إعلان للشباب عن جامعات عربية ـ تخصص: (ثورة على الطغيان)
كتب بواسطة بقلم الشيخ حسن قاطرجي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
1286 مشاهدة
تتسارع الأحداث في مصر الحبيبة دالةً على ثورة عارمة على الطغيان والظلم وسياسات التخلُّف، كما تسارعت قبل أسابيع في تونس إثر حادثة إشعال الشاب الخرِّيج الجامعي (محمد البوعزيزي) النار في جسده بعد أن أُهين في لقمة عيشه، ثم لما هام على وجهه ليشتكي ظلم الظالمين ودخل دائرة حكومية مستجدياً أن يُنصَف في مَظْلمته إذا بموظفـة ـ متكبِّرة ظالمة لئيمة لؤم مَنْبَتها الحزبي العَفِن ـ تصفَعُه على وجهه! فخرج وقد أُغلق على عقله من شدة الظلم وغليان القهر وأَشْعل النار في جسده رحمه الله وغفر له فاشتعلتْ باشتعال جسده ثورة في تونس أسقطت نظام طاغية مستبدّ بقي يُعربد أكثر من عشرين سنة: يحارب الإسلام ويمنع التديُّن ويقهر الناس ويخنق الحريات ويمارس في سجونه أبشع أنواع التعذيب التي لا يُتصوَّر من الوحوش المفترسة الهائجة اقترافُها!!
نقف أمام هذه الأحداث المفجعة في أكثر من بلد عربي لنلفت أنظار الشباب إلى الحقائق التالية في التخصُّص العالي في (الثورة على الطغيان) في أرقى جامعات عربية في هذا التخصُّص في تاريخنا الحديث!
الأولى:دور الشباب في التغيير والطاقات المختَزَنة الهائلة المتوفرة عندهم؛ فيجب الاستفادة من مخزون طاقاتهم الضخم الذي يتجلّى في هذه الثوارت الموسومة بثورات الشباب.
الثانية: أن الحرية والتمرّد على الظلم وكُره الطغيان يجب أن تتربى الشعوب المسلمة ـ وخاصة قطاعات الشباب منها ـ تربية مركّزة عميقة على أنها حق لها ومن أعظم واجبات دينها ومقتضيات إنسانيتها.
الثالثة: أن القهر والطغيان والظلم... كلها تؤول بحَسَب سُنّة الله إلى زوال (وسيعلَمُ الذين ظلموا أيّ مُنقلب ينقلبون..). وفي ذِلّةِ ومهانةِ ومصير الطغاة عبرةٌ عظيمة لمن له عقل، وهي درسٌ بليغ من دروس هذا التخصص الدقيق الصعب في قدرة الشباب على محاسبة المجرمين إذا هبُّوا بكل قوتهم واجتمعت إراداتُهم وتوحّدت كلمتهم وثاروا لكرامة أمتهم.
الرابعة: مسؤولية العلماء وأهل الرأي والدعاة في جعل مطلب (عِزّة الدين) و(مرجعية الإسلام) و(مكانة الشريعة) أعزّ وأهمّ وأخطر من مطلب (لقمة العيش) على أهميته وضرورته وعدم التهوين من صعوبة ومرارة قهر الإنسان وحرمانه من هذا المطلب الحياتي الحيوي! وهذا يتطلّب (توعية... وتربية) لأن التديُّن ضرورة فطرية وفريضة ربانية وهو أعظم فرائض الله سبحانه على خلقه، فيستحق أن يُضحَّى من أجله بالغالي والنفيس. ولذلك لو فُقّه الناس في عِظَـم هذا المطلب وفي ضرورته لسعادة حياتهم وإرضاء ربهم ولضمان نجاتهم في آخرتهم وتربَّوْا على أهميته والشجاعة في طلبه والإصرار على نَيْله لكُنّا رأينا استعداداً من الشعوب المسلمة لأن تضحِّي في سبيل ذلك كما يضحِّي الشعبان التونسي والمصري وانتفض كلٌّ منهما من أجل كرامته وغيظاً ضد طُغاته!
وهنا تأتي النصيحة الغالية للعلماء الربانيين والدعاة الصادقين والشباب الواعي المخلص الجادّين: في وجوب أن يأخذوا الدرس بأن يكونوا في الأمام وروّاد التغيير... أولاً لإزالة شبهة أن الدين أفيون الشعوب، وثانياً لاستعادة دور العلماء وقادة الرأي الحكيم في قيادة الشعوب وعدم ترك الساحة فارغة فتتقدم السفارات الأجنبية فتسرق الإنجاز وتملأ الفراغ بتحريك أحزاب مُعادية لهويّة الأمة متصادمة مع مرجعيّتها الإسلامية كما حصل مرات ومرات!!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة