نحن هم... وهم نحن
- يا إلهي، إنها مجزرة! قتلتِهم جميعاً؟!
نعم، فهذا أفضل.
- حرام عليكِ أيتها المجرمة! لقد أوجعتِ قلبي بصنيعك المتوحش هذا! أيّ أُم أنتِ؟ بل أي قلب تحملين؟ لا بدّ أنك مجنونة!
لست كذلك. قتلتُهم لأني لن آمن عليهم، لا أمان لهم معكم.
- لن تأمني؟ لماذا؟ ألستُ من رباكِ يتيمة صغيرة؟ ألست أهتم بك؟
أنتم لا أمان لكم حتى مع إخوتكم، خذلتموهم وتركتموهم يصارعون العدو وحدهم! تعيشون حياتكم طولاً وعرضاً، تأكلون ما تشتهون وتشربون وتتسوّقون، تسافرون للسياحة، تبحثون عن المتعة والفرح في كل زاوية واتجاه، وكأنكم على كوكب آخر غير الأرض! أو كأنكم لا تعقلون!
- عن أي شيء تتحدثين؟
أتحدث عن إخوتِكَ في سوريا! ألم تسمع عنهم؟ ألم ترَ ما يحصل لهم؟
- سمعت ورأيت وتألمت.. ماذا يمكنني أن أفعل؟
ألا تستحي من نفسك وأنت ممسكٌ بجوالك لتدعم بصوتك ذلك المغني وتلك الراقصة؟ ألا تستحي من الله وأنت تتابع أصلاً تلك البرامج وإخوانكم يُذبحون؟ ألا تستحي من مظهرك وملابسك؟ ألا تستحي وقد أصبح لا فرق بين ملابسك الداخلية والخارجية؟ وشعرك الذي تحتار في تزيينه أكثر من البنات! وهذه السماعات التي أسمع ضجيج موسيقاها عن بُعد، أصبحت جزءاً من تركيب أذنيك! والصلوات التي تضيّع؟ والسهر لمشاهدة الأفلام حتى الفجر! ألا ترى أنكم لا أمان لكم؟ ألا ترى أنكم خذلتموهم ولم تنصروهم؟
- وما دخل ما قلتِه بنصرهم؟
كيف؟ ألستَ تدّعي أُخوّتك لهم؟ ألست تقول إنك متألم لآلامهم؟ حتى يغير الله حالهم عليكم أن تغيروا أنتم حالكم.
- هل إن تغيرت أنا ستنفرج أمور المسلمين في سوريا أو غيرها؟ تبالغين وتُضحكينني.
أنت واحد في مجموعة مكوّنة من أصدقائك وأقاربك وجيرانك، وكل منهم له أصدقاء وأقارب وجيران، إذن هي سلسلة بدأت بك أنت ولن تنتهي؛ فلو تغيرت سيتغير الكثيرون في السلسلة غير المنتهية.
وماذا بعد؟
سينصرهم الله بصلاحكم، بدعائكم، بأهدافكم.. بدعمكم المادي والمعنوي سيَجبُرهم الله ويَجبُركم.. ستعيشون همومهم وتفرحون بنصرهم الذي سيكون نصركم أيضاً.
تدخل الأم على ابنها في غرفته..
الأم: مع من كنت تتحدث يا بني؟ لا أحد في الغرفة!
- الابن: اممم! كنت أتحدث مع القطة!
الأم: القطة؟؟؟!! هداك الله يا بُني.
- الابن: نعم، لننتصر معاً هم ونحن، أو نحن وهم.. لا فرق، فنحن جسدٌ واحد.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن