الأطفال والتدليل
التدليل المُفرِط يَغِرس الأنانيّة في نفس الطفل، وهو نتيجة
أسلوب تربية غير منظّم من قِبَل الوالدين يتجلّى بالتراخي
والتهاون في معاملة الطفل (خصوصاً إذا كان وحيداً أو مريضاً أو
أوّل ولد لهذه الأسرة) بحيث يتمّ إشباع حاجاته ورغباته في
الوقت الذي يريده هو وبالكيفية التي يرغب بها، وقد يكون الأقارب
أو (الجدّ أو الجدّة ) وراء تدليل الطفل – وما أعزّ من الولد إلا ولد
الولد- فتراهم يسارعون إلى تلبية طلباته بصفة مستمرّة.
والأطفال المدلّلون هم الذين يحصلون دائماً على ما يطلبون من
أهلهم لأنهم لم يعتادوا على سماع كلمة (لا)، وهذا النوع من
الأطفال غالباً ما يكونون غير محبوبين في المدرسة لفَرط أنانيتهم
وسُلطتهم كما أنّهم قد يكونوا غير محبوبين من الكبارأيضاً، ويتميّز
سلوك الطفل المدلّل بالصفات التالية:
- لا يتّبع قواعد التهذيب ولا يستجيب لأي من التوجيهات.
- يحتجّ على كل شيء ويُصرّ على تنفيذ رأيه.
- لا يحترم حقوق الآخرين ويحاول فرض رأيه عليهم.
- يطلبْ من الآخرين أشياء كثيرة أو غير معقولة.
- قليل الصبر والتحمّل.
- يُصاب بنوبات البكاء أو الغضب بصورة مستمرّة.
ولمعالجة هذه المشكلة:
على الأهل التمييز بين احتياجات الطفل الفعلية( كطلبه الطعام )
وبين أهوائه ( مثل الَّلعب ) والاعتدال في تلبية مَطالبه، حتى وإن
اضطُروا في بعض الأحيان إلى عدم تنفيذ بعض رغباته رغم إمكان
تلبيتها؛ وذلك من أجل تعويده على أنّ الرغبات في الحياة لا
تُلبّى كلها، ومن أجل أن يزرعوا في نفسه القدرة على الصبر ومواجهة
المشاقّ والتحمّل . ورحم الله عمر بن الخطاب الذي قال:
( اخشَوْشِنوا )؛ وضبط النفس أمام نَوْبات الغضب التي يُظهرها
الطفل المدلّل في محاولةٍ منه لِجذب الانتباه إليه والتأثير العاطفي
على مَن حوله للحصول على ما يريد، واحرصوا على عدم إغفال
جانب التهذيب في معاملتكم لطفلكم حتى في أوقات مَرَحِكم
معه؛ فإذا أساء السلوك فعليكم تذكيره بالحدود التي يجب عليه التزامها.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن