الاغترار بمتاع الغرور!
كتب بواسطة الدكتور صلاح الخالدي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
706 مشاهدة
كلنا يعلم أن الدنيا زائلة، وأن نعيمها زائل، وأن خيراتها موقوتة، وأنها متقلِّبة بأهلها، وأنه لا يدوم فيها شيء، ومع علمنا بذلك إلا أن بعضنا - أو معظمنا - ينخدع بها، ويغتر بزينتها، ويتعامل مع مُتَعها وكأنها أبدية باقية، ويستمتع بها وكأنه مخلَّد فيها، وهو مغرور مخدوع.
والآيات التي حدثتنا عن زوال الدنيا ومُتَعها، ودَعَتْنا إلى عدمِ الاغترار بها كثيرة.
نكتفي بالدعوة إلى النظر العميق في قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد: 20).
طبيعة الدنيا الزائلة الفانية تقوم على هذه المظاهر الستة:
1 لعب: الحياة عند غير الصالحين "لعبة"، يلعب أصحابها بأعمارهم وأوقاتهم، ويضيعونها في غير نفع.
2 لهو: يلهو غير الصالحين في كل ما منحهم الله، يلهون بالقِيمَ والمبادئ والأفكار، كما يلهون بالمتاع والأشياء.
3 زينة: يتزيّن فيها أصحابها بما فيها، ليبدو كل منهم وسيماً جميلاً، وينفق ما ينفق على هذه الزينة الزائلة.
4 تفاخر بينكم: يتفاخر غير الصالحين بما وهبهم الله، ويجعلونه أساساً للتباهي والانتفاش والاستعلاء.
5 تكاثر في الأموال: يحرص غير الصالحين على جمع أكبر مقدار ممكن من الأموال، وتكثيرها وتنميتها، ولو بالحرام.
6 تكاثر في الأولاد: يكثر غير الصالحين من تجنيد الأعوان والأنصار ليظهروا أقوياء أمام الآخرين.
وهذه المظاهر الستة وغيرها زائلة، لا تبقى ولا تثمر ولا تدوم لصاحبها، فلا يدوم سرور ولا حزن في الدنيا.
الشاب يكبر ويشيخ، والصحيح يمرض، والغني يفتقر، والقوي يضعف، والكبير يصغر، والمسؤول يترك وظيفته، والوزير يترك وزارته، والنائب يترك برلمانه، والعزيز يموت، والحبيب يفقد..
مَثَلُ هذه الدنيا في الآية، كمثل أرض مزروعة قمحاً، فأمطر الله عليها الماء والغيث، فكبر هذا القمح، وهاج مع الماء، ونما بسرعة، ثم نضج وصار مصفراً، ثم يبس وحصده أصحابه، فصار حطاماً، كل هذا في دورة زراعية قصيرة، لا تتجاوز بضعة أسابيع.. فأين ذهب النبات الأخضر؟ يبس وصار حطاماً!!
الربيع الأخضر في شهر نيسان يكون يابساً في شهر أيار!! فما أقصر هذه الدورة، وهكذا هذه الدنيا!! الدنيا متاع، فاستمتعوا بحلاله ومباحه، مع عدم الركون إليه، وعدم الاغترار به، وعدم الانشغال به عن الواجب.. ويا ويح الناس المغترين المخدوعين بمتاع الغرور: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)!!
نكتفي بالدعوة إلى النظر العميق في قوله تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد: 20).
طبيعة الدنيا الزائلة الفانية تقوم على هذه المظاهر الستة:
1 لعب: الحياة عند غير الصالحين "لعبة"، يلعب أصحابها بأعمارهم وأوقاتهم، ويضيعونها في غير نفع.
2 لهو: يلهو غير الصالحين في كل ما منحهم الله، يلهون بالقِيمَ والمبادئ والأفكار، كما يلهون بالمتاع والأشياء.
3 زينة: يتزيّن فيها أصحابها بما فيها، ليبدو كل منهم وسيماً جميلاً، وينفق ما ينفق على هذه الزينة الزائلة.
4 تفاخر بينكم: يتفاخر غير الصالحين بما وهبهم الله، ويجعلونه أساساً للتباهي والانتفاش والاستعلاء.
5 تكاثر في الأموال: يحرص غير الصالحين على جمع أكبر مقدار ممكن من الأموال، وتكثيرها وتنميتها، ولو بالحرام.
6 تكاثر في الأولاد: يكثر غير الصالحين من تجنيد الأعوان والأنصار ليظهروا أقوياء أمام الآخرين.
وهذه المظاهر الستة وغيرها زائلة، لا تبقى ولا تثمر ولا تدوم لصاحبها، فلا يدوم سرور ولا حزن في الدنيا.
الشاب يكبر ويشيخ، والصحيح يمرض، والغني يفتقر، والقوي يضعف، والكبير يصغر، والمسؤول يترك وظيفته، والوزير يترك وزارته، والنائب يترك برلمانه، والعزيز يموت، والحبيب يفقد..
مَثَلُ هذه الدنيا في الآية، كمثل أرض مزروعة قمحاً، فأمطر الله عليها الماء والغيث، فكبر هذا القمح، وهاج مع الماء، ونما بسرعة، ثم نضج وصار مصفراً، ثم يبس وحصده أصحابه، فصار حطاماً، كل هذا في دورة زراعية قصيرة، لا تتجاوز بضعة أسابيع.. فأين ذهب النبات الأخضر؟ يبس وصار حطاماً!!
الربيع الأخضر في شهر نيسان يكون يابساً في شهر أيار!! فما أقصر هذه الدورة، وهكذا هذه الدنيا!! الدنيا متاع، فاستمتعوا بحلاله ومباحه، مع عدم الركون إليه، وعدم الاغترار به، وعدم الانشغال به عن الواجب.. ويا ويح الناس المغترين المخدوعين بمتاع الغرور: (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن