داعية ومربية وعضو رابط الأدب الإسلامي العالمية. عمان - الأردن
الدعوة بالقدوة
يقول الله سبحانه( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)الآية ٣٦من سورة يوسف.
ذكر أنهما فتيان وكأنهما نكرة فلا صفة مميزة لهما أو لأحدهما ومع ذلك ألقى يوسف عليه السلام سمعه لهما حتى أنهيا كلامهما وتركهما يضعان آخر نقطة في حديثهما، كم هو عظيم الإنسان الذي يلقي سمعه لمتحدثه الذي يبثّه ما يختلج في صدره من أحاسيس ناشداً نصحه وآملاً بإحسانه. وقد كان حسن الإصغاء من أول بوادر إحسانه عليه السلام .
ثم علّقا ثقتهما به لأنه من (المحسنين) .....فهو داعية بالحال قبل المقال فهو الداعية القدوة وهذا هو النموذج المنشود.
الدعوة بالقدوة ...ففي قولهما شهادة على أنه كان محسناً بالسر إذ هما اللذان كانا يشاطرانه السجن وهما ألصق شاهدين له عليه السلام فكان حتما محسنا بالسر والعلن. محسنا بأقواله وفعاله وسمته وصمته ومواقفه وآرائه وتصوراته وهذه شخصية يليق بها ثقة الآخرين ومحبتهم وتقديرهم وشعورهم أنهم يستندون إلى ركن مكين.
آكاد آجزم أن كل مؤمن يجب أن يكون محسنا، وصور إحسانه تشير إلى درجة إيمانه فلا انفصام بين الإيمان الصادق والعمل الصالح للمحسنين.
وحين يصبح القول كالصبح ضاحك .....والفعل كالليل حالك ....يتسلل الوهن إلى بنيان الأمة حدّ الإنهيار.
تربويا:علينا أن نوقن أن التعليم بالقدوة هو أكثر الأساليب فاعلية ،وقد قال بعض الدارسين: "أعتى الأبناء على الإصلاح هم الأبناء الذين يقولون ما لا يفعلون ".
تعليم أدب الحوار يبدأ من حسن الاستماع والإصغاء لمن يحدثك فكيف بمن يطلب إرشادك؟
استثمار سيم الخير في الناس والأخذ بيدهم برفق إلى طرق الخير.
يقيناً؛ احترام الآخرين يعني احترامنا لأنفسنا، والعكس صحيح ...
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة