مرحباً بالغربة
هل قلت لأحدهم يوما – ناصحاً – لا يجوز أن تستعمل سيارة الشركة في تحقيق مصالحك الشخصية، فاتّهمك بالتخلف؟
هل همست لآخر: لا يجوز يا صديقي أن تقبل الهدايا من الموظفين والمراجعين، فابتسم في وجهك ساخرا وقال: كل الدنيا تفعل هكذا، من أي عصر أنت؟
هل تحدثتِ مع قريبة لك تطلبين منها أن تصحح حجابها وتلبسه كما يحب الله ورسوله، فاتهمتك بالتدخل فيما لا يعنيك؟
هل تمنيت أن تقدم برنامجا أو مشروعا لتذكّر بفلسطين، وترقق قّلوبا لعلها تتعاطف مع أقصى، وتعرّف بأسير، فمنعت لأنه يجب عليك أن تسير وفق أهواء الحاكمين الآمرين وحدهم والناهين؟
هل أحزنك حرمانك من الوظيفة لأنك تحمل جنسية معينة، وكان عليك أن تحمل جنسية تؤهلك لتلك الوظيفة أو غيرها؟
هل عانيت من إحساس بالظلم والقهر لأن راتبك أقل من غيرك كثيرا مع أنك الأكثر خبرة وعلما وتميزا وعطاء وحماسا وإبداعا، والسبب أيضا جنسيتك المسجلة في ذلك الدفتر الذي يظلم الناس بسببه ويعاملون كمخلوقات غريبة، وربما يقتلون؟
هل دسوا لك يا أخي وأخرجوك من العمل لأنك تنشر الوعي وتعرّف بالحلال والحرام؟
هل أنت وأنتِ ممن لا يستطيع العيش في بلدهم بسبب احتلال أو بسبب هروب من رئيس جائر قاتل؟
هل كنت وكنتِ يوما في مجتمع مفروض عليكم ففتحتم حوارا، فخيبت آمالكم ضآلة الفكر، وتفاهة الاتجاهات، فاضطررتم لإغلاق الجدل طلبا للأجر ومكان في ربض الجنة؟
هل ذهبتِ إلى حفل فوجدت أنك – ربما – الوحيدة التي لبست لباسا محترما؟
هل تمنيت وتمنيتِ أن تساعدوا محروما أو لاجئا فكان الطريق إلى ذلك متاهة ليس لها آخر؟
هل ثارت مشاعركم وغلت دماؤكم، فأردتم أن تقولوا لتنصروا أو تصلحوا، فلم يوفروا لكم المنبر المناسب؟
هل تجاهد بينما يجلس كثيرون يتقلبون في النعيم ويغرقون؟
هل حاربتم لتغيروا فكان ذلك صعبا أو مستحيلا؟ هل اعتزلوكم وأنتم واثقون أنكم على الحق؟
أبشروا إذن ولا تهنوا ولا تحزنوا، فأنتم الغرباء!
أبشروا لأنكم لستم وحدكم كما تظنون! أبشروا فإن الإسلام معكم ومنكم ومثلكم وفوقكم وتحتكم! إسلامكم غريب كما أنتم!
نعم، فقد "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا"!
وأبشروا لأن طوبى لكم " فطوبى للغرباء"!
الغرباء الذين صلحوا بينما فسد الناس.. الغرباء على الحق مهما حوربوا.. صلواتهم لله، وعبادتهم لله، وحياتهم لله، ومماتهم من أجل الله.. يتبعون الحق أينما وجد، ولا يسمحون لأهوائهم أن تسيّرهم..لا يؤثر عليهم تهديد ولا تمجيد ولا عقوبة أو مكافأة.. لأن دين الله عندهم أغلى من أموال الدنيا وزينتها..
فاستحقوا من الله طوبى في جنة عرضها السماوات والأرض
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة