أغلقي الباب جيدًا (1 من 2)
حدث ذات مرّة أن تحدثتُ إلى فتاة تدرس في ثانوية حول موضوع الاختلاط..فكان مما قالته لي:(إننا نعيش في مجتمع شرقي لا يمكن للفتاة فيه أن تصل في علاقتها مع أي شاب إلى مرحلة الوقوع في الفاحشة؛ فما المشكلة في الاختلاط إن لم يؤدِّ إلى ذلك؟) فقفزتْ إلى مخيِّلتي صورة فتاة ترتاد المدرسة نفسها وتردد كلام تلك الفتاة نفسه بأن - لا مكان للفاحشة في مجتمعنا - لكنها وقعتْ فيها مع الأسف وحملت ويلات جريمتها النكراء تلك على عاتقها!
أفكار مشوّشة بالفعل!
تحمل الكثيرات من فتيات أمتنا أفكاراً مشوشة عن هذا الموضوع بالذّات.. منها الفكرة التي ذكرتها آنفاً ..لذلك دعُونا ندردش معاً من خلال هذه الصفحات حول أبرز الشبهات التي تُثار في أذهان الطالبات بشأن هذا الموضوع محاولين تفنيدها واحدة واحدة:
"ما المشكلة في الاختلاط طالما لم يؤدِّ إلى الفاحشة؟!" هكذا قالت لي تلك الفتاة.
• ولها أقول: يا أختي الغالية..اقرئي بإمعان كلام راشيل بريتشرد، وهي امرأة أمريكية ممن خَبَر القوم ولكنها أسلمت ولله الحمد وأصبح اسمها عائشة: "التعليم المختلط يشجع على العلاقات بين الأولاد والبنات، وإذا أُحصي عدد المراهقات الحوامل من مدارس مختلطة ومن مدارس بدون اختلاط (خصوصاً المدارس الإسلامية) لوجدنا في الغالب أن النسبة في المدارس المختلطة تكون 57% على الأقل بينما تقلّ في المدارس التي تطبق الفصل بين الجنسين".
هذا في أميركا أما في فرنسا فيذكر التقرير الذي أعدته منظمة (SIECUS) تحت عنوان: "حَمْل المراهقات؛ الولادة والإسقاط" أن نسبة الحوامل من طالبات سن الخامسة عشرة إلى التاسعة عشرة، 20.2 من كل ألف، وفي السويد كانت النسبة 25 طالبة من كل ألف، وفي كندا ارتفعت إلى 45.7 من كل ألف، وفي بريطانيا 46.7 من كل ألف، وإذا نظرتِ في سجلات بعض دول أمريكا اللاتينية رأيتِ الوضع يزداد سوءاً. لهذا، بعد أن اكتوى الأمريكيون بنيران التعليم المختلط ولمسوا آثاره الوخيمة، تبنّت (32) ولاية أمريكية سياسة الفصل بين الطلاب والطالبات، والعدد مرشح للزيادة؛ كما أن دولاً أخرى تسعى لتطبيق نظام الفصل هذا.
فكيف تصدقين بعد هذا الكلام تلك الأطروحات التي تتحدث عن عدم وقوع الفاحشة حتى لو أبيح الاختلاط؟! ثم لماذا ننتظر وقوع الفاحشة لنكتشف بعد ذلك حرمة الاختلاط؟! ألسنا نقول التجربة خير برهان؟! والوقاية خير من العلاج؟!
كذلك غاليتي، حتى وإن لم تقع الفتاة بالرذيلة؛ فإن مجرد النظرات الخائنة والمغازلة والملاطفة والملامسة و...كل ذلك محرّم وصفه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بزنى العين وزنى اليد وهوى وتمني القلب، وإنّ ذلك سيرهق نفسيتها كثيراً وسيجلب لها من التعاسة الشيء الكثير..لأن غرائزها تتحرك في داخلها دون أن تجد مساحة آمنة تستطيع أن تفرغ شهواتها من خلالها..وهذا وحده عبء نفسي كبير وباب واسع من الألم والمعاناة!
• قالت لي: "الاختلاط قد لا يعني الحب! إنه لديّ لا يعبر سوى عن الصداقة!".
لنكن صريحات؛ أليس كثير من الفتيات لهن النظرة هذه ذاتها؟! ولكن لله الحمد القصص التي تحدث في كواليس الحياة أثبتت بطلانها..حدثتني إحدى الفتيات قائلةً:"في أول أيام دراستي الجامعية كان لكل صديقة من صديقاتي شاب تقضي معه معظم وقتها وتكلمه جِيئةً وذهاباً! حاولتُ أن أقنعهن بأن فعلهن هذا خاطئ وغير سليم إلا أنهن - ولجهلي في حينها - غيّرن مفاهيمي!!..وظللتُ متحيرة فترة من الزمن إلى أن أغواني الشيطان وأقنعني بصحته!..وكان أحدهم يدرس مثل تخصصي...فكنا نأخذ محاضراتنا معاً مما أدى إلى أن نكون أكثر قرباً من بعضنا عن الباقين..بقينا شهوراً طويلة نتحدث على أننا أصدقاء لا أكثر..لكن ذلك لم يدم طويلاً!!..فقد بدأ الشاب يخوض معي في أحاديث الحب والغرام فشعرت بأن زمام الأمور بدأ يفلت من يدي..وامتدت الأيام بعلاقتنا حتى حاول يوماً أنْ يقنعني بأن أزوره في سكنه الجامعي..فكانت تلك الكلمات بحمد الله النور الذي أراني الحقائق جليّة وأعانني على اتخاذ خطوة جادة مع نفسي بترك هذا الشاب وصحبتي القديمة وكل ما أوصلني إلى هذه المهالك..وحاولت جاهدة أن أتقرب إلى المولى أكثر فأكثر..فكفاني بحمده وهداه شر هذه الشبهة العظيمة والكذبة المهترئة التي تنادي بالصداقة بين الشاب والفتاة!"
• • • • •
في العدد المقبل نتابع تفنيد شبهات الاختلاط بين الجنسين، مع تقديم الحلول المناسبة لجميع صور الاختلاط.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن