سنغافورة...تزاوج بين الجمال الطبيعي والإبداع البشري
من أكثر الأمور التي تستهويني وتُمتعني: السفر والتجوّل في بلاد الله الواسعة، وتأمُّل عادات الشعوب وطبائعهم الغريبة. وقد أكرمني الله بسفرات كثيرة منها القصيرة بغرض السياحة، ومنها الطويلة بغرض الدراسة، فسافرت سياحةً لألمانيا وأمريكا وجُزر سيشل وسوريا والأردن والإمارات وعمان والكويت، كما سافرت مرافقة لزوجي بغرض الدراسة إلى كندا وسنغافورة. ولقد سعدتُ بسفرتي الأخيرة إلى سنغافورة، وتعرّفتُ فيها على الكثير من العادات والتقاليد من الخليط الشعبي لأهلها من الصين والهند والمالاي، كما استفدت أنا وعائلتي دروساً مفيدة في التعامل الراقي، والتنظيم الجميل، والنظافة الأنيقة، وإتقان العمل إلى أبعد الحدود.
لقد حبا الله تلك البلاد طبيعة خلابة من غابات وحدائق وجُزراً وبحراً ونهراً، وهي يانعة ناضرة طوال العام، والأشجار باسقة راسخة الجذور، والأزهار والورود متنوعة لا حصر لأنواعها ولا حدّ لأشكالها، والبساط العشبي الناعم منبسط في كل زاوية وكل ناحية.
الجو فيها واحد فهي في صيف ربيعيّ دائم، وهو لطيف جميل رطب، ولكن يشتد حرارة ورطوبة مدة ثلاث أشهر في العام، ثم يحلو ويلطف ولاسيما مع نسمات الصباح الأولى وساعات الليل المتأخرة، ولا يحتاج فيها إلى التكييف إلا ساعات ما قبيل الظهيرة وبعدها لقوة أشعة الشمس حينها، أما ليلاً فلا داعي لاستعمال التكييف أثناء النوم إن حظيتَ بغرفة نوم جيدة التهوية في أدوار عالية .
المطر يسقيها كل يوم تقريباً، ولكن قد تقصر مدّته ومقداره أحياناً، فيتساقط هتّاناً رقيقاً ناعماً، وقد تطول مدّته ويعظُم فيهطل غزيراً شديداً مصحوباً ببرق ورعد عظيمين، لم أرَ بمثل قوتهما، وقد يستمر ساعات طوالاً.
البحر فيها بديع الزرقة متقلّب المزاج، يهدأ بصفاء الجو ورقة الرياح، ويزمجر مع المطر العاصف والبرق الراعد. وشواطئه ممتعة بنوعيها الرملي والصخري، وما أمتع لعب الأطفال برماله الناعمة والقفز بجانب صخوره المتناثرة المحفوفة بالعشب الأخضر اليانع.
ومع كون سنغافورة أشبه بحديقة كبيرة جداً ؛ لكثرة الأشجار والبسط العشبية في كل نواحيها ومختلف أرجائها، إلا أن الحكومة تزيد على ذلك بأن تهتم بتخصيص أماكن للحدائق وتسويرها والعناية الفائقة بتنظيمها ونظافتها وزراعة الأزهار والورود الغريبة المتنوعة فيها، وهي كثيرة متناثرة في كل مكان، ولكلّ منها ما يمّيزها عن غيرها من حيث أنواع الأشجار والأزهار أو طريقة الممشى فيها أو ارتفاعها عن سطح البحر، أو على شاطئه، أو انحدارها في أحد الأودية، وأغلبها خارجي مكشوف، وقليل منها مغلق مكيّف لِمَن يفضّل الجو البارد على الحرارة والرطوبة.
سنغافورة دولة منظمة ومرتبة لأبعد الحدود، فكل شيء فيها يسير وفق نظام صارم، وترتيب دقيق، والناس فيها اعتادوا على هذا النظام وساروا عليه، فالأسواق لها وقت محدد تفتح فيه وتغلق، وكذا الدوائر الحكومية والمدارس والمواصلات العامة والمستشفيات. ولضمان سير الشعب على هذا النظام فقد وضعت الحكومة عقوبات صارمة جداً لمخالفي النظام، ولا يستطيع أحد خرق الأنظمة مهما كان منصبه أو مكانته، بالإضافة إلى أن الواسطة لا فائدة مرجوة منها في تلك البلاد، فالجميع سواء تحت مظلة الدولة، والخدمات ميسّرة للجميع، ولا فضل لأحد على أحد الا بجهده واجتهاده.
ومن الأمور المميزة في تلك البلاد جهد حكومتها الملموس في الرقي بها ونهضتها حتى غدت في مصاف الدول ذات الشأن في العالم، والتطوير فيها شامل لكافة النواحي التعليمية والإدارية والصناعية والزراعية والتجارية والتنموية، مع العناية الشديدة بالطبيعة، ومحاولة الحفاظ عليها مما يؤذيها ويخدش جمالها.
وقد شمل التطوير جانب المواصلات العامة، فالدولة صغيرة جدا (710كم2) والكثافة السكانية كبيرة (8مليون) بالمقارنة مع مساحتها، واكتظاظ الشوارع بالسيارات يهدر الوقت، ويشوّه الطبيعة؛ فبادرت الحكومة بإنشاء مشروع المترو الذي يسير معظمه تحت الأرض، وجزء قصير منه يسير على جسور فوق الأرض، مع إنشاء شبكة من الحافلات العامة الكبيرة بحيث يمكن الوصول إلى أي مكان باستخدام الحافلات أو المترو أو كليهما أحيانا دون الحاجة إلى اقتناء سيارة، وقد ربطت الدولة طرقها بتقنيات الشبكة العالمية، فأصبح من اليسير معرفة طرق الوصول للوجهة باستخدام خريطة (جوجل) تدلُّك على أرقام الحافلات، وأسماء محطات المترو التي ستوصلك لوجهتك بيسر وسهولة. ولتشجيع الشعب على استخدام المواصلات جعلت الحكومة تكلفة استخدام المواصلات العامة زهيدة جدا، يَقْدِر على تحمّل تكلفتها أي شخص مهما بدا فقيراً مُعدماً. وفي هذا تخفيف لزحام السيارات، وتوفير لثمنها إذ قد يصل سعر السيارة في سنغافورة خمسة أضعاف سعر السيارة في
في سنغافورة يشعر المرء بالأمان التام، فلا يخشى على نفسه من اعتداء أحد عليه أيا كان نوع ذلك الاعتداء، ويعمّ ذلك الشعور جميع طبقات المجتمع وأجناسه من فقير أوغني أو امرأة أو رجل أو طفل، سواءً في ذلك استخدامه للسيارة الخاصة أو المواصلات العامة أو السير على الأقدام وفي أي وقت من الأوقات، وقد وُضعت في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث الأمان. ولقد لمستُ ذلك بنفسي، إذ كنتُ خلال إقامتي فيها مدة سنة أخرج مع طفلي الصغير الرضيع لأتسوق أو أتنزه في الحديقة المجاورة صباحاً ومساءً، فلم تصادفني أي مشكلة، كما لم يتعرض لي أحد بسوء أو يزعجني بكلمة، بل على العكس تماما كان الجميع يُظهر لي الاحترام، ويبادلني الابتسامة بل والمساعدة أحياناً.
يعتني الشعب السنغافوري بصحته كثيرا، ففي الصباح الباكر ومع غروب الشمس -حيث تنخفض درجة الحرارة ويلطف الجو- تلاحظ بوضوح كثرة المشاة والمهرولين في الحدائق العامة من جميع الأعمار من أطفال وشباب وشيبان نساءً ورجالاً، ويحرصون على اصطحاب قارورة ماء معهم خشية إصابتهم بالجفاف، وهذه العادة الصحية لا يقتصرون على الالتزام بها أثناء الرياضة فحسب بل يصاحبهم ذلك الماء أينما ذهبوا: في التنزه، والتسوق، وفي أوقات الدوام.
ومن عناية الدولة بصحة شعبها أنها فرضت رقابة شديدة على مطاعمها المنتشرة في كل مكان، بحكم عمل الزوجين، وحاجتهما إلى الأكل الجاهز، ومن القوانين تغطية الأكل، ولبس العمال للقفازات، ومنع العربات التي تبيع الأكل المكشوف، وغسل المطعم وتنظيفه قبل إغلاقه، كما منحت البلدية المطاعم درجاتٍ حسب التزامها بالقواعد الصحية، وجودة طعامها، وجعلت تلك الدرجة في مكان بارز أمام المطعم ليعلم الزبون درجة هذا المطعم قبل الإقدام على الشراء منه.
وتتنوع المطاعم في سنغافورة تَبَعاً للتنوع الشعبي فيها إذ تنتشر المطاعم الصينية والهندية والمالاوية والأجنبية العالمية بالإضافة إلى القليل من المطاعم الشرقية كالشامية والتركية.
وإلى جانب المطاعم المتنوعة والأسواق الضخمة المنتشرة على طول البلاد وعرضها تتنوّع في سنغافورة وسائل الترفيه. ففيها الاستمتاع بالطبيعة من غابات وحدائق وشواطئ وحديقة حيوان وأخرى للفراشات وثالثة للطيور وسباحة بحرية أو في المسابح الخاصة. وبقربها جزيرة صغيرة تسمى (سنتوسا) يقطنها قلة سكانية، وقد استغلّتها الحكومة بشكل كبير فربطتها بسنغافورة بممر بري للمشاة يستغرق نصف ساعة للوصول إليها، بالإضافة إلى جسر معلق يمرّ عليه قطار سريع، كما يمكن استخدام السفن البحرية الصغيرة أو العربات المعلقة. وفي سنتوسا كل ما يخطر على البال من وسائل الترفيه: الطبيعية والصناعية، ففيها شاطئ رملي للتشمّس والسباحة، وفيها غابة ضخمة يمكن السير تحت أشجارها والاستمتاع بعبيرها وشلالاتها وينابيعها، كما أن فيها الألعاب الترفيهية المكشوفة بين أحضان الطبيعة، والألعاب الترفيهية الصناعية المغلقة المكيفة وهي إحدى مدن الألعاب العالمية.
تتتشر الأسواق في جميع أنحاء البلاد، وتتنوع بين صغيرة متناثرة مكشوفة، وبين كبيرة ضخمة مغلقة، وتُبدع شركات البناء والعمار في ابتكار تصاميم هندسية غريبة لأسواقها وأبنيتها، ومما يلاحظ بشكل واضح في تعاملاتهم المالية في الأسواق وغيرها نزاهتهم، وصدقهم، وبُعدهم التام عن الغش والخداع والمكر، فكل شيء واضح للعيان ولا مجال لأي ظلم أوخديعة، كما يظهر لكل مواطن أومقيم أو سائح العدل المنتشر في الدولة، فلا مجال فيها متاح لفساد إداري أو محاباة لمنصب عالٍ أو مكانة مرموقة.
السكن عندهم متنوع بين الفلل الصغيرة والتي يملكها أصحاب الأموال وما أكثرهم هناك، وبين الشقق الصغيرة في العمارات الحكومية والتي غالبا تكون بأسعار زهيدة وهي إسهام من الحكومة لإعانة أصحاب الدخل المنخفض، كما توجد شقق سكنية صغيرة في مجمعات فاخرة مكونة من أبراج ضخمة وهي لأصحاب الدخل المتوسط والعالي، إذ يمكن تملُّك هذه الشقق أو استئجارها، وقد سكنتُ في إحداها، وانبهرتُ بالخدمات الراقية المتنوعة التي توفّرها لساكنيها، ففي هذه المجمعات مواقف خاصة للسيارات، وأماكن مخصصة لإقامة الحفلات الكبيرة وأخرى للصغيرة، وفيها أماكن للشواء، وجلسات لطيفة لتناول الطعام مع الأهل والأصدقاء، وفيها مسابح كبيرة خاصة مكشوفة يمكن استخدامها في أي وقت من الصباح الباكر إلى منتصف الليل، وثمة صالة رياضية مغلقة فيها أجهزة متنوعة وشاشة تلفزيون مع خدمة الانترنت والمجلات والجرائد اليومية، ويوجد أيضا ملاعب لكرة القدم والتنس وكرة الطائرة، وهذه الخدمات مع الأبراج السكنية محاطة بسور خاص بها، حيث لا يمكن الدخول إليها أو الخروج منها الا بإذن من حارس الأمن، وذلك لساكني الأبراج أو زوارهم، وكان أولادي يقضون أمتع الاوقات في خدمات مجمّعنا بأنفسهم دون أن أخشى أن يمسهم سوء أو ضرر من أي شيء.
تعتني الدولة كثيرا بتوفير مستوى تعليمي عالٍ، والدراسة فيها إلزامية، وللانتقال من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية ثم إلى ما قبل الجامعة ومن ثَم إلى الجامعة يخضع الطلاب لاختبارات قوية لتأهيلهم للمرحلة التالية، وفرزهم إلى مستويات منوعة حسب ما يحصلوا عليه من درجات، فيكون المتميزون معاً، ومَن دونهم من الدرجات معاً ليكون التنافس أقوى. واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية لأهل البلد.
ورغم كل ما في تلك البلاد من محاسن وإيجابيات إلا أن ثمّة مساوئ وسلبيات تُزعج المواطن والمقيم والسائح، وبعضها يخدش المشاعر الإسلامية ويؤذيها.
فمع العدل الذي تحرص الدولة عليه بين أفراد الشعب السنغافوري، والمساواة التي تؤكّدها في جميع تعاملاتها إلا أن تنوع الجنسيات في سنغافورة يؤدي إلى حدوث بعض الحساسية والعنصرية فيما بينهم، ولاسيما مع الثراء الفاحش الذي يتمتع به الصينيون، والذي يُشعرهم بالتميز على مَن دونهم من الجنسيات الأخرى، ويظهر ذلك في بعض تعاملاتهم مع غيرهم. وقد لَمَستُ ذلك شخصياً وشعرتُ به، إذ كان الصينيون يعاملونني وعائلتي برسمية شديدة، وينظرون إلينا على أننا أغراب، على عكس الهنود والمالاوية الذين كانوا ألطف معنا وأكثر عفوية، خاصة إن كانوا من المسلمين.
ومن أبرز السلبيات المزعجة في تلك البلاد الغلاء الفاحش في السلع، فثمن أي سلعة عندهم يساوي خمسة أضعاف ثمنها عندنا في السعودية، ولاسيما في المناطق السياحية وتذاكر الألعاب فالأسعار هناك خيالية. ويستثنى من ذلك أسعار السلع الغذائية فسعرها مناسب نوعاً ما ولكن يبقى أغلى من بقية الدول، وقد احتلت سنغافورة عام 2014م –وهي السنة التي أقمتُ فيها- المرتبة الأولى كأغلى دولة في العالم من حيث تكاليف المعيشة.
ومن السلبيات المؤذية في سنغافورة الملابس التي ترتديها نساؤها لاسيما من ذوي الأصول الصينية، إذ يبالغن في تقصير ملابسهن وتضييقها وعريّها بسبب حرارة الجو والرطوبة، ويندر رؤية امرأة متسترة بلباس طويل إلا إن كانت مسلمة ملتزمة بالحجاب الشرعي، وهن قلة في زحمة الشارع السنغافوري.
تُعدّ سنغافورة بلدًا متعدّد الديانات بسبب الخليط العرقي المتواجد فيه، وتقرّ الدولة في سنغافورة بحرية الاعتقاد، وفصل الدين عن الدولة، ولكن بشكل عام هناك بعض الانتقادات للحرية الدينية فيها، ولاسيما فيما يتعلق بحظر بعض المجموعات الدينية أو مرور المنشورات المتعلقة بالديانات على الرقابة الحكومية .
وبشكل عام تسعى الحكومة السنغافورية إلى التآلف بين مختلف الأديان والتقريب في وجهات النظر بينها، وأكبر الأديان هو البوذية، وأغلب معتنقيها يعودون في أصولهم إلى الصين وتايوان، وثاني الأديان فيها هو المسيحية، مع أنها تعدّ من الأديان الحديثة العهد في الدولة، والمركز الثالث احتلّه اللّادينيون، أما الدين الرابع في سنغافورة فهو الإسلام، حيث يمثل المسلمون 15% من الشعب السنغافوري، وأغلب المسلمين يعودون بأصولهم إلى ماليزيا أو الهند وفيها قرابة 80 مسجدا، ويلي الإسلام الديانة الهندوسية.
المسلمون في سنغافورة يمارسون شعائرهم بحرية تامة، والأذان لكل صلاة يُرفع بسماعات داخلية بحيث يسمعه مَن بداخل المسجد، ومَن يمر بقربه. وفي الأعياد ويوم المولد يجتمع المسلمون في المساجد، ويؤدّون الشعائر الدينية دون أي إزعاج من الحكومة أو من غير المسلمين من أبناء الشعب السنغافوري. وقد سمحت الحكومة لمسجد واحد في وسط المدينة برفع الأذان لكل صلاة باستخدام سماعات خارجية بحيث يغدو مسموعاً للأحياء المجاورة، كما سمحت لهم بقراءة سورة (يس) ليلة الجمعة على الملأ باستخدام المكبر الخارجي، ويبدو أن ذلك الإذن من الحكومة من باب حرصها على تقارب الأديان، ورغبة منها في تعريف الناس ببعض المظاهر الدينية للإسلام شأنه كشأن بقية الأديان؛ فالبوذيون والمسيحيون والهندوس يُسمح لهم بإظهار بعض شعائر دياناتهم.
من الأحكام الدينية التي يحرص المسلمون السنغافوريون عليها أشد الحرص مسألة الأكل الحلال، فعندهم جهة خاصة تمنح المواد الغذائية شهادة بحلّ مكوناتها، وعلامة الحلال هذه تجدها على معظم المنتجات الغذائية من لحوم ودجاج ومواد تموينية، حتى حليب الأطفال وبسكويتاتهم وحلوياتهم. وقد منحت هذه الجهة تلك الشهادة للكثير من المطاعم، مشترطة عليها استخدام اللحم والدجاج المذبوحين على الطريقة الإسلامية بالإضافة إلى حلّ المواد الغذائية الأخرى المستخدمة في المطعم، وعدم بيع أي نوع من الخمر فيها. وشهادة الحلال تلك تكون معلّقة في مكان بارز في المطعم، ومن الطبيعي جداً سؤال العمال في أي مطعم عنها؛ إذ إن الجميع غدا مستوعباً للحكم الشرعي الذي يسير عليه المسلمون في طعامهم.
ومما يحرص عليه مسلمو سنغافورة تعليم أبنائهم القرآن الكريم واللغة العربية، وهما مادتان أساسيتان في المدارس الإسلامية والتي تنتشر في سنغافورة حيث توجد خمس مدارس فيها، والطالب الذي يرغب في إكمال تعليمه الشرعي يبتعثونه إلى الأزهر الشريف في مصر.
وبعد..
فإن لسنغافورة ماضياً عريقاً في التخلّف والتأخر، وتاريخها مظلم في الحضارة والصناعة، ولكنها قبل 50 سنة قررت النهوض، ونفض أتربة الماضي، ووضعت نصب عينيها خطة لذلك، مفادها العدل والمساواة والاتحاد، وحاربت أول ما حاربته الفساد الإداري، وتسلّط أصحاب النفوذ والمنصب على مَن دونهم، فبرزت بشكل سريع جداً، وعلا شأنها، وصارت في مصاف الدول الكبرى، وهذا مصداق لقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة).
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة