في ذكرى الميلاد..
في ذكرى الميلاد.. أغوص في الذاكرة من جديد.. لأسترجع منها محطاتٍ طمستها مذ أسلمتُ وجهي لله جلّ في علاه حتى إذا ما أعادني إليها عارض حمدتُ الله جلّ وعَلا أن هداني صراطه المستقيم وأسبغ عليّ نعمه ظاهرة وباطنة وأهمها نِعمة معرفته والإلتزام بشرعه تعالى..
حكايتي مع الميلاد قديمة وكبيرة.. بدأت منذ نعومة أظفاري حين دخلتُ المدرسة الإرساليّة الأولى وكانت لبعثة إيطاليّة ما زلتُ حتى اليوم أذكرها بكل تفاصيلها: #الراهبات والملعب والصفوف والحديقة و #الكنيسة و #القداس.. هناك تلقّيتُ أولى تعاليمي “النصرانيّة” لأرتّل معهنّ وأردّد ترانيمهنّ التي تحوي كفراً بواحاً ظلّ غائباً عني حتى وعيت! وهناك تعلّمت أن أقبّل قطعة الخبز التي أراها على الأرض لأعود وأصلِّب بها على صدري كما يفعلن..
ثم كان قدر الله تعالى أن تترك البعثة الإيطالية لبنان وتُغلِق أبوابها فاستدعت الراهبات أهلنا لتخبرهم عن سبب إغلاق المدرسة ولتكون النصيحة لوالدي رحمه الله تعالى والتي ما زالت عالقة في ذهني حتى اليوم: بناتك متفوقات فلا تجعلهنّ يتزوجن في سنٍّ مبكرة وأكمل تعليمهنّ!
وانتقلنا بعدها إلى مدرسةٍ إرساليّة أُخرى هي أفضل مدرسة في المنطقة.. واستكملنا الطريق الذي بدأناه في الأولى.. وبقيتُ فيها حتى تخرجت من الثانوية العامة.. وما زلت أذكر فيها أيضاً الراهبات والتراتيل والكنيسة والقدّاس والأيقونات المعلّقة على صدورنا تزيّنها صور القديس شربل والعذراء والمسيح.. وأضِف إلى ذلك الحفلات الصاخبة والرحلات إلى البحر والمناطق والأديرة.. والنشاطات جميعها وأهمها حضور نفس الفيلم كل سنة عن حياة المسيح.. والموسيقى.. والعُري المحتشم!
في كل مكان صليب خشبي وفي الزوايا تمثال لـ “مريم”.. ونشيد وطني كل يوم اثنين وتراتيل مريمية طوال شهر “العذراء” وصحبة لم تذكر شيئاً عن الإسلام يوماً! كان كل شيءٍ يدكّ صرح الفطرة في قلوبنا دكاً ونحن له مستسلمون!
لم نكن نتكلم جلّ الوقت إلا باللغة الفرنسية فنحن مميزات والعربية للعوام غير المثقفين! وكان مستوى المدرسة العلمي رائعاً ما جذب إليها معظم القادرين على تحمل التكاليف وللأسف أقول – والذين لا يأبهون بالدين الإسلامي – فما تربّينا عليه هناك أفقدنا العقيدة الإسلامية والإرتباط بالله جلّ وعلا ومعرفة ديننا والإلتزام به والإفتخار بالشريعة والتباهي بهويتنا الإسلامية..
فكانت عقيدتنا مشوّهة ومعلوماتنا الإسلامية معدومة.. ومعارفنا عن المسيح وأمّه البتول محرّفة.. ولم يكن عندنا أدنى فكرة عن محمد صلى الله عليه وسلم وحياته وجهاده وهذا الدين الذي أحيا به القلوب بإذن ربه جل وعلا.. وما مكة؟ وما المدينة؟ وما الحج؟ لا نفقه أي شيء من هذا الإسلام العظيم وشعائره ورجاله!!
أعجبتني حياة الراهبات إلى درجة كبيرة وشُغِفتُ بارتباطهنّ بقضية يسخِّرن جهودهنّ كاملة لها.. وابتدأت بالتفكير بأن أصبح راهبة لأقدِّم ما ينفع للمجتمع وأعمل لقضيّة أؤمن بها.. وتقرّبت من راهباتي حتى باتت تصلني بهنّ علاقة عميقة ومميزة جداً.. خاصة راهبة في المرحلة المتوسطة جمعنا عشقنا للموسيقى فعلمتني كتابة النوتات الموسيقية واللعب على البيانو.. وحاولَت إقناع أبي أن أدرس الموسيقى في الكونسرفاتوار ولكنه رفض لعدم اقتناعه بالفكرة.. وكم بكيت يومها لجهلي!!
هذا الإرتباط بهنّ ينافي عقيدة الولاء والبراء.. ولكن من كان ليخبرني عن خطر هذا التعلّق؟ فبأي بحر كنت أغرق لولا ان تداركتني رحمة ربي جل وعلا ونجاني من الحريق!
ونتيجة لهذا التعلق والرغبة بالتشبّه بهنّ طلبت أن أحضر القداس الذي يُقام كل أسبوع في كنيسة المدرسة.. ويكأنني كنت أفتش عن روحانيات تحييني.. واعتقدت أن الكون مركزه هنا!
كانت معاملتهنّ لنا تتّسِم بالحزم المغلّف بالحنان والمحبة والعطف.. تصرفات ظاهرها فيها الرحمة وباطنها خداع عظيم.. ممرٌ لتحقيق الغاية المنشودة والتي لم تعد اليوم تخفى على أحد!
وفي السنة الأخيرة من المدرسة بدأت تلميذة في الصف تكلمنا عن الإسلام فكنت أستغرب حديثها ولكن في قرارة نفسي هناك شيءٌ لفتني إلى ما تقول.. وابتدأت رحلة التفتيش عن الحق.. من أنا وما هذا الكون ومن ربي؟!
حفظت آية الكرسي مع هذه الأخت الطيبة.. وحين عرفت الراهبة بذلك استدعتني وكنت فخورة بما أعمل مع صويحباتي.. فمنعتنا البقاء في الصف حين تنتقل الطالبات الأُخريات إلى القداس ووزّعتنا على نشاطات رياضيّة لكي لا نتأثر بهذه الفتاة الملتزمة.. وكانت تردد أن الدين الإسلامي والمسيحي كلاهما من عند الله وأن في القرآن الكريم سورة بإسم مريم لتلفتنا عن الاختلاف الجذري في العقيدة بيننا وبينهم..
لا زلت أذكر يوم تحجبت فتاة في الصف العاشر فأبقتها الراهبة في الملعب لأكثر من أسبوع حتى تنزع حجابها.. فنزعته ودخلت الصف!! لم أكن أفهم يومها لِم الحجاب وما السبب الذي جعل هذه الفتاة تنتظر خارجاً كل هذه المدة من أجل قماشة تُخفي بها شعرها!
كانت الراهبة تردّد عبارات لم أعيها إلا يوم التزمت وفهمت المخاطر التي تحدق بأمّتنا ولعل أبرزها خطر تجريد المسلمين من العقيدة الصحيحة.. كانت دائماً ما تقول: “نحن مدرسة إرسالية لنشر الدين المسيحي فمن أعجبه ذلك فليبق ومن لم يعجبه فليرحل”!! وكان أكثر من ستين بالمئة من الفتيات مسلمات!! كنا نسمع جملتها هذه ولكن الران على القلوب فلم نكن نفقه خطر ما تقول ولا نجد مشكلة فيه!! فلئن لم يستطعن تنصيرنا فلقد نجحن بلا أدنى شك في تجريدنا من عقيدتنا الإسلامية وزرع الشك وحتى الاستنكار لبعض تعاليم الدين الحنيف..
ويشاء القدر أن أسكن في الحرم الجامعي مع أخت محجبة لتكون قدوة لي فأتعرف على الإسلام وأعشقه أكثر وأكثر.. وليملأ نور اليقين قلبي فأنقلب بين ليلةٍ وضحاها من.. إلى! بعد تمهيد ابتدأته تلك الفاضلة في المدرسة وإلحاحها عليّ لأصلي وأنقطع عن ما تعودت عليه في الحياة الجاهلية الأولى والأخيرة بإذنه..
لا زلت أذكر كيف كنت أجاهد النفس لأنتزع حب ما تربيت عليه خلال سنوات عمري التي قضيتها في تلك الإرسالية.. كم عانيت لأمتنع عن الأكل باليد اليسرى كما علموني (على الإيتيكيت).. وكم عانيت لأفتح يدَيَّ عند الدعاء ولا أضمهما إلى بعضهما البعض كما تعودت.. ولأرى في التعري فحشاً وليس حرية.. وفي الموسيقى حرمة وليس طرب روح! والأنكى والأمَر أنه لم يكن يعني لي عيد الفطر وعيد الأضحى شيئاً غير أننا نعطّل ونلبس الثياب الجديدة.. أما في ذكرى الميلاد والفصح فقد كانت قلوبنا ترقص من الفرح.. وكانت الشجرة المزيّنة والمغارة تحتها والأضواء تسحرنا.. كنت أشعر يومها أن الدنيا كلها تزغرد من الفرح.. وفي الفصح ألوان كثيرة تصبغ البيض المسلوق وسلل وقش وشوكولا وزينة.. وتراتيل ميلادية نغنيها ونطرب لها..
لا يمكن أن يتخيّل أحد حجم المعاناة التي عانيت لأنزع هذا الوهج من قلبي كلما أطل عيد من هذه الأعياد لأقنع نفسي أن أعيادي هي الفطر والأضحى وليست تلك!
لا أحد يستطيع أن يشعر مدى العذاب التي تعذبته لأستطيع التكلم بالعربية من دون أن تكون أغلب كلماتي فيها أجنبية.. لا للتكبر وإنما للعادة!! لا أحد يمكن أن يستوعب كم عانيت لأفهم المعاني حين كنت أقرأ الكتب الإسلامية! وكيف كنت أكرِّر الجملة نفسها مرات ومرات لأفهم الفكرة حتى استطعت بفضل ربي جل وعلا تجاوز الأمر..
ولا يمكن لأحد أن يشعر بالغصّة التي تأكل بعضي حين أتذكر ثمانية عشر سنة قضيتها من دون إسلام ولا صلاة ولا حجاب ولا التزام! كم ضيّعت من أوقات وكم اقترفت من آثام.. بغير علم! ولا يمكن لأحد أن يشعر بالحرقة التي تكويني حين أكون قد تعرّفت منذ صغري على كل أسماء القدّيسين والفنانين ممثلين ومطربين ولا أعرف من هو عمر بن الخطاب رضوان الله على الصحابة أجمعين!! ولا يمكن لأحد أن يتخيّل نحيبي في جلسات تعلم التجويد ومدى الصعوبة التي واجهتها مع الشيخ لأستطيع إخراج الحروف من مصادرها وتطبيق أحكام التلاوة!
كنتُ غريبةً عن ربي.. عن ديني.. عن نفسي.. وكنتُ غربيّةً بكل ما تتضمّن هذه الكلمة من معنى.. من حيث التفكير والاعتقاد واللبس والأكل والمرجعية!!
الإسلام يجبّ ما قبله نعم!.. وأملي أن يرضى الله جل وعلا عني وعن أهلي الذين التزموا حين عرفوا الإسلام.. وما ذنبهم إلا أن كانوا في مجتمعٍ لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه!
ساقني القدر إلى المدرسة التي تربيت فيها بعد تخرجي منها ودخولي الجامعة والتزامي بالحجاب الشرعي بفضل ربي جلّ وعلا.. فاستقبلتني موظفة هناك - وكانت قد عرفتني قبل الحجاب وأحبّتني كثيراً – وصرخت بي: سحر! تزوجتِ من القرية؟!!
فابتسمت وقلت لها لا.. بل أدرس في الجامعة في بيروت.. فبُهِتت وهرولت صاعدة تستدعي الراهبات وأقعدنني في الصالون وبقين لأكثر من ساعتين وهنّ يستجوبنني لِم فعلت بنفسي هكذا!! أنا بالذات!! لم يعتقدن لوهلة في يوم من الأيام أن تلك الفتاة المتعلقة بهنّ والتي كانت تحضر القداس وترتّل في الكنيسة أن مآلها سيكون إلى الحجاب..
كانت الراهبة الكبرى تسألني ثم تأخذها سِنةٌ من تفكير لتعود وتطرح عليّ أسئلة متتالية بعدها.. يومها في تلك الجلسة شعرت بعزّة المؤمن الواثق بربّه الخاضع له الراضي بحكمه وقدره العاشق لشرعه القويم..
قالت لي: نحن بحاجة إلى تخصصك عندنا ولكن يجب أن تخلعي الحجاب! فقلت لها لا يمكن أبداً أن أخلعه.. وأخبرتني أن المرأة التي اقترفت الخطيئة عندهم هي التي تخفي جبينها!! وفي سؤالها الأخير برقت عينيها وكأنها وجدت الحل السحري الذي سيخرجني من حظيرة الإسلام.. قالت: ماذا لو تقدّم لكِ شاب وطلب منك نزع الحجاب؟ فقلت: لا أرضى به طبعاً.. فقالت: وماذا لو أحببتيه بكل كيانك.. فقلت: مهما أحببته فلن أحبه أكثر من الله جل وعلا..
فكانت الضربة القاضية ولم تنبس بعدها ببنت شفة.. وشعرتُ باليقين يغمرني وبثباتٍ لم أشعر مثله إلا حين توفي والدي رحمه الله جل وعلا..
ذكريات كثيرة تفور في نفسي ولكني لن أخطّ المزيد.. بل سأتوجّه لكل أبٍ وأم يفتّشان عن مصلحة أولادهم.. ويريدون لهم الخير.. هل مصلحتهم الدنيويّة أفضل أم عتقهم من النيران وتعويدهم منذ الصِغر على الصلاة والحجاب ومعاشرة الصالحين والإلتزام بشرعه جلّ وعلا؟! هل التفوق باللغة الأجنبية أهمّ من التفوق في العقيدة على الأتراب؟ ما الذي سيفيدهم إن أتقنوا كل لغات العالم إلا لغة القرآن؟ وإن استطاعوا التواصل مع كل أحد إلا مع رب الأرباب؟!! وما الذي سينفعهم إن ارتقوا في سلم العلم وقد فقدوا الارتقاء في معرفة خالقهم جل وعلا؟
هل سينادي منادٍ يوم القيامة أن يا أهل العلم واللغة الأجنبية ادخلوا الجنّة بغير حساب؟ أم أنه لن يلقّاها إلا من أتى الله بقلبٍ سليم؟
قد حفظني ربي جل وعلا من مهاوٍ كثيرة كان يمكن أن أقع فيها نتيجة عدم الإلتزام ولكن بحمده وفضله أولاً ثم تربية الأهل – جزاهم الله خيراً - على الأخلاق والسلوك الحسن كل ذلك كان من شأنه أن يحميني من الانزلاق في المخاطر وخاصة العلاقات المحرّمة التي كُنّا نُشجَّع عليها في كل وقتٍ وحين وبكل أسلوب متاح! ولقد عايشت الكثيرات من رفيقاتي المسلمات في تلك الإرسالية وقد انغمسن في هذه العلاقات المحرّمة ولم ينفع معهن النصح بعد أن منّ الله جل وعلا عليّ بالإلتزام.. وما زالت نسبة كبيرة حتى اليوم سافرة تعيش للدنيا ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم!
يقولون لي: المهم البيت.. وها أنتِ ذا أمام ناظرينا.. التزمتِ ولم تتأثّري بالمدرسة!
ومن قال أني لم أتأثر؟ ومن قال أنني لم أختنق؟ ومن قال أنني لم أضيّع ثمانية عشر سنة سدىً؟! ومن قال أنني لم أجاهد نفسي لأسحق كل ما هو غير شرعي اكتسبته من حياتي السابقة؟!
قدّر الله جل وعلا لي أن أعطي بعض الدروس الدينية لثلة من الطالبات اللواتي يدرسن في نفس المدرسة التي تخرجت منها.. وكم كنت سعيدة لذلك لأنني شعرت أنني اتفهم كل كلمة يقلنها وكنت أشعر بحرقة رهيبة حين كنت ألتقي بهنّ.. كانت بعض أسئلتهنّ تطعن بعدل الله جل وعلا وحكمته.. ولم يكنّ يستطعن الاستيعاب لِم العلاقات بين الجنسين محرّمة!!
هذه بنات المسلمين وشابات الأمّة اللواتي من المفترض أن يُقِمن الدين ويُرجِعن مجده!! ولكن كيف وقد وُسِمن بختمٍ واحد: صُنِع في المدارس الإرسالية بأيدٍ غربيّة!
لِم نجعل أولادنا وأحبابنا يعيشون المعاناة والمأساة من جديد؟! لم يكن أهلنا ملتزمين بالإسلام حين وضعونا في هذه الإرساليات ولكنكم ملتزمون! لم يكن أهلنا مدركين لمخاطر التبشير والإرساليات ولكنكم تعلمون! ولم يكن هناك من مدارس إسلامية على مستوى من قبل ولكن الآن الساحة ملآنة فما هو المبرر لأن نرمي أولادنا في الماء ثم نقول لهم إياكم والغرق؟!
إنكم بذلك تحرقون أولادكم وأموالكم!
ولا أستثني من حديثي المدارس العلمانية التي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير فتجد المسلمون يقولون لك: وضعت ابني في مدرسة علمانية لا تعلّمهم الدين النصراني! وماذا عن دينهم الإسلامي يا أخي؟! فتراه يقول لا أريده أن يكون “معقداً” لذلك أختار له مدرسة علمانية لا دينية!
الطاعنون في جسد هذه الأُمّة كثر.. فلا تكن للكافرين والحاقدين ظهيرا.. ولا تجعل أولادك طعماً سائغاً للأعداء الذين يُظهِرون لك في كلامهم كل حسن وقلوبهم تقطر سمّاًودأبهم السعي لهلاك المسلمين.. ولا تسمح لأن يؤتى الدين من قبلك..
اللهمّ إني قد بلّغت.. اللهمّ فاشهد!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن