النار، وتُصفَّد عنه الشياطين.
"إذا جاء رمضانُ فُتِحَتْ أبوابُ الجنة، وغُلِّقَتْ أبواب النار، وصُفِّدَتِ الشياطين" [مسلم].
"لا تصوموا حتى تَرَوا الهلال، ولا تُفطروا حتى تَرَوْه، فإن غُمَّ عليكم فاقدُروا له" [البخاري].
ما أشبه رمضانَ بفرصة الحياة؛ ولادة هلال وولادة إنسان؛ إنسانٌ مؤمن اجتهد في رضا ربِّه، ومؤمن صام إيمانًا واحتسابًا، أو إنسان مؤمن خلط عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا، ومؤمن صام شهره وقد شابَ صومَه منقصة، أو إنسان من شياطين الإنس جحد ربَّه وأنكر دينه، وصِنْوُه إنسان لم يكتفِ بفطره، بل جحد الصوم، وسخر بأهله مقالًا، أو فِعالًا.
يستوي الناس جميعًا في فرصة الحياة كما يستوون في شهود رمضان؛ فمن موحِّد طائِع عرف ربَّه، واتبع هداه، إلى موحِّد عصى، بل غوى، إلى جاحد عاش لدنياه وحسب، ناسيًا أو متناسيًا آخرته.
فرصة حياة تنقضي، وفرصة رمضان تنقضي، والحصيفُ من يملأ حياته طاعة، ويملأ شهره تقوى.
أخي المؤمن؛ الرحمة نزلت فبادر.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
تجارة شهر الصيام.. بين الربح والخذلان!
رمضانُ حياة
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الثاني
وسائل الإفساد والأجندة الخبيثة
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الأول