رمضان.. في مخيّلة الصِغار..
للصغار مفهوم خاصّ عن شهر رمضان، فقد يكون عند بعضهم مختصراً: أي يصومون فيه من أذان الفجر إلى الظهر، وربما يكون مقتصراً على مأكولات معيّنة، فالجبنة والشاي لا يفطران، والموزة والتفاحة لا يصام عنهما، وفي كثير من الأحيان ينقلب شهر رمضان موسماً للدلال والغنج وتخصيص الصغار بما لذّ وطاب تعويضاً لهم عن مكابدة الجوع خلال النهار.
تقول (فاطمة) إنّها لا تزال تذكر رمضانها الأول الذي صامت فيه للمرة الأولى، فقد جهّز لها أبواها مائدة خاصّة فيها تحتوي على أطايب الطعام والشراب ولها الحقُ في إطعام من تشاء وحرمان من تشاء.
وتقول إنها غي أحد أيام رمضان الحارّة احتالت على نفسها وشربت الماء وهي تتوضأ لكنّها شعرت لاحقاً بالنّدم ووعدت نفسها بأنها لن تعود إلى ذلك.
لكن (غادة) لم تشرب الماء فقط، بل كانت تأخذ الشوكولاته خلسة لتأكلها ثمّ تدخل غرفتها وكأنها لم تفعل شيئاً ولتبعد الشبهة عنها كانت تتأفف من الجوع في انتظار وقت الإفطار.
ولـ (ليلى) مع شجرة التين حكاية طريفة حيث رأت هي وأختها وخالتها تينة ناضجة تنتظر من يقطفها ويأكلها لكن الصغيرات الثلاث كنّ صائمات فوعدن أنفسهنّ بقطف التينة بعد الإفطار لكنّ (ليلى) الصائمة ( والأصغر سناً) لم تتقبل فكرة مشاركة أختيها في تينة واحدة، ثم إنها لم تستطع الانتظار حتى الغروب فأسرعت إلى الشجرة وقطفت الثمرة اللذيذة والتهمتها، وبقيت صائمة! وأخفت السِر عنهما وبعد الإفطار ذهبت الصغيرات بمن فيهنّ ليلى يبحثن وتبحث معهما عن التينة التي التهمتها إلى أن اكتشف أمرها!
تلك بعض الطرائف الصغار في رمضان! ومع هذا، فإن لهذا الشهر هالته الوضّاءة ليبقى ضيفاً عزيزاً يحلُ في قلوب الصغار والكبار.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن