ضاعت صَدَقتي!!
قبّلت سناء يَدَيْ والديها وصعدت إلى السرير مباشرة دون أن تنظر إليهما بعينيها الحزينتين. ولكن والدَيْها لاحظا حزن ابنتهما وأخذا يتساءلان عن السبب. وبعد أن فشلا في اكتشاف ما أحزنها، قررت أمها أن تذهب وتكلمها، عسى أن تقدم لها المساعدة وتخفف من حزنها. دخلت الأم غرفة سناء لتجدها جالسة على سريرها والدموع تسيل على خديها. فجلست قربها وأحاطتها بذراعيها الحنونيتن: "أخبريني، ماذا حصل يا حبيبتي؟" سألتها الأم. لم تُجب سناء. ثم لاحظت الأم الحصّالة الفارغة بين يديها فسألتها: "أين هي أموالك يا صغيرتي؟!". عندها قالت سناء: "قبل أن أذهب إلى المدرسة أحضرتُ معي النقود التي جمعتها في الأسابيع الماضية كي أتصدق بها، ولكن عندما تحسّستُ جيبي وجدت أن النقود قد اختفت، ثم بحثتُ أكثر لعلّني أجد ضالتي، ولسوء حظي، وجدتُ ثقباً كبيراً في جيبي! فعرفتُ حينها أن نقودي قد وقعت من هذا الثقب". نظرت الأم إلى سناء نظرات رضا وطبعت على جبينها قُبلة ثم قالت: "كم أنا فخورة بك يا صغيرتي! ما فعلتِه ينمّ عن رشد وكرم، لا تحزني أبداً، فالله جلّ وعلا يضاعف لك ويبارك لك بمالك". عندها نظرت سناء إلى أمها بتعجب وقالت: "كيف سآخذ ثواباً وأجراً؟ فأنا لم أعطِ مالي لمحتاج، لقد أضعتُه"! أجابت الأم: "سناء يا عزيزتي، أنا أعلم مقدار الجهد الذي بذلته لتجمعي هذه الأموال، ولا بدّ أنك شعرت بالغضب عندما اكتشفت أنك أضعتِها كلها ولم تعطِعها لأحد، ولكن أَبْشِري يا بنيتي! فالله تعالى يكافئ كل من نوى أن يتصدق، حتى ولو لم يتصدق بشيء لظروف معينة. فلقد قال رسول الله في حديثه: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكلّ امرئ ما نوى". فلا تخافي يا ابنتي، سيجزيك الله بإذنه خيراً على نيتك الصالحة". ابتهجت سناء لسماع ما قالته أمها، فشكرتها ثم نامت قريرة العين، مرتاحة البال. ولكنها قررت أن تنتبه في المرة القادمة على مالها كي لا تحرم أي محتاج من صدقة تُفرح قلبه.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن