أريد أن أراكِ!
إلى أين أنتِ يا نفسي ذاهبة؟ إلى أي مصيبة وداهية؟
ما رباني أبي هكذا وما علمَتْني أمي تلك الأفعال! لو اكتشفا أنني أخدعهما وأكذب عليهما الكذبة تلو الأخرى؟ إنني أراني كل يوم أسقط في عيني وأسقط! لست جديرة باحترام ولا حب.
لكنني أحبه ولا أستطيع أن أبتعد عنه، ويحبني ولا يستطيع البعد عني!
محمولي يعطي إشارة رسالة وصلت، إنه هو: «أنا معلق في شبكة هواك»..
ابتسمْتُ ونسيت أنني كنت منذ لحظة أحاسب وأعاتب نفسي، وذهبت جرياً لجهاز الكمبيوتر.
كَتب لي أشواقه وحنينه وكذلك فعلتُ، ثم فوجئتُ به يطلب أن يراني! فرِحتُ لكنني خفت!
منذ أيام فقط سمعت قصة عن شخص أخذ يهدد صديقته بصورها التي أرسلتها له عبر بريده الإلكتروني!
وقبل أن أجيب كتب: هيا إلى (سكايب) لأراكِ، وأنا متأكد أنني سأرى ملكة جمال.
- بعد تردد واضطراب وجبن، تجرأت وكتبت: صعب جداً، إنك تطلب مني شيئاً لا أقدر عليه.
- كتب: وهل ترْينه منطقياً أن تستمر علاقتنا بالمكالمات فقط؟
- كتبت: دعني أفكر.
- كتب: غريب أمرك، هل الأمر يحتاج إلى تفكير؟ لماذا قبلت صداقتي إذن؟
دخلت أمي، فأغلقتُ الصفحة فوراً، وارتبكتُ أكثر من كل مرة عندما تفعل.
- قالت: ألن تنامي؟
- قلت: بلى يا أمي، حالاً سأفعل.
- قالت: أشعر أنك متورطة في أمر ما!
- قلت: أبداً يا أمي، لِمَ تقولين ذلك؟
- قالت: هناك ما يَريبني في بعض تصرفاتك، لكنني أعود وأقول غير معقول ما أفكر به، فأنت ابنتنا التي ربيناها على ما يُرضي الله، ووفرنا لها الأسباب لتزداد قرباً من الله، ويصعب أن أصدِّق أن ابنتي تستخدم تلك الوسائل في غير محلها!
لن أصدق أن ابنتنا التي نثق بها تطعننا في ظهورنا وشرفنا وأخلاقنا يوماً!
لن أصدق أن ابنتنا دون عقل تميز به بين ما يُرضي الله وما يُغضبه!
لن أصدق أن ابنتنا استغلّت ثقتنا لتكذب علينا وتتلوى كالحية!
بل ربما أموت لو اكتشفت يوماً أن ابنتي تفعل ما تفعله اللاهيات الفاسدات، لأن ابنتي مختلفة:
زينتها في أخلاقِها، وسموُّها في المحافظة على شرفها وشرف عائلتها!!
لم أستطع تحمل المزيد، قلت لها بصوت مرتجف حاولت عبثاً أن أثـبّـته: لا تخافي يا أمي، أنا ابنتكم التي تحبون.
قالت ما قالت بسلاسة وصعوبة.. بحنان وقسوة... بنعومة وخشونة..
ما أقوى ما قلتِ يا أمي!
كزلزال هزّني هزاً..
كبركان فجّر مشاعري!
فغضبتُ من نفسي وكرهتُها، وحزنت من أجلها واحتقرتها، لكنني أخيراً رضيتُ عنها عندما قررتْ.
- كتبت له دون اتصال: لقد أخطأتُ في حق نفسي وفي حق والديّ وفي حقك ربما.. يظن بي والداي خيراً، فخُنتهما!
أجرمتُ وأذنبتُ واستعملت ما أنعم الله به عليّ فيما لا يُرضيه ولا يحبه!وإنني الآن أتوب إلى الله.
قررتُ تغيير رقم محمولي كي لا يتصل، لكنه لم يتصل، بل أرسل لي رسالة بالبريد الإلكتروني:
شكراً لك.. لقد ذكرتِني أنني أنتهك أعراض بنات الناس، وهذا لا يليق برجل يدّعي الرجولة، وفقك الله.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن