فرحة العيد وحزام الأحزان
كتب بواسطة بقلم: الشيخ حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
2584 مشاهدة
لا يَتعارَض في فكر المسلم فهمُه لفلسفة الأعياد في الإسلام وتفاعُلُه الفكري والشعوري مع قضايا أمَّته وهمومها وأحزانها؛ فهو في الوقت الذي يَشعُر بفرحة إتمام العبادة مع انتِهاء رمضان، ويشكُرُ اللهَ - سبحانه وتعالى - على نعمته عليه وعلى المسلمين بما تجلَّى فيه من كثيرٍ من مؤشِّرات الخيريَّة ودلائل النِّعَم، ويَوجَل قلبُه ضارعًا ألاَّ يُحرَم من الأجر وقَبول الجهد، وأنْ يكون ممَّن شَمِلتهم مغفرة الله - عزَّ وجلَّ - ومَنَّ عليهم بالعِتق من النار.
يخنقُ فرحتَه الجزئيَّة هذه حِزامٌ من الأحزان، لا ليقع في اليأس أو الإحباط، وإنما ليتولَّد عنده مزيدٌ من قوَّة الإصرار على مُغالَبة أسبابها:
1- حُزنُ إقصاء الإسلام عن موقع الإدارة السياسيَّة والتشريعيَّة والإعلاميَّة والتربويَّة في بلاد المسلمين، وهو كارثة الكوارث، ومنبع أخطر الشُّرور وأشدِّ المفاسد.
2- وحُزنُ تولِّي "مَن لا خَلاق لهم عند الله" - في الأعمِّ الأغلب من الحالات - سُدَّة الحكم والمسؤوليَّات في العالم الإسلامي.
3- وحُزنُ مَأساة احتِلال "أعداء المسلمين" لفلسطين الحبيبة، والعراق الغالية، وأفغانستان الأبيَّة، وكشمير الممتَحَنة... وعدد آخر من بلاد المسلمين الرازحة تحت نير الاحتلال الروسي البَغِيض.
4- وحُزنُ حِصار وخنق "قطاع غزة" منذ سنواتٍ مع ما ينطَوِي عليه هذا الظُّلم من آلامٍ ونكبات، وكذلك حُزنُ كارِثة فيضانات باكستان وما خلَّفَتْه من مَآسٍ وأحزان في حياة الملايين من المسلمين.
وعلى الرغم من ذلك كلِّه فإنَّ بَريق آمال الخلاص من هذه الأحزان سيَبقَى محفِّزًا لتحويل تلك الآمال إلى واقعٍ مُشرِقٍ عزيز، يُرضِي اللهَ ورسولَه، ويغمُرُ المؤمنين الصادقين بالفرح؛ ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 4 - 5]، بَرِيق الثقة العظيمة بالله وقوة الإيمان به، وإرادة التغيير وعزيمة التنفيذ، وبريق التخطيط الواعي الصادق للمستقبل، وبريق الأمل العظيم بالمؤمنات الأبيَّات صانِعات الأجيال، والمتصدِّيات لأخطر مشاريع الإفساد في بلاد المسلمين، سواء الإفساد الأخلاقي البَشِع، أو إفساد التخلُّف والتجهيل وتهميش الإنسان... وصدَق الشاعر المؤمن في قوله:
مَا الْعِيدُ إِلاَّ أَنْ نَعُودَ لِدِينِنَا
حَتَّى يَعُودَ نَعِيمُنَا الْمَفْقُودُ
مَا العِيدُ إِلاَّ أَنْ نُكَوِّنَ أُمَّةً
فِيهَا مُحَمَّدُ لاَ سِوَاهُ عَمِيدُ
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة