مؤشِّرات الهشاشة... وحتمية التغيير
كتب بواسطة بقلم: الشيخ حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
517 مشاهدة
لا يشك أيّ متتبّع لأوضاع العالم الإسلامي في ملاحظة ظاهرتين:
أولاهما:تنامي الصحوة الإسلامية واتساع مساحة التديُّن يوماً بعد يوم.وليس هذا على مستوى المجتمعات الإسلامية فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً نظراً لكثرة الأزمات الحادّة في العالم وإفلاس المدنية الغربية في قِيَمها وإنسانيتها في مقابل أن الإسلام هو دين الله الذي يُشبع الفطرة ويُقنع العقل ويُرضي القلب ويملأ النفس سعادة والمجتمعات عدلاً ورحمة.
والثانية: تزاحُم القضايا وكثرة الأحداث التي تشكَّل مؤشراً واضحاً أصبح يَلْفت نظر كل النُّخَب المثقفة الواعية إلى (غُثائية) دور الأمة على صعيد وزنها الدَّولي والسياسي والثقافي والاجتماعي مما يفرض حتمية التغيير.
وبإمكاننا رصد الأحداث الخطيرة التالية في الأسابيع الأخيرة:
في فلسطين
أخذت الحكومة اليهودية قراراً بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى التراث اليهودي، وهي ماضية بخُطاً حثيثة لتهويد القدس، وأقامتْ احتفالاً على مرأى العالم -في خطوة استفزازية لمشاعر المسلمين - بمناسبة افتتاح (كنيس الخراب) في 16 مارس 2010 بناءً على نبوءة أحد حاخاماتهم في القرن الثامن عشر الميلادي تمهيداً لهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم كما تقول النبوءة المزعومة الخرافية.
على الصعيد العربي
انعقد بعد ذلك بأسبوع مؤتمر قمة الدول العربية وظهر بوضوح مدى هشاشة وخيانة وتمزّق النظام العربي الرسمي. ومن جملة المهازل التي ظهرت منه بلا خجل قرار 22 دولة عربية بالتبرع للقدس بـ 500 مليون دولار - المبلغ الذي يمكن أن يتبرع به خمسة من أثرياء الخليجيين - في مقابل أن اليهود يخصصون سنوياً 14 مليار دولار لإجراءات تهويد القدس فقط!!
وفي لبنان
وصلَتْ حالة الهشاشة إلى مستوى يثير الغَلَيان كما يثير الغَثَيان عندما وصل الاستخفاف بالمسلمين من قِبَل (أهل العَبَث والخفة) إلى حدّ رفع توصية من قِبَل عابثين بمقدَّرات المسلمين مدَّعين للتعايش والانفتاح..رفع توصية للحكومة اللبنانية بجعل عيد البشارة عند النصارى عيداً للمسلمين أيضاً في تطور جديد من تطورات دفع ضريبة اختطاف المؤسسة الدينية ومصالح المسلمين على أيدي العلمانيين الذي نُصّبوا زوراً وخيانةً زعماء للمسلمين...ذلك العيد الذي تنص تراتيلهم الكنسية على (أن الله أرسل ملاكه إلى العذراء ببشُرى تَجَسُّد ابنه الوحيد في أحشائها النقية) تعالى الله علواً كبيراً عما يصفون وسبحانه عما يشركون! فلا ندري ما علاقة المسلمين بهذه الشركيات؟ ومن له الحق في تشريع الأعياد في الإسلام؟!سؤالان برسم المفتين في لبنان وأمناء الفتوى الذين لم يَنْبِسُوا ببنتِ شَفَة!
لذا كان وجوبُ العمل للتغيير نحو استعادة هذه الأمة كرامتها وسيادة دينها فريضةً شرعيةً وضرورة حتمية... وهذا يتطلب وضوح المنهاج وعقول الحكماء وربانية الصادقين وعزيمة المجاهدين وما ذلك على الله بعزيز. اللهم ادّخرنا لخدمة دينك واسترداد كرامة أمة نبيّك صلى الله عليه وسلمواستعادة تحكيم شريعتك وتحرير مَسْرى حبيبك صلى الله عليه وسلم من رجس اليهود الغاصبين. اللهم آمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة