من أخفى كتابي؟!
رُنَّ جرس المدرسة معلناً عن موعد الاستراحة، فتوجّه كلّ التلاميذ إلى الملعب. وفي زاويته، جلست تلميذتان من الصف الخامس الأساسي على مقعدٍ صغير لتتناولا طعامهما، وفجأة رَكَل أحد الأولاد الكرة بقوّة فأصابت الفتاتين ووقع طعامهما، على الأرض وتلوّث بالتراب. فغضبتا كثيراً، وسرعان ما اكتشفتا أنه زميلهما في الصّف؛ إذاً... سامي هو الفاعل! عندها، قرّرتا الانتقام منه، فأخذتا كتاب الرياضيات من حقيبته وخبأتاه في مكانٍ بعيدٍ عن الأنظار، وقد كان بحاجة ماسّة إليه ليذاكر لامتحان الغد...
عندما عاد سامي إلى المنزل، اكتشف اختفاء كتابه فلم يتمكن من المذاكرة للامتحان..
بعد إعلان نتيجة الامتحان، اتّضح أن سامي المتفوق لم ينل نتيجة مُرضية بسبب عدم مذاكرته! وكانت والدته قد اتصلت بالمعلِّمة وأخبرتها بأن أحدهم قد أخفى كتاب ابنها بعد أن تأكد من إعادته إلى حقيبته؛ فقامت المعلمة بعد الامتحان بالبحث عن الكتاب حتى وجدته. وعندما انتهت من إعلان النتائج، أخرجت الكتاب من حقيبتها ولوّحت به قائلة: "وجدت كتاب سامي في الخزانة البارحة، وأنا أعلم أن أحدكم قد خبأ الكتاب حتى لا يتمكن زميلكم من المذاكرة للامتحان. أطلب من الفاعل أن يقف ويعترف بخطئه".
بدأ التلاميذ يتهامسون فيما بينهم، أمّا سارة ويارا، فقد احمرّت وجنتيهما، ولكنهما لزمتا الصمت ولم تعترفا للمعلمة بخطئهما. ظلّ الصف ساكناً لثوانٍ معدودة، فقالت المعلمة مهدّدة: "هكذا إذاً، سوف أحذف علامتين من الامتحان لكل الصف إلاّ إذا اعترف المذنب بخطئه".
لم تتمالك سارة ويارا نفسيهما فبادرتا بالاعتراف بفعلتهما. عندئذٍ، قالت المعلمة التي فوجئت بأنهما الفاعلتين رغم أنهما مجتهدتين فقالت لهما: سأحذف خمس علامات من امتحانكما عقاباً لكما بسبب ما بدر منكما.
أنتما فتاتان مسلمتان مهذبتان ولا ينبغي أن تتصرّفا بهذا الشكل! ما اقترفتماه لا يوافق أخلاق المسلمين، وهذا ليس من الأخلاق التي علّمنا إيّاها الإسلام".
اعتذرت سارة ويارا إلى سامي ثم إلى المعلمة. ولتعوّضا عمّا فعلتاه، وعدتا أن تبقيا وقت الاستراحة لمساعدة زميلاتهما اللواتي تواجهن صعوبة في مادة الرياضيات. أما سامي، فقد أعطته المعلمة فرصةَ إعادة الامتحان ليحضِّر بشكل جيِّد ويعدِّل من علامته.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن