صبرك قاتلهم أسماء
التاريخ:
فى : بوح الخاطر
2138 مشاهدة
م يكن له عدو مثل أباها وصاحبه ، يقترب الشيطان من الباب في زينته ، وملكه ، وحاشيته ، ينتفخ بنار الحقد والكراهية ، وسنوات غضب مخبأة في رأس طاغية يحارب فكرة ربانية أتت لتنزع الملك الزائف عنه ، وتحرر عقولا تربت في أحضان العبودية حتى حسبت أن الأرض إنما هي هكذا ، انحناء للظهور وللعقول وللقلوب .
يغتصب ملكا ليس من حقه ، ويخون الأمانة ويضيعها ، وينتهك الحرمات ، يقترب من الب...اب ويقرعه بشدة ، تخرج " أسماء " لتفتح الباب فيلطمها المجرم بشدة علي وجهها فيقع القرط ، وتنزف أطهر الدماء كي تبوح أسماء بمكان والدها الصديق وحبيبه محمد صلي الله عليه وسلم ، فلا تبوح .
وتصمد " أسماء "
صمودا يخجل الطاغية ، يراجع نفسه ، يغض طرفه ثم ينظر حوله ، هل رآه من أحد ؟ إنها فتاة ، مجرد فتاة سلمية، لم ترفع سلاحا ولا تملكه ، وليست في مثل قوته كي يواجهها قوة بقوة ورجلا برجل ، ، تتملكه نار الندم ، ونار العار ، لقد امتدت يده علي فتاة ، علي امرأة ، ينظر لمن حوله خائفا ، تائها ، أكتموا عني عاري ، ستعيرني العرب ،هكذا كان أبو جهل في العصر الجاهلي في ليلة الهجرة " خاف أن تعيره العرب بضربه فتاة وتعديه علي حرمة بيت غاب الرجل عنه " ...
والآن في القرن الحادي والعشرين ، عصر الحريات ، الفضائيات ، غزو القمر والكواكب ، عصر التقدم والازدهار والعلم والسرعة
هالة ، حبيبة ، أسماء ، وغيرهن شهيدات الحرية في مصر العظيمة ، مصر الحضارة ، مصر التاريخ ، مصر الشهامة ، مصر الرجولة .
مصر العظيمة ، وجيشها العظيم ، تمتد يد الجندي المنوط به حماية الحمي ، وحراسة البنات فضلا عن الرجال والشباب .
كيف استطاعت يدك أيها الجندي العظيم أن تضغط زنادا وتضرب فتاة ، مجرد فتاة .
أبو جهل كان كافرا ، وكان يطارد النبي وصاحبه ، ثم خاف أن تعيره العرب أن امتدت يده لتصفع فتاة ويدخل بيتا ليس فيه رجل .
وأنت .............
أنت أيها الجندي المصري ... المسلم .... ألم تخشي أحد ؟ لم تخشي الله ؟ ماذا قالوا لك وأنت تقتل فتاة تحمل في يدها علم مصر أو صورة رئيس اختارته بإرادتها الحرة وأقسمتم علي طاعته ؟ قتلت الفتاة ، قتلت الشريفات العفيفات الراكعات الساجدات ، قتلت البريئات ، ألم تنظر في عينيها ؟ ماذا قالت لك ؟ ألم تسمع أناتها ؟ ماذا كانت تقول غير : يارب ؟
لم تراجع نفسك ؟ لا لم تفعل وإلا لما عدت لتفعل ما هو أبشع من القتل ، إجراما .
أن تمتد يدك لتنتهك حرمة البيوت الآمنة ، وحرمة النساء ، نفس النساء البريئات
أيها الجندي المنوط بك حماية الأعراض ، والشرف ، والعرض ، والأرض ، والبيت ، خنت الأمانة ، وخنت الرجولة .
لم تقرع بيتا مثلما فعل أبو جهل ، وإنما كسرته كسرا وهتكت ستر الحرائر في فعل يخدش رجولتك إن قد تبقي لك منها شيء لتقتاد أشرف النساء خلف قضبان صنعها من تعبده ، نعم من تعبده من دون الله ، ذلك الذي تطيعه في معصية رب العالمين .
تضع القيد في يد أشرف النساء في زمن تتباهون أنه زمن الحريات وما هو بذلك .
عدتم بنا لما قبل أبو جهل ، وليتم فعلتم كفعل أبي جهل
تخطت أفعالكم كل حدود العقل والمنطق والعداء ، وقد كنا نحسبكم أهل الحمي
انتم اللصوص ، وانتم الخونة ، وانتم القتلة ، وأنتم من انتزعت من صدورهم النخوة والرجولة
لم يفعلها أسلافكم علي إجرامهم ، ولم يفعلها غيركن علي صهيونيته ، بل كنتم في كل جريمة سباقون علي غير مثال .
أبشركم أيها المجرمون كما أن جريمة صفع أسماء لم تمر علي أبي جهل ، فإن جريمة تطاولكم علي الحرائر لن تمر .
ستدفعون الثمن غاليا ، سيتمزق ملككم ، وستتحطم أحلامكم علي صخرة الصمود والإباء والرجولة والمروءة في قلب كل أسماء .
لن نهزمكم برصاص أو سلاح كما تدعون علينا وانتم أكثر الناس علما بسلميتنا ، ولكن سنهزمكم بصمود النساء وسلمية الرجال وصبر الشباب ، ، وإصرار البنات
وانت يا جيش مصر ، نعلم أن فيك الكثيرين من الشرفاء ، أنتم منا ونحن منكم ، أنتم لستم جيشا من المرتزقة ،انتم أبنائنا وإخواننا وآبائنا ، أفيقوا يرحمكم الله قبل أن تغرق السفينة بنا جميعا
ترضاها لابنتك ؟ ترضاها لأختك ؟ ترضاها لزوجك ؟ وكلهن لك إما أختا أو ابنة أو حتى جارة
أو زميلة لابنتك في الجامعة ، منذ متي يا جيش مصر وان تصوب نير غضبك علي شعبك ، منذ متي يا جيش العاشر من رمضان ؟
خذوا علي يد الظالم قبل أن يطالكم عاره وتوصمون به علي مدي التاريخ كله ، لا تدعونهم ينسون شرف العسكرية المصرية أكثر من ذلك وانتم تقفون مكتوفي الأيدي
وأنت يا أسماء هذا الزمان ، أثبتي فأنت علي الحق يا أختاه ، أنتي رمز الصمود والإباء ، أنت ضمانة الحق والحرية وسبب حفظ الأرض من الزوال ، اصبري أسماء فإنما النصر صبر ساعة ،
اصبري أسماء فإنما صبرك قاتلهم أختاه ..........
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة