السِّيْرَةُ المُوْجَزَةُ لِلنَّبِيِّ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم

1- هو أفضل المخلوقات وخير المرسلين، بشَّر الله بمجيئه كل الأنبياء وهم بشَّروا به أقوامهم وأمروهم باتّباعه.

2-ولد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عام الفيل (571م) فجْر الإثنين (9 أو 12) ربيع الأول, العام الذي أنقذ الله فيه الكعبة المشرفة من هجوم أبْرَهَة الحبشي (وأرسل عليهم طيراً أبابيل  * ترميهم بحجارة من سِجِّيل).

3-ولد صلى الله عليه وسلم من أسرة عربية فاضلة فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وأمُّه آمنة بنت وَهْب، فهو من نَسْل عدنان من نسل النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصّلاة والسّلام.

4- وُلد يتيماً فَكَفَلَه جدُّه، واسترضعته أمه عند حليمة السّعدية في البادية ليكتسب الفصاحة والقوة.

5- جاءه مَلَكان فشقّا صدره وغسلا قلبه, بما يَرْمز إلى طهارته من الشرور ووساوس الشيطان.

6- ثمّ توفيت أمّه في طريقها لزيارة أخواله في المدينة وعمره 6 سنين، ثم توفي جدّه عبد المطلب وعمره 8 سنين، فكفله عمّه أبو طالب وأكرمه.

7-حَفِظه الله منذ صغره من الشّرك وعبادة الأصنام وشُرب الخمر وطيش المراهقين وعادات قومه الجاهلية وكل عيب. وتحلى بكل خُلق جميل حتى لُقّب بالأمين.

8- سافر للتّجارة مع عمّه وعمره 12 سنة إلى بُصرى الشام. وعمل في رَعْي الغنم أيضاً.

9- تزوج وعمره 25 سنة من السيدة خديجة بنت خُوَيلد، فقد سَمِعَتْ أخباره لمَّا تولى إدارة تجارتها.

10- لمَّا بلَغ 35 سنة صدَّعت السيول بناء الكعبة، وبعد أن أعاد العرب بناءها كادوا يقتتلون في من يتشرَّف بإعادة الحجر الأسود، فحكَّموه فأشار عليهم بأن يرفع كل زعيم الحجر من طرف الثوب ثم وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم.

11- فلما بلغ 40 سنة حُبِّبَ إليه الاختلاء في "غار حِراء" يتفكَّر في الكون والحياة، وفيه نزل المَلَك جبريل عليه بالوحي والبعثة والنبوة، فكانت أول آية: (اقْرَأ).

12- بدأ بالدَّعوة إلى دين التّوحيد بمن يثق من النّساء والرّجال والفتيان سرَّاً 3 سنوات.

13- جَهَر صلى الله عليه وسلم بدعوته بعد ذلك بأمْر الله، فنالَه وأصحابَه الأذى الشّديدُ والتعذيبُ, حتى استُشْهِد منهم النساء والرجال.

14- هاجر عشرات المسلمين والمسلمات إلى الحبشة محافظة على دينهم تحت عدل وحماية مَلِكِها النَّصراني "النَّجاشِيّ". وقد وقعت الهجرة إلى الحبشة مرتين.

15- حاصرت قريش المسلمين - ومن ناصرهم - وقاطعوهم اقتصادياً واجتماعياً سنتين اضطروا فيها إلى أكل أوراق الشجر والجلود.

16- في السنة 10 للبعثة (عام الحُزْن) مات عمُّه أبو طالب المُدافع عنه صلى الله عليه وسلم -رغم كونه مشركاً-، ثم زوجته العاقلة المواسية الحبيبة خديجة، فصعبت المصيبة على رسول الله صلى الله عليه وسلموزاد أذى قريش على المسلمين.

17- عَرَض دعوةَ دينه في الموسم على الحجيج فآذَوه وردُّوه. واتجّه إلى مدينة الطائف فلمّا دعاهم أهانُوه وقذفوه بالحجارة حتى أَدْمَوْا قدميه صلى الله عليه وسلم، فصبر ولم يرضَ حتى بالدَّعاء عليهم رجاء "أن يُخْرِج اللهُ من أصلابهم مَن يعبدُ الله".

18- بعد عام الحزن ورحلة الطائف كافأه الله بمعجزة رحلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى في فلسطين في ليلة واحدة حيث صلى إماماً بكل الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام، وأكْرَمَه بالمعراج برفعه إلى سِدْرة المُنْتَهَى فوق السَّماوات السبع حيث فُرِضت الصَّلوات الخمس.

19- في سنة 11 للبعثة عرض دعوته في الموسم على الحجيج, فآمن 6 حُجاج من الخزرج من المدينة (يَثْرب). وفي الموسم التالي كانوا 12 حاجَّاً بايعوا (بيعة العَقَبَة الأولى) فانتشر الإسلام في المدينة.

20- في سنة 13 للبعثة حضر للحج 73 رجلاً وامرأتان, فبايعوا على الإسلام وحماية الدَّعوة وحماية من يهاجر إليهم من مسلمي مكة مقابل الجنة ورضى الله عز وجل.

21- أمر النبي صلى الله عليه وسلم المستطيع من أصحابه بالهجرة إلى المدينة. فلمّا أُذِن له هاجر مع أبي بكر بعد أن اطمأن إلى المهاجرين طِبْق خُطة مُحْكَمة، ونَجَا بإذن الله من المطاردة، فقد وعدت قريش من يقتل أو يأسر أحدهما بـ 100 ناقة.

22- وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى "يَثْرِب" فصارت "المدينة المنوَّرة"، واستقبله الأنصار فَرِحين بالأنشودة المشهورة "طلع البدر علينا...".

23- اعتُبِرت الهجرة محطة فاصلة في التاريخ الإسلامي حيث:1.آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار 2.وبنى المسجد 3.وأعلن الدولة الإسلامية 4.وزادت النصوص التي ترسم السياسة الخارجية والداخلية (كالوثيقة مع المواطنين اليهود) 5.وتكاملت العبادات وأحكام المعاملات الاقتصادية والاجتماعية.

24- أَذن الله للمسلمين بالجهاد فقاد النبي صلى الله عليه وسلم 25 غزوة بنفسه، وأرسل أكثر من 50 سَرِيَّة من أصحابه. وأشهر غزواته صلى الله عليه وسلم: بدر وأُحُد والخندق وقريظة وخيبر ومؤتة وفتح مكة وحُنين وتبوك. فتمت كل العمليات العسكرية في 7 سنوات (2-9هـ) بأقل قدر ممكن من الضحايا (259 مسلماً + 759 مشركاً = 1018 قتيلاً فقط)!

25- وقَّع النبي صلى الله عليه وسلم هُدنة مؤقتةً - لعشر سنوات - مع قريش (صُلْح الحُدَيْبِيَة) سنة 6هـ زاد إقبال الناس بعدها إلى الإسلام، وأرسل رسائل إلى كُبَراء الملوك يومَها يدعوهم إلى الإيمان؛1.كِسْرى الفُرس 2.وهِرَقل الرُّوم 3.ونَجَاشيّ الحَبَشة 4.ومُقَوقِس مصر 5.والغسَّاني بالشام 6.والمُنْذِر بالحِيْرَة، وغيرهم.

26- نقضت قُريش وحُلَفاؤها الهدنة سنة 8 هـ، فجهَّز النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً من10000 مقاتل، واتخذ الخُطط والتدابير لفتح مكة سِلْماً دون إراقة الدِّماء فنجح في ذلك، وعفا عن الذين آذوه وعذّبوا المسلمين.

27- سُمّي العام 9هـ (عام الوفود) لكثرة ما أقبل على النبي صلى الله عليه وسلم وفود من القبائل يبايعونه على الإسلام.

28- وفي السنة 10هـ عَمَّ الإسلام جزيرة العرب، وعيّن النبي صلى الله عليه وسلم الأمراءَ والموظفين لإدارة المناطق، والدُّعاة لتعليم الإسلام.

29- حجَّ الرسول صلى الله عليه وسلم آخِر السنة 10 هـ بالنَّاس حجّة الوداع، وخَطَب خُطبةً بيَّن فيها أصول الإسلام و"ميثاق حقوق الإنسان" فيه، وأمر الحاضرين أن يبلِّغوها للغائبين.

30- رَجَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وفي آخر شهر صَفَر سنة 11 هـ مَرِض حتى توفي يوم الإثنين 12 ربيع الأول 11هـ. ففارق الناسُ جسدَه الشريف ولكنه ترك فيهم إلى يوم القيامة "القرآن الكريم وسنته صلى الله عليه وسلم" ليتمسك بهما من أراد النجاة والسعادة.