الأُلفة هي جوهر الزواج
ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ " ﺍﻷﻟﻔﺔ " ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻫﺎ , ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﻭﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﺔ , ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻤﻜﻨﺎ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﻓﻴﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺣﺸﺔ .
ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﺼﻌﺐ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﻴﻴﻦ ﺑﻌﺾ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﺎ
... ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻤﺮﺀ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺯﻭﺍﺟﻪ , ﻓﺎﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻛﺒﻴﺮ ﺃﻥ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻚ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺤﻤﻴﻢ , ﻭﺇﻥ ﺗﺒﻴﻦ ﺍﻟﻌﻜﺲ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻧﻤﺎﺀ ﺣﺲ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻝ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ....
ﺇﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻸﻟﻔﺔ ﻫﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ...
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻛﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻧﻘﺎﺋﻀﻪ ﻟﻶﺧﺮ , ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻮﻑ ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻪ , ﻓﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﺷﺮﻁ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻟﻸﻟﻔﺔ...
ﻭﻣﻨﻪ ﻳﻨﻤﻮ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﺜﻘﺔ , ﺇﺫ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﺛﻘﺎ ﺑﺄﻥ ﺷﺮﻳﻜﻚ ﻳﺘﻘﺒﻠﻚ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺨﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺃﺑﺪﺍ ...
ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﺑﺄﻫﻤﻴﺘﻪ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ ...
ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺰﻭﺟﻲ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ " ﻟﻢ ﺃﺷﻌﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﺄﻧﻲ ﻣﻤﻴﺰ / ﺓ ﺃﺗﻤﺘﻊ ﺑﻤﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻪ / ﺍ "
ﺇﻥ ﻣﺸﺎﻃﺮﺓ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺟﻬﺎ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻷﻟﻔﺔ , ﻓﻜﻞ ﺯﻭﺍﺝ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﺃﺳﺮﺍﺭﺍ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺃﺣﺪ ﺳﻮﺍﻫﻤﺎ , ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺍﻟﺰﻭﺟﺎﻥ ﺗﻘﺎﺭﺑﺎ ﺑﻘﻲ ﺳﺮﻫﻤﺎ ﻣﺼﻮﻧﺎ ﻻ ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻐﺸﺎﻩ ﺃﺣﺪ , ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﺟﺪﺍ ﻣﺜﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺴﻨﻮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﻀﺖ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻬﻢ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ , ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺗﻌﺘﺮﺿﻬﺎ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺒﺎﻋﺪ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﺏ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺘﻬﻤﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ..
ﻭﻗﺪ ﻳﻤﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻃﻮﺍﺭ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻧﻜﺪﺍ ﻭﻗﺪ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺧﻄﺄ ﻣﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻮﻟﻴﺎ ﺍﻷﺩﺑﺎﺭ ﺑﻞ ﻳﺼﻤﺪ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ...
ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻌﻮﺭﺍ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﻭﻳﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﻀﺮﺓ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ .
ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ ﻟﻶﺧﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻭﻣﺸﺎﻃﺮﺗﻪ ﺍﻷﻟﻔﺔ ﺍﻟﻨﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ , ﺗﻘﺘﻀﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﻀﻲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻗﺘﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎﻥ ﻓﻴﻪ , ﻳﺼﻐﻴﺎﻥ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮ , ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮ .. ﻭﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪ " ﻳﺘﻮﺍﺻﻼﻥ ."..
ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ , ﻣﻦ ﺃﺻﻌﺐ ﺍﻟﻤﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ .. ﻓﺎﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻭﺭﻫﺎﻓﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ , ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺃﻱ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺒﻴﺖ ( ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ – ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ – ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ - ... ) ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﻳﻌﻲ ﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ..
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﺒﺮﻡ ﻭﺍﻷﺧﺬ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺮﺝ ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ الإلفة.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن