نصرٌ مُدَّخر!
(أم حَسِبْتُم أن تَدْخُلُوا الجنة و لَمّا يأتِكُم مَثَلُ الذينَ خَلَوْا مِن قبلِكم مَسّتْهُم البأساءُ والضراءُ و زُلزِلُوا حتى يقول الرسولُ والذين آمنوا معه متى نصرُ الله ألا إن نَصْرَ الله قريب) [البقرة:214].
هكذا خاطب اللهُ الجماعةَ المسلمةَ الأولى، وهكذا وجهها إلى تجارب الجماعات المؤمنة قبلها، وإلى سُنته - سبحانه - في تربية عباده المختارين، الذين يكل إليهم رايته، وينوط بهم أمانته في الأرض ومنهجه وشريعته. وهو خطاب مطرد لكل من يختار لهذا الدور العظيم..
وإنها لتجربة عميقة جليلة مرهوبة.. إن هذا السؤال من الرسول والذين آمنوا معه. من الرسول الموصول بالله، والمؤمنين الذين آمنوا بالله. إن سؤالهم (متى نصر الله) ليصور مدى المحنة التي تزلزل مثل هذه القلوب الموصولة. ولن تكون إلا محنة فوق الوصف، تلقي ظلالها على مثل هاتيك القلوب، فتبعث منها ذلك السؤال المكروب (متى نصر الله..).
وعندما تثبت القلوب على مثل هذه المحنة المزلزلة . . عندئذ تتم كلمةُ الله، ويجيء النصر من الله: "ألا إن نصر الله قريب".
إنه مُدّخر لِمن يستحقونه. و لن يستحقه إلا الذين يثبتون حتى النهاية. الذين يثبتون على البأساء والضراء. الذين يصمدون للزلزلة. الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة. الذين يستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله، وعندما يشاء الله. وحتى حين تبلغ المحنة ذروتها، فهم يتطلعون فحسب إلى "نصر الله" لا إلى أي حل آخر، ولا إلى أي نصر لا يجيء من عند الله. ولا نصر إلا من عند الله.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة