ليتني ألقاك!
بيننا هذا الحديث، لا تخبروا به أحداً لأنني أستحي... عندما يسألني أحدهم: أتحب رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ أجيب: نعم، بالتأكيد! أَوْصل إلينا رسالة الإسلام وضَحّى ليعرِّفنا بالله تعالى وسيشفع لنا يوم القيامة، وبإمكاني أن أروي سيرته الآن... لكنني أحسّ بأنني أقول «أحبه» بلساني دون قلبي! أسأل نفسي: أَأُحبه أكثر من أبي؟ من أمي؟ من نفسي؟
أرى مَن حولي يحلِّقون في سماء أخرى، الكلّ ينظّم الحملات بمناسبة ذكرى المولد، الكلِ يُقيم «الموالد» ويتغنىّ بالموشحات، الملصقات في كل مكان، وقصص عمّن لدغته العقرب في الغار ولم يوقظ النبي صلى الله عليه وسلّم، ومَن استشهدت عائلتها ولكنها هدأت بعدما اطمأنت عليه صلى الله عليه وسلّم، ومَن قلّدوه في الصغيرة والكبيرة، ومَن أحبوه أكثر من أنفسهم، ثم أشعر بأنني محروم! كأن الله غاضب عليّ!
ليتني ألقاه! ثم قلتُ: فماذا عمّن هم حولي؟!... سأتصرف مثلهم ربما صدّق قلبي عملي، وليس بيدي سوى ذلك.. راقبوني وانظروا ماذا سأعمل لأحلّ هذا الأمر.
سلام مجدداً... أمضيتُ شهر ربيع الأول أُشارك في النشاطات وأقترح الأفكار وأصلّي على النبي صلى الله عليه وسلّم في اليوم ألفاً، وأُصلّي السنن الرواتب كلها، وحاولتُ أن أتخلّق بأخلاق النبوّة ما استطعتُ إليها سبيلاً؛ فأنفقتُ بسخاء، وما تكلمتُ إلا بصدق، وكنتُ أنام مبكراً وأستيقظ مبكراً و.. و.. و.. حتى أنّ كل منَ عرفني أحبني أكثر... وبقي يوم واحد، لكنّ قلبي لم يتحرك بعد!
***
السلام عليكم! كانت الليلة الأخيرة في الشهر.. بِتُّ حزيناً لأن حُبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم واجب، وحُبيّ لمن لم أرَ من البشر صعب، وقلبي قاسٍ له حدود وحواجز لم أستطع كسرها لأحبّ... رقدتُ على جنبي الأيمن وقرأتُ أذكار النوم وفكّرت وفكّرت وفكّرت، حتى غفوَتْ ودمعتي في مُقْلتي.. ثم لما استيقظت شعرتُ براحة كبيرة... كأنما أُزيلت عن كاهلي الجبال... كأنما قطرات ندى باردة سُكبت في قلبي فألانته... الآن... الآن كُسرت القيود... فأشرق قلبي بحبه...
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة