شبابُنا...
فاتن حلبي
شبابُنا شبابُ الإسلامِ دين الحقِّ، ليسَ لهم حُدودُ عمرٍ ولا فكرٍ ولا سماء...
إنَّهم شاماتُ مجتمعٍ، وأنوارُ فكرٍ، وثقافةُ عقلٍ، وصحَّةُ روحٍ وجسد..
شبابُ الإسلامِ هم حضارةُ أُمَّةٍ، وواقعُ نهضةٍ، ومستقبلُ أملٍ وعلمٍ وقيمٍ
على أكتافهم بُنِيَ المَجدُ، وبعقولهم وتضحياتهم قامت الحضارةُ، وبتقواهم ومحبَّتهم لربِّهم ولنبيِّهم كانت للأمَّةِ وقفاتُ عزٍّ وكرامةٍ...
هم الذين كانت لذكرهم ترتعدُ فرائصُ أعدائهم خوفاً، ومن نورهم يقبسُ الخابطونَ في عَماياتِ الجَهلِ وظُلماتِ التَّخلُّفِ، ومن أكفهم يشربُ الظَّامئونَ إلى العَدلِ والعيشةِ الإنسانيَّةِ الكريمة..
كُلُّ ذلكَ في الزَّمنِ الماضي...
وحُقَّ لنا أن نسألَ الآن: كيفَ هم شبابُنا اليوم؟ أينَ هم من صحَّةِ أُمَّتهم، وسلامةِ عقلها، وتحرُّكِ طاقاتها؟ أين هو مستقبلها وأملها؟ أدمى قلبَها جلوسهم في المقاهي وشربهم المنكراتِ...
اقشعرَّ جسدُها من انحطاطِ الأخلاقِ وبذاءة الأقوالِ وسوءِ الأفعال...
أبكتها رؤيةُ الشبابِ يستهترونَ بأغلى ما يملكون: «الوقت»! وقد صارت كلمةً مفرَّغةً من محتواها، ترادف عندهم السَّهرَ، واللهو، والطَّرب!
مَن يحمي شبابنا من العبثِ والانحلال؟ مَن يُعينُهم على تعلُّمِ ما ينفعهم، ويرشدهم إلى ما فيهِ مصلحتهم في الدِّين والدُّنيا؟
مساكينٌ شبابُنا! يتخبَّطونَ بينَ ماضٍ مشرقٍ، وواقعٍ أليمٍ ومستقبلٍ مجهولٍ... فمن ينشلهم من مستنقعِ الأوهامِ؟ مَن يعيدُهم إلى سابقِ عهدهم هادينَ مهديينَ كما كانوا في الماضي؟
أصلحوا المُربِّينَ وقوانينَ التَّربية!
عودوا بالشَّبابِ إلى سيرةِ خير المرسلين محمَّد صلى الله عليه وسلم، الذي أنشأَ الشبابَ الأوَّل!
أعيدوا للمساجدِ هيبتها ووقارها وعلِّقوا قلوبَ شبابنا بها وفعِّلوا دورها في حياتهم!
شدِّدوا على الرَّحمةِ بالصِّغارِ وتوقيرِ الكبارِ، احترموا العلماءَ وقلِّدوهم زمامَ التَّوجيهِ والإصلاح، وأعيدوا ثقةَ الشَّبابِ بهم وبرجاحةِ عقولهم وصوابِ تدبيرهم!
فإذا ما عادَ الشَّبابُ إلى ما كانوا عليه، وأُفسِحَ لهم في مقدِّمةِ الجيلِ، فانتظروا عندَ ذلكَ الوعدَ الذي لا يُخلَفُ بنصرِ الدِّين والتَّمكينِ له، وتَهْيِئَة أسبابِ انتشاره وإقبالِ النَّاسِ عليه...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة