الشباب والثقافة الإسلامية - حوار مع الدكتور أحمد أبو الشباب
كتب بواسطة منبر الداعيات
التاريخ:
فى : حوارات
1512 مشاهدة

الهجرة النبوية الشريفة وذكرى عاشوراء حدثان مهمان ومميّزان للأمّة الإسلامية.
ولتسليط الضوء على أسباب ضَعف اهتمام الشباب - إلا من رحم الله - بالتاريخ الإسلامي بشكل عام وبهذه المناسبات بشكل خاص، أجرينا حواراً مع الأستاذ الجامعي المتخصص في التاريخ الدكتور أحمد أبو الشباب أجاب فيه عن أسئلتنا..
1. «منبر الداعيات»: كيف تقوّم اهتمام المسلمين عامة والشباب بشكل خاص بالتعرّف على تاريخهم وتراثهم الإسلامي؟
* عندما نقف مع الآيات القرآنية التي توجه عناية الفرد إلى الْتماس العِبر والمواعظ والدروس من القصص التي يحكيها القرآن الكريم عن الأمم الغابرة وما ألمّ بها من أهوال بسبب تنكُّبها عن الطريق، ندرك عندئذ الهدف والغاية من التاريخ.
والذي يبعث على الحزن والأسف أن السواد الأعظم من المسلمين، وخاصة معشر الشباب، يعيشون في وادٍ، بينما تاريخهم المجــيد في وادٍ آخر، والأدهى والأمرّ من ذلك أنهم نبذوا تاريخهم ومَثلَـهــــم الأعلى وراء ظهورهم، واتخذوا من الفنانين وغيرهم من شياطين الغرب مثلاً أعلى لهم، فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
2. «منبر الداعيات»: كيف نرتقي بالثقافة الإسلامية عند الشباب المسلم؟
* بداية لا بد أن نشخّص الداء لنَصِف له الدواء المناسب، وفي تقديري أن أعداءنا أصابوا منّا مقتلاً من خلال الضغط على الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي لجهة العمل على تغيير المناهج التعليمية وَفْق رؤية غربية معادية للدين والقيم والأخلاق، حتى صدقت فيهم كلمة اليهودي الحاقد صموئيل زويمر التي جاء فيها: «لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية، إنكم أعدَدتم نشأً لا يعرف الصلة بربه، ولا يريد أنْ يعرفها. وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراده الاستعمار» («جذور البلاء» لعبد الله التلّ ص: 276).
وتجدر الإشارة إلى أنّ التعليم الديني اختفى - أو كاد - من مدارسنا، ولا يغرّنّك إدراج اللغة العربية في مناهج التعليم فيها، ذلك أنّ المناهج على نحو ما هي عليه تبدو شائهة، ولا ترتقي بالثقافة الدينية عند شبابنا وشابّاتنا، بل على العكس فإنها تزيد من حجم الهوّة بين الفرد وبين دينه وانتمائه، لما تنطوي عليه هذه المناهج من طامّات وإيحاءات وإسقاطات.
3. «منبر الداعيات»: لو تذكر لنا بعضاً من دروس الهجرة النبوية ويوم عاشوراء ومعانيهما عسى أن يستفيد الشباب المسلم منها في واقعهم المعاصر.
* أهم الدروس المستفادة من حدث الهجرة تتجسد في اليقين المطلق الذي لا ريب فيه بنصر الله تعالى، وحُسْن التوكل عليه جلّ في عُلاه مع الأخذ بالأسباب؛ ويكفي أنْ نستحضر في ذاكرتنا موقف النبيّ صلى الله عليه وسلم، حيث كان وهو في أحلك الظروف يبشّر بفتح جزيرة العرب، وبلاد فارس والروم، وانتشار الإسلام في أنحاء المعمورة، وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم: «ليبلُغنّ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، بعزّ عزيز أو بذُلّ ذليل».
أمّا يوم عاشوراء فقد وضع النبيّ صلى الله عليه وسلم بصيامه حجر الأساس لوحدة الأنبياء وأن الإسلام دينهم جميعاً، فالدين عند الله الإسلام. وقد صحّ في الأثر أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عندما قَدِم إلى المدينة وجد اليهود يصومونه فقال: «ما هذا؟» فقالوا: يوم صالح نجّى فيه الله موسى وبني إسرائيل من فرعون، فهم يصومونه. فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحقّ بموسى منهم»، وأمر بصيامه، وإمعاناً في مخالفة أهل الكتاب قال صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ عِشتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع» يعني مع العاشر، فلم يأْتِ العام المقبل حتى وافته المنيّة.
4. «منبر الداعيات»: ما هي أمنياتكم مع بداية عام هجري جديد؟
* أرجو الله تبارك وتعالى أنْ يفرّج عن المسلمين في أنحاء المعمورة كافة، وأنْ يقصم ظهور الطغاة والمجرمين أشباهَ الرجالِ في عالمنا الإسلامي، وأن ينصرنا على عدوّنا ويرفع راية الحقّ والدين، إنه وليّ ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربّ العالمين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
تجارة شهر الصيام.. بين الربح والخذلان!
رمضانُ حياة
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الثاني
وسائل الإفساد والأجندة الخبيثة
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الأول