النجاة (قصة للأطفال)
تناول عمرو وأخوه سعد مع جدهما طعام العشاء، وشعر الولدان بعده بالنعاس والتعب، فطلبا من جدهما أن يكمل لهما قصة سيدنا موسى قبل النوم.
قال الجد: لقد رويتَ لأخيك جزءاً من قصته عليه السلام بشكل جميل ومنظّم، فلماذا لا تكمل يا عمرو؟
قال عمرو: لكنني الآن في غاية النعاس ولا أحب أن أتكلم، بل أحب الاستماع إليك فقط يا جدي.
ضحك الجد وقال: حسناً أيها البطل، سأريحك من الكلام، وأتحدث أنا:
أخذ فرعون ينتقم من الناس الذين آمنوا بالله، فقتلهم وقطع أيديهم وأرجلهم وسجنهم وعذبهم.
توجه موسى عليه السلام إلى فرعون ليطلب منه أن يُخرج بني إسرائيل من السجون، وكانت هذه مهمته الثانية بعد أن دعا فرعون لعبادة الله.
لم يهتم فرعون لطلب موسى عليه السلام ولم ينفذ له ما أراد.
فأرسل الله أنواعاً من البلايا يعذب بها فرعون ويريه أن موسى عليه السلام قويٌّ بالله، وأنّ ما يقوله الحق والصدق.. تخيّلا -يا صغيرَي- ما هو البلاء والعذاب الذي أرسله الله؟
قال عمرو: لقد قرأتُ القصة كاملة، فعرفتُ أن الله سلّط على البلاد ماء النهر الذي أغرق محاصيل الناس وزرعهم ودخل منازلهم، فذهب الناس إلى موسى يطلبون منه أن يدعوَ ربّه ليُبعد عنهم العذاب، فدعا الله لهم فعادت مياه النهر إلى مكانها.
تابع الجد: ثم سلّط الله عليهم جراداً كثيراً أزعجهم في منازلهم وقضى على زرعهم، فجرى الناس يرجون موسى أن يدعوَ ربّه ليُذهب عنهم هذا الجراد الذي حرمهم الراحة والنوم، وفعلاً استجاب موسى عليه السلام ودعا الله، واستجاب الله له.
لكن فرعون ظلّ على عناده فلم يؤمن ولم يطلق سراح بني إسرائيل.
وتتابع انتقام الله منه، فسلّط عليهم الضفادع والقُمّل والدم في أكلهم وشربهم، حتى أصبحت حياتهم لا تطاق، ولم يستطع فرعون أن يتحمل أكثر من ذلك، فأطلق سراح بني إسرائيل.
في ظلام الليل، انطلق موسى عليه السلام مع قومه من بني إسرائيل نحو البحر كما أمره الله، فتعجب الناس! لماذا يتجه نحو البحر! إنهم سيهلكون غرقاً لا شك!
اللهُ العظيم المدبِّر، الذي حمى سيدنا موسى عليه السلام منذ كان مولوداً، يحميه الآن أيضاً، فيأمر البحر لينشقّ، فيبدو لهم طريق وسط البحر، ينطلق موسى منه مع قومه في أمان، لكنهم فجأة يلاحظون أن فرعون وجنوده يتبعونهم ومن الطريق نفسه!
سعد: يا خسارة! هل أمسكوا بهم؟
الجد: ألم أقل لكما إن موسى كان في رعاية الله؟ فكيف يتخلى عنه سبحانه؟
وصل موسى مع قومه إلى نهاية الطريق ونجَوْا جميعاً، أما البحر- وبأمرٍ من الله- فَعاد كما كان، وانطبق على فرعون وجنوده، فغرقوا وماتوا.
أراد فرعون أن يعلنَ إيمانه بالله وهو يغرق، لكن الله لا يقبل التوبة أثناء الموت.
مات الطاغية الظالم فرعون غرقاً، وعرف من كانوا يعبدونه أنه ليس إلهاً كما كان يَدّعي، لأن الإله حي لا يموت.
عمرو: قصة رائعة يا جدي!
الجد: لكنك تعرفها.
عمرو: إن قصص الأنبياء لا يُمل منها أبداً يا جدي.
فعلا يا حبيبي.. هيا إلى النوم أيها البطَلان. وغداً- بإذن الله -تخبراني ماذا تعلمتما من القصة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة