أخاف من الموت، ماذا أفعل؟
كتب بواسطة الدكتور خالد أبو شادي
التاريخ:
فى : في رحاب الشريعة
1862 مشاهدة
أخاف من الموت لأنه من الغيبيات.. وهو شيء مجهول بالنسبة لي.. لا أعرف ماذا أفعل وماذا سيحصل لي بعد الموت.. وهل سأبقى نائمة في قبري وحيدة إلى يوم القيامة ؟
ج / كتبت قبل ذلك:
نعيم القبر!
ما أروع نعيم المؤمن من ساعة موته!
يبشره حشد عظيم الملائكة ممن حضر نزع روحه: سلام عليك، سلام من عند الله، وسلام من الملائكة، وتناديه الملائكة بأحب أسمائه إليه، ثم يبشرونه بالجنة.
قال محمد بن كعب: «لا يموت أحد من الناس حتى يعلم أمِن أهل الجنة هو أو أهل النار».
ثم ينزع ملك الموت روحه، فتخرج روحه كأطيب ريح مسك وُجِدَ على وجه الأرض، ويكون خروج روحه سهلا يسيرا، فتسيل كما تسيل القطرة من فم السقاء، فإذا أخذها ملك الموت لم تدعها الملائكة في يده طرفة عين حتى يأخذوها، وذلك تأدبا معه، أو اشتياقا منهم لاستقبال روح المؤمن، فيجعلون روحه في كفن وحنوط وحرير من الجنة.
ثم يحمل الناس نعشه، فيسمع ثناء الناس عليه وهم يسرعون به إلى القبر، فتصيح روحه: قدِّموني .. قدِّموني ..
اشتياقاً إلى ما أعدَّه الله له من نعيم، واستعجالا للخير الذي ينتظره والثواب العظيم، فيرى ما أُعِدَّ له في الجنة قبل أن يصل إلى قبره.
ثم تعرج روحه إلى السماء، فتستقبله ملائكة كل سماء، فلا يمر بباب إلا فُتِح له، ولا يقابل ملَكا إلا صلى عليه، ويصحبه بعد دخوله في كل سماء مقرَّبوها، وذلك إلى السماء التي تليها حتى ينتهي إلى السماء السابعة، حيث أقرب مكان للجنة.
ثم تعاد روحه، فيأتيه ملكان يسألان، فيجيبهم عن سؤالهما عن ربه ودينه ونبيه، ثم يسمع ثناء الله عليه بعد أن أجاب:
«صدق عبدي».
فوالله .. لو لم يكن إلا ثناء الله عليه لكفاه، ثم يسمع أمر الله إلى الملائكة:
«فأفرِشوه من الجنة، وافتحوا له بابا في الجنة، وألبسوه من الجنة، فيأتيه من رَوْحهَا وطيبها، ويفسح له مد بصره».
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
«إذا رأى المؤمن ما فُسِح له في قبره، فيقول: دعوني أبَشِّر أهلي، فيُقال له: اسْكُن». صحيح الجامع رقم: 557
أي لا تعجل، فكل شيء له أجل معلوم، وقدر محتوم لابد منه.
وفي سنن الترمذي من حديث أبي هريرة :
«ويقال له: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك».
ولا يدل هذا على أنه ينام النوم المعهود في الدنيا، بل أحوال القبور وحياة أهلها تختلف اختلافا جذريا عن أحوال الدنيا وأهلها، ولذا جاء في تحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي:
«وإنَّما شَبَّه نومَه بِنَوْمَة العروس؛ لأنه يكون في طَيِّب العيش».
ليس الموت بعدمٍ محض، ولا فناء صرف، وإنما هو تبدُّل حال بحال، وانتقال من دار إلى دار.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن