رسالة إلى طلّابنا الأعزّاء
في ظلّ الظرف الدقيق الذي نمرّ فيه في بلدنا الحبيب، وفي خضم رياح الحرب العاتية التي تجتاح تفاصيل حياتنا، وتُشعِر البعض منّا بالخوف أو بالقلق أو باليأس، فإنّنا حريصون كلّ الحرص على بثّ الوعي في عقولكم والأمل في نفوسكم، الوعي الذي يصنع الأبطال، والأمل الذي يحقّق أحلام الأجيال..
لقد حرمتنا الحرب القائمة الكثير والكثير، واستطاعت حتى الآن أن تفصلنا عن مدارسنا وصفوفنا، لكنّها لن تستطيع أن تفصلنا عن طموحنا ولا أن تُقيِّد أحلامنا، فالعلم ليس مجرد كتب وأوراق، بل هو مشروع حياة، هو شعلة تضيء دربنا وعقولنا وقلوبنا، تبقينا واقفين في وجه الرياح مهما اشتدت. نحن هنا، وأنتم معنا، نواصل الطريق سويًّا مهما كانت الصعاب والتحديات، فلا خوف على من يملك الإرادة، ولا انكسار لمن يؤمن بأن الغد يحمل دائمًا فرصة جديدة.
لن نسمح للعدوّ - مهما بلغت قوّته - أن يحتلَّ عقولنا أو يُرسِّخ الضعف في نفوسنا أو أن يحدّد مصيرنا، بل بإصرارنا وعزيمتنا، سنتجاوز كلّ الصعوبات، وسنبقى على يقين بأنّ أبواب التعلّم لن تُغلَق ما دُمْنا نبحث عن كلّ سبيل للاستمرار. ونودّ إعلامكم أنّ مدارسكم، كعادتها، لا تألو جهدًا في إيجاد كلّ البدائل الممكنة، وتعمل بكلّ طاقتها لتقديم ما يلزم لضمان عدم انقطاعكم عن العلم، وستبقى في قلب هذه المعركة، تبذل كلّ ما يمكنها لتأمين التعليم المناسب لكم في هذه الظروف.
ومن هنا أحببت أن أرسل لكم مجموعة من النصائح والتوجيهات - تلتزمون بها على قدر استطاعتكم وبحسب ظروفكم المختلفة - تعينكم على تجاوز هذه المحنة بقوّة وشجاعة..
١- احرصوا على الارتباط بالله وتقوية العلاقة به سبحانه عبر المحافظة على صلواتكم ودعواتكم وسائر عباداتكم، فقوّة إيمانكم مصدر سكينة وراحة لكم.
٢-خصّصوا وقتًا يوميًّا وجدولًا محدّدًا - يتمتّع بالمرونة حسب الظروف - لمراجعة ما تمّ أخذه من الدروس، والبحث عن شروحات إضافيّة على مواقع تعليميّة موثوقة أو فيديوهات تعليميّة، تغطّي المواد والدروس التي لم تأخذوها بعد.
٣- كوِّنوا مجموعات دراسيّة صغيرة بين الزملاء عبر الانترنت لمناقشة المواد الدراسيّة وتبادل الأفكار ممّا يساعد على فهم المواد بشكل أعمق وزيادة التواصل الاجتماعي رغم الظروف.
٤- تواصلوا مع معلّميكم - إذا كان بالإمكان - للحصول على ملاحظات أو إرشادات أو توجيه في المواد الدراسيّة.
٥- حافظوا على روحكم الإيجابية وتجنّبوا الانغماس الكلّي في الأخبار السلبيّة المقلقة وتناقُلِها وركّزوا على الأنشطة التي تمنحكم الراحة والهدوء.
٦- احرصوا على بناء جسور التواصل الاجتماعي الفعّال مع عائلاتكم وأصدقائكم، فالتواصل المستمر البنّاء سيمنحكم الشعور بالأمان والدعم ويبدّد المشاعر السلبيّة كالعزلة والاكتئاب والقلق.
٧- احرصوا على ممارسة الرياضة ولو لوقت قصير يوميًّا داخل المنزل تساعدكم في المحافظة على طاقتكم وصحّتكم الجسديّة والعقليّة وتحسين حالتكم النفسيّة.
٨- احرصوا على عدم الإكثار من الطعام مع ضرورة تناول غذاء صحّي ومتوازن للحفاظ على صحّتكم الجسديّة والعقليّة والنفسيّة قدر استطاعتكم.
٩- حافظوا على نمط نوم صحّي، استيقظوا مبكرًا وناموا في وقت مناسب، فهذا يعزّز طاقتكم اليوميّة ويجعلكم أكثر إنتاجيّة.
١٠- خصّصوا وقتًا يوميًّا لممارسة الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء وإدارة التوتّر كذكر الله وقراءة القرآن والدعاء والصلاة أو ممارسة هوايات أو أنشطة إبداعيّة كالرسم والكتابة.
١١- حاولوا إدارة وقت الشاشات والحدّ من استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، وركّزوا على الأنشطة التي تنمّي عقولكم وتخفّف من التوتّر والملل والفوضى.
١٢- يمكنكم البحث عن ألعاب ذهنيّة أو ألغاز تساعدكم في تطوير التفكير المنطقي وحلّ المشكلات، أو يمكنكم ممارسة أنشطة تقوّي الذاكرة مثل حفظ آيات من القرآن أو قصائد شعريّة أو معلومات علميّة مفيدة.
١٣- خصّصوا وقتًا يوميًّا لقراءة الكتب المفيدة المتنوّعة، فهي وسيلة مهمّة لتوسيع المدارك وتحفيز التفكير.
١٤- استغلّوا فراغ أوقاتكم لتعلّم مهارات الإسعافات الأولية البسيطة أو غيرها من المهارات الحياتيّة في العديد من المجالات كتطوير مهارات تقنيّة أو برمجيّة أو تعلّم لغة أو غيرها، فكلّ ذلك يساعدكم على الاستقلاليّة وتحمّل المسؤوليّة.
١٥- شاركوا في الأنشطة التطوعيّة البسيطة - إذا كانت الفرصة متاحة لكم وبشكل آمن -، مثل مساعدة الجيران أو العائلة، فهذا يزرع فيكم معنى التعاون والتكافل والإحساس بالمسؤوليّة.
١٦- حاولوا كتابة يوميّاتكم، تدوين مشاعركم وتساؤلاتكم وأفكاركم، فذلك قد يساعدكم في فهم أنفسكم بشكل أفضل، ويكون متنفّسًا جيّدًا لكم في مثل هذه الظروف.
١٧- شاركوا تجاربكم الشخصيّة وكيفيّة مواجهتكم للتحدّيات مع زملائكم ومحيطكم، فالتبادل الجماعي يعزّز الشعور بالوحدة والتكاتف.
أعرف أنه ليس من السهل تطبيق ما ذكرت في مثل هذه الظروف الطارئة، ولكنّنا ينبغي أن نبدأ بالتفكير بحلول والعمل على خيارات بديلة، لتحويل المِحَن إلى فرص عبر استغلال الوقت الحالي للتعلّم والتطوير قدر المستطاع وتأكّدوا أنّها مِحْنَة وستمرّ، ولن نأخذ معنا إلّا ما حقّقناه فيها..
حفظنا الله وإيّاكم من كلّ سوء، وأعاد علينا نعمة الأمن والأمان عاجلاً غير آجل.
المصدر : موقع مجلة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة