هل الرجل هو مصباح علاء الدين ؟
كتب بواسطة أسماء زيود
التاريخ:
فى : شباب بنات
1438 مشاهدة
لي حياةٌ فريدة نوعا ما، مختلفة بتفاصيلها عن العالم الذي يبسط غرابته! ربما هناك تفاصيل تروق لي وتستحوذ على بعض الوقت الذي أناله، هنا أكون قد رسمت الطريق الذي يفيد مستقبلي وحاضري أولا! التفاصيل عندما نركز النظر عليها ونتمعّن في الخطوط التي تحتويها؛ نجد فيها حياة وأمل، ربما ماضي، لكن من سيدرك تلك التفاصيل بحنكةٍ؟
قد تحتاج الدقة والنظرة الشموليّة للمستقبل والأيام المقبلة، ذلك العقل المدبّر، الذي خاض كثيرا من التجارب الحياتيّة! العقل الذي يعرف كيف يقرأ وماذا يقرأ؟ العقل الذي يحتضن في باطنه التفاصيل الصغيرة التي تحتوي بين طيّاتها العمق والرؤية والشفافيّة! العقل الذي يقتنع بما يحلل وبما يتلقى من كافة المجالات، ليحدد المسار الذي يميل إليه وما يوحى إليه أيضا!
نحن أمة "اقرأ" فكيف لا يكون بين عوالمنا ذلك الفكر والعقل الذي يقود حياة صعبة ويستوحي من ظواهرها ألاف النجاحات ربما في أوقاتٍ قصيرة! نظرتي المختلفة للحياة ربما بصورةٍ كما تحبُ أن تراها عينايّ، جعلت منّي شخصيّةٌ تختار مسارا يناسبها بفكرها، بعيدا عن المجتمع الذي أحيانا يحاول فرض جميع قوانينه ربما عاداته والأسئلة التي تأتي كثيرا من العقول البعيدة عن البيئة المثقّفة، العقول البائسة أو التي جعلت قيود الحياة تلتقط أيديها بروابطِ الفشل دون ردعٍ لها!
الأحلام لا ترتبط بشخصٍ والنجاح لا يعتمد على أحد، الطريق الوحيد نحو الحياة السعيدة هو الذات!
المجتمع العربيّ لقد تغلغلت في أواصره مبادئ كثيرة واستحوذت على ثقافته ليس بأكمله، لكنّ ذلك عند البعض من فئاته؛ رغم التقدم التكنولوجي وشموليّة العلم وانتشاره! لعلّ أهم هذه المبادئ وهي قضية منتشرة تحرُم الكثير من الفتيات من إكمال تعليمُها، وشق طريق النجاح والوصول إلى أهدافها؛ ألا وهو الزواج في سنٍ قبل العشرين، المشكلة لم تكمن هنا فقط، أيضا حينما تصل الفتاة إلى مرحلةِ ما بعد الجامعة، قد تنهال عليها الأسئلة الكثيرة، ومن بينها.
لماذا لم تتزوجي بعدْ؟! الإجابة لديّ، لكن أحاول أن أبحث عن الإجابة التي تقنِعهم! دون جدوى؛ لم أجدْ! هل الزواج يقتل الإبداع ويقيّد الطموح؟ هل هو حياة مغلقة قد لا تفتح باب للثقافةِ وصقل العقل؟ هل يسيطر على جميع الوقت ويستنزفه بسرعةٍ؟ قد تختلف الإجابة من شخص لآخر بناء على أولويات حياته ،بالنسبة لي لأن الزواج يحتاج إلى مرحلةٍ عمريّةٍ تتصف بالنضوجِ والعقليّة المثقّفة ؛حيث أبناء المستقبل المزدهر هم نتيجة الزواج الناجح والمبني على أُسس سليمة ومتينة التي لا تسمح بقتل أو تدمير تلك العلاقة!
أيضا هناك كثير من الفتيات التي تتمتّع بالاستقلالية؛ ودائما تبحث عن سُبل إكمال حياتها وعملها ومشاريعها الخاصة بعيدا عن المسؤوليّة، هي تجد أنها ليست مؤهلة بعد لإكمال حياتها بالزواج وإنجاب الأطفال، هي فقط تنفرد بنجاحاتِها؛ لكي تعيش بمرحلة العطاء الشبابيّ! هي تحلم لتعطي مجتمعها ؛لتبني بعض الأسس التي تعتبرها ركيزة للنهوض بمستقبلِ الأوطان، حيث مجتمعاتنا تحتاج لكثير من العقول المتفتحة المدارك، المنتجة وواسعة الخيال والإنجازات التي تجعلها بلدان متقدمة لتوفير جميع الإمكانات التي يستغلها الشباب في تحقيق طموحهم وصقل إبداعهم.
لكن كيف تتحقق أحلام كلّ فتاةٍ؟ هل الرجل هو مصباح علاء الدين؟ كلا لا، الأحلام لا ترتبط بشخصٍ والنجاح لا يعتمد على أحد، الطريق الوحيد نحو الحياة السعيدة هو الذات! نعم الذات؛ بناء الذات وتطويره والتعب على النفس بما يعود عليها بالأهداف الصحيحة هو بداية لتلك الأحلام ولو أبسطها! الإنسان منحه الله نعمة كبيرة وهي "العقل"، كيف نقوده يقودنا نحو ما نمنحه من برمجةٍ ويعطينا النتائج بناء على مدخلاته، هذا بالإضافة إلى الإيمان بالعقيدة الصحيحة وغرس قيم الإسلام داخل أنفسنا وتطبيق مبادئه.
هناك كثير من الفتيات بدأنّ أحلامهنّ بإكمال تعليمهن نحو الدراسات العليا، فكان الدافع نحو جعلهن صاحبات قرارٍ وذو مكانة رفيعة في المجتمع ونحو التغير. إلا أنّ الثقافة لها دور فعال لدى كل شخص، وسبيل لوضع الرؤية التي بنورها قد تبعث مئات الرسائل التي بدورها قد تكون شراع النجاة للكثير من العثرات التي تواجه كلٌّ منّا.
المصدر : مدونة الجزيرة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
أثر تغيير الأسماء والمفاهيم.. في فساد الدنيا والدين!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!