ما الذي يجعل صيفكم هذا العام مختلفاً؟
أعزائي...
هل تخططون لأن تكون إجازتكم الصيفية هذا العام مختلفة؟
لعلي أسمع بعضكم يتساءل: لماذا؟ وما الذي يجعلها كذلك؟
وأقول لكم:
من مميزات هذا الصيف أنه يستقبل شهر رمضان المبارك؛ وهذا يعني أن شهراً كاملاً من الإجازة سيكون عامراً بالعبادات من صيام النهار، وأداء الصلاة في أول وقتها، وتلاوة القرآن، وفي الليل: دعاء الإفطار، وصلاة التراويح، والسحور وقيام الليل... ألا تجعل هذه الطاعةُ الصيفَ مختلفاً؟
ومن مميزاته أيضاً، أن الثورة السورية ما زالت مستمرة... ألا تظنون - أحبائي - أننا لا ينبغي أن نقضي الصيف هذا العام كما اعتدنا دائماً: تضييع للوقت فيما لا يفيد، والإكثار من النزهات؟ فأطفال سوريا محرومون من كل شيء، وفوق ذلك هم يذبحون يومياً! إذاً، كيف نفرح ونلعب ونلهو طوال الوقت وكأن أمرهم لا يعنينا؟ أوَليسوا إخواننا؟ إذاً علينا أن نفكر بمعاناتهم وأن نحزن لحزنهم، وأن ندعو لهم بأن يحفظهم الله ويحميهم من المجرمين قاتلي الأطفال.
إذاً، هذا الصيف سيحمِّلنا المسؤولية بشكل أكبر؛ تجاه أنفسنا: لنرتقي بها إيمانياً، لكي يحبّنا الله... وتجاه المسلمين: لنشعر بآلامهم، ولنقدم لهم كل مساعدة يحتاجونها... وهذا يتطلب منكم أن تتدربوا في إجازة الصيف على:
1. مهارة تنظيم أوقاتكم حتى تتمكّنوا من الجمع بين الاهتمام بعباداتكم وبثقافتكم، وبين لَهْوِكم وترفيهكم.
2. مهارة المشاركة والتواصل مع الآخرين وبناء علاقات جيدة معهم؛ فقد تذهبون إلى صلاة التراويح مع بعض الزملاء برفقة آبائكم... وقد تتفقون فيما بينكم على الإفطار معاً، أو على تأمين عدد من وجبات الإفطار لأولادٍ في مثل أعماركم من نازحي سوريا الحبيبة.
3. مهارة المثابرة التي تمكِّنكم من رفع مستوى هِمَمِكم على العمل الدؤوب؛ فما إنْ تُنهوا عملاً مفيداً حتى تبدؤوا في عملٍ آخر، وهكذا... قال الله تعالى: {فإذا فرغتَ فانصبْ وإلى ربِّكَ فارغب}..
أعزائي:
المهارات الموجودة لديكم كثيرة، فاجعلوا ميزة هذا الصيف وعنوانه الأبرز: تنمية مهاراتكم وتدريب قُدُراتكم في مختلف أعمال الخير .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة